شعراء أهل البيت عليهم السلام - شكاية لصاحب الأمر

عــــدد الأبـيـات
73
عدد المشاهدات
2755
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
29/09/2009
وقـــت الإضــافــة
1:21 صباحاً

أرى أهلي تُغادرني=و بالي تُشاغِلهُ مقابضةُ التساليمي فيستعصي و صَبرُ القَلبَ يُدري=على الوجناتِ دَمعاتِ الكمالي و عِشتُ أُكاشِفُ الدُنيا=بسري فما أخفت سرائرها الليالي كما أَبكتكَ في الماضينَ حُزنٍ=سَتُبكي في عَزاكَ و لا تُبالِ إذا حَنت على المَفقودِ حرا=تَحمحمَ عِندها فَرسُ الرِحالِ يُراودني التَفكرَ رَغمَ عَيشي=بأنَ العَيشُ ضَربٌ من خَيالِ فهل عِشنا و ضحكنا أُناساً=أم آنا ضَحِكنا للرِمالِ و كانَ لِقائُنا وَهماً و لكن=حَسبناهُ جُنوناً بالفِعالِ إذا حَقاً وِلدتُ فأينَ أمي ؟=و أُمِها هل تُجيباني سؤالي و أينَ المُصطفى من قَبلِ هذا=أما كانَ الحَبيبَ لذو الجلالِ أما أفتخرَ الثرى عِندَ الثُريات=لوطأِ مُحمدٍ لَهُ بنِعالِ أ بَعدَ مُحمدٌ يُبكى فَقيدٌ=و قد كانَ الجمالُ إلى الجَمالِ و كانَ الآيةُ العُظمى و ربي=براهُ مُنَزهاً تَمَ الخِصالِ و لكِنَ الخُلودَ لهُ حَرامٌ=سيبقى اللهُ من بَعدِ الزَوالِ و يجري الدَهرُ و الأيامُ تَسعى=على عُمرِ الشَبيبةِ باختيالِ تُناوِلُ كُلِ ذي حَتفاً عَقاهُ=و لا تَرتاعُ من كُدرِ النوالِ رَمتنا بالحُسين و ما استراحت=و رأسهُ شاهِقٌ فَوقَ الطِوالِ أتت خِدرَ الدلال=و مزقتهُ على الحوراءُ مَفخرةُ الدلالِ و أهدتها إلى الشاماتِ سَبياً=بلا سِترٍ يَصونُ على الجِمالِ و راحَ يَسلِبُ الأبدادُ مِنا=فلم تَبغي رَفيقاً للمعالي و جَدت بِالْسُرى حَتى نراها=فَنعرُفها كما نَعرِفُ الخَوالي فيعشنها و آمالٌ لدينا=بسيدنا الأمامُ أبي النِضالِ فَكُنا نَشهقُ الأنفاسَ مِنهُ=و نُخرِجها صُموداً بالنِزالِ و كانت أعيُنُ الغرثاء إليهِ=تَمِدُ السَغبَ في جُنحِ الليالي و كانت سادةُ الساداتِ فينا=تطأطئ عِندهُ شِبهَ المَوالِ و كانت أَعيُنُ الرائينَ تُحشى=إذا نَظرت إليهِ مِنَ التِلالِ و تَحسبهُ التباساً في جَلالٍ=بأنهُ من يُظللُ بالثِقالِ فَكانَ في كَفهِ سَيفُ التَحدي=و لم يُسلِمهُ في حَربُ السِجالِ و قد لَبِسَ التُقوى ثَوباً مَقِيساً=كأنهُ قد تَفَصلَ بالوِصالِ تَزوجَ بالمهابةِ من صِباهُ=فأنجبتَ الطِعانَ بلا قِتالِ و قد تَبني المهابةُ صَرحَ عِزاً=تَعذرَ أن تُشيدهُ العَوالي لذا المِقْدامُ عِلمٌ فَوقَ هذا=إلى الدارينِ مُنبثُ المِثالِ إذا أستفتي أجابَ مَقالَ حَق ٍ=تَظِنُ الوحيَ شَاركَ في المَقالِ و إن ساسا الورى تَركَ الرَزايا=تُصَببُ فَوقَ هاماتِ الظَلالِ و تَرجوا عَفوهُ فَيصِدُ عنها=لأفراحِ الأُسارى بِقتبالِ يَقولُ و مَسمعُ الجَوزاءُ يُصغي=و يُعطي النِسرَ عَهدَ الامتثالِ و ما أختارَ القُصورَ و قد دَعتهُ=على بَيتَ المُعفرَ بِالْرمالِ فَمن جَمَرنا حُبهُ مُستَقِرٌ=بِرحبِ الأرضِ في قَلبِ الموالي رِساليٌ بِفكرهِ و الأماني=لِذلكَ أختارَ مَسكنهُ رِسالي فما ذُكِرَ الحُسينُ لديهِ إلا=تَذكرَ طَرفهُ وَقتَ المسالي و كُلٌ باسِطُ الراحاتِ يَبغي=مَدامِعهُ إلى الداءِ العُضالِ لهُ قَلبٌ تُذَوِبهُ اليتامى=و عَزمٌ ناسِفٌ قِممَ الجِبالِ فَكانَ لنا ملاذاً في الرزايا=و في حَرِ الآسى بُردَ الظِلالِ سَعيدٌ عِندنا من كَانَ=يُهدى لرؤيةِ وَجههِ و الحَظُ عاني نُقبلُ=أعيُنٍ نَظرةَ إليهِ و من يلقى الحَبيبَ=لِقاهُ غالي إذا ذُكِرَ أسمهُ=فالْناسُ فيهِ خِلافٌ بينَ ذي مقتٍ و قالي فَكنُا لو يَموتُ الجيلُ نسلى=و لم نُبصِر مكانٍ مِنهُ خالي فقُلِّي كَيف نَسلوهُ فَقيداً=و قد كَان المُرجى بالتسالي كفى للموتِ روحَك فهي تُجزي=لي ألا يَدنوا أرواحَ الرجالِ فَكُنتَ رُجولةُ الدُنيا فَزالت=و صارت رَهلتاً أُنثى الفِعالِ ألا يا دَهرُ هل لكَ باكتفاءً=فقد أشبعتنا بالاعتلالِ ألم يَكفيكَ صَدرُ العِلمِ حتى=عَمِدتَ بِصدرِ أروقةِ المعالي ألم يَكفي المُعلمُ في البرايا=بِعلمٍ بَحرهُ نَظِرُ الآلآلي و حَولهُ من فَطاحِلُنا زِينٌ=لهيبتهُ تُخبطُ بالسؤالِ أما كانَ الدُهاةُ بِكلِ عِلمٍ=لديهِ حَظهم خَطُ الأماني بلى و البيت كَانَ كذا و لكن=خَلاني بَعدها يُردي بحالي و قد جُنَ الزمان=فَصارَ يَطوي بمأكلهِ السِباعَ مع الرِئالي و أشهى ما لديهِ فَتىً كَريمٌ=تآزرَ و ارتدى حُسنَ الخِلالِ فَمِتنا بينَ مُنجَدِلٍ شَهيداً=و ما بينَ المُطوق ِ بالْنِكالِ و عِشنا ما بينَ مَظلومٍ غريباً=و سَبيٌ حَزهُ أَثرُ الحِبالِ أوائلُنا تَولتهم أُميٌّ=و قد زِدنا على حَالِ الأوالِ حُقوقٌ للثرى و الصَبرُ جَمٌ=و حَدُ الصَبرِ بِحدِ المَنالِ فَوقها أننا للجورِ عَونٌ=نُذَوقُ بَعضنا مُرَ القِتالِ و مُصغٍ بيننا يَقيضاً ليُلقي=بأخوتهِ إلى فَتكِ الجُهَالِ كذا نَحيا و في الأيامِ خافاً=يُخيفُ الجَن من طَرفِ الآُجال متى يا مُدركٍ للضلعِ ثأراً=نَراكَ في مَعشرٍ بيضِ الخِصالِ و قد مُلئت فِجاجُ الأرضِ عدلاً=بِكفيكَ و الحُسامُ أبا النِصالِ و قد نَفَزت إلى لُقياكَ خَضٌ=و حَطت هَيبةً نُشُوزُ التِلالِ و قد فرتَ المُلوكُ فلا مُلوكٌ=سِواء مَلِكَ الزمانِ لِخيرِ آلِ و أشرقت الوجودُ بِهِ ابتهاجاً=شُروقٌ لا يئولُ إلى زَوالِ صَبرنا و الغوايةُ في ثَرانا=شَكونا و الكرامةُ في الوِحالِ و كُلٌ رَفِعٌ للصوتِ عجل=و لو يَوماً تَسِرُ بهِ الموالي
Testing