شعراء أهل البيت عليهم السلام - إيه يا أمّ البنين

عــــدد الأبـيـات
73
عدد المشاهدات
2594
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
26/09/2009
وقـــت الإضــافــة
10:58 صباحاً

وقعت هذه القصة في العاشر من شهر صفر 1426ه عندما كان سجاد (3سنين) يصعد السُلَّمَ في منزل عائلته وهو يردِّد أنشودةً كانت تكررها إحدى القنوات الفضائية عن أم البنين ع مطلعها: «آنا أم البنين الفاقدة أربع شباب،...». ثم هوت كُرة الطفل فهوى سجاد بعد أن زلَّت قدمه من الدور الثالث للأرض الصلبة فتلقته أم البنين ع «كم تبين بعد ذلك من وصفه البرئ» ووضعت في فمه شيئاً من الملح ثم حملتهُ إلى حيثُ يُرى فنجا من الموت المحقق رغم إصابته بشرخ في الجمجمة وسط ذهول أهله وأطبائه. وقد لقيتُ الطفل وأهله وسمعت القصة منه ومنهم بنفسي، فأحببتُ أن أخلِّد هذه الكرامة الباهرة شعراً سائِلاً الله القبول وأم البنين الرضا. كُنتُ يا أُمَّاهُ أمشي= بين آماقِ المُنى كنتُ والأحلامُ نلهوا= بين أهدابِ السَنا كان قلبي قبل رِجلي= يتخطَّى في الدُنى ومعي الأقدارُ تمشي= كُلَّما الظِلُّ انثنى بين طيَّاتِ صعودي= نحو هاماتِ البِنا وأنا أشْعُر حولي= طيفَها لمَّا دَنى وأُلَبِّي وَهْي تدري= باسمِها يحلو الغِنا كُلَّما اهتزَّ الوتين= إيهِ يا أُمَّ البنينْ كانَ ثغري واسمُها صِن= وانِ ماذاقا الفِراقْ فهْيَ شهدٌ في شِفاهي= واسمُها عَذبُ المذاقْ كنتُ رَجعاً لِنِداها= وهي تدعو باحِتراقْ أنا من بَدْريَ لُفَّتْ= حولَهُ كَفُّ المَحاقْ أنا من خرَّت نجومي= وتَهاوَت للعِناقْ فوقَ تُرْبٍ وفؤادي= راحَ يدعو باشتياقْ ربَّما يرجِعُ سعدي= فيرى الدمعَ المُراقْ فينادي كالأمينْ= إيهِ يا أُمَّ البنينْ وعلى تَلَّةِ حُلْمي= عَصفَتْ ريحُ القَدَرْ بينما كنتُ ألَبِّي= بمباكيها الغُرَرْ فإذا أنظُرُ تهوي= كُرَتي نحو الحجرْ فدنى يرنو فؤادي= علَّهُ يقفو الأثَرْ لكنِ الأقدامُ زَلَّتْ= وبدَتْ مُزْنُ الخَطَرْ وأنا للأرضِ أهوي= مثلَ غيثٍ وانهَمَرْ والتقى بالأرضِ راسي= وبدا أنَّ المَدَرْ ضَجَّ مِثْلي بالرَنينْ= إيهِ يا أُمَّ البنينْ كنتُ يا أُمَّاهُ أهوي= مثل بدرٍ وانخسَفْ واسمُها بين شِفاهي= مثلَ دُرٍ في الصدفْ فأتت تلقَفُ جسمي= وتُنادي لا تَخَفْ بين كَفَّيْ ستُغْفِي= لا تُرَعْ يابنَ "الخَلَفْ" فلقد جئتَ عريني= وبهِ ليثُ النَجَفْ منْ أتَاني مستجيراً= كيفَ يغشاهُ الأسَفْ قُلْ لِمن رِيعَ توسَّلْ= بالتي كانَ هَتَفْ باسمِها حتَّى الجنينْ= إيهِ يا أُمَّ البنينْ قلْ لمن جسَّ مُلِمَّةْ= لُذْ بها فهي كريمَةْ لُذْ بها فهي فضاءٌ= أسرجَ اللهُ نجومَهْ وبهِ بدرٌ وشَمسٌ= في ذُرى المجدِ مُقيمَهْ إن قسى الدهر فعجِّلْ= نحوَها فهي الرحيمةْ واشرَحِ الحالَ وأوجِزْ= عندَها فهي العَليمَةْ كم أتاحت من عطاها= لِمَروعٍ أوسقيمَةْ كيفَ لا وهي بِحَقٍ= دُرَّةُ الآلِ اليتيمِةْ كم دعاها من حزينْ= إيهِ يا أُمَّ البنينْ قُلْ لَهُمْ يا وَلَدي قد= لبِسَتْ ثوبَ الرزايا في يديها الملحُ صلَّى= وهي بحرٌ للعَطايا أطعَمَتني منهُ نَزْراً= فَجَرى سيلُ الحَكايا في لِساني وجَناني= ومساريبِ الخَلايا وبِها قَد عُدتُ حَيَّاً= بعد أن خارَتْ قِوايا أحْسَبُ الأنفاسَ تدعو= إيهِ يا يومَ السبايا جئتُ "سَجَّاداً" ولكنْ= غِبتُ عن أمِّ الرَزايا إن دَرَتْ يعلو الحنينْ= إيهِ يا أُمَّ البنينْ كيفَ سَجَّادِيَ أهوى= وعلى التُرْبِ تَرَيهْ وأفاعي القيدِ جوراً= قد تَلَوَّيْنَ عليهْ مادَفَعتِ السوطَ عنهُ= حين أدمى جانِبَيهْ وشقيقي خَرَّ مُدماً= آهِ لو قُمتِ لَدَيْهْ لسَمعتِ النحرَ يدعو= والنِدَا من وَدَجَيْهْ عَمَدي خَرَّ صريعاً= كيفَ ما جئتِ إليهْ ماتلقيتِ لِواهُ= ما تلَقَّيتِ يَديهْ لامَكِ النزفُ السَخينْ= إيهِ يا أُمَّ البنينْ لو ترَي عبَّاسَ ثاوٍ= فوقَ مَسناةِ الفُراتْ عافِراً والروحُ ترنو= للخيامِ اللاهِباتْ وعيونُ الجودِ تجري= للأيامى الظامئاتْ ووتينُ الكَفِّ يبكي= فارِساً بزَّ الكُماةْ ثم أهوى وهو ظامٍ= واليتامى اللاهِفاتْ تشتكي ظُلْمَ عِداها= لصريعٍ في الفَلاةْ يا حِمانا يا رَجانا= كيفَ أيتَمتَ الحَياةْ؟ هُدِّمَ السورُ الحصينْ= إيهِ يا أُمَّ البنينْ إيهِ يا أُمَّ المَعالي= قد أتينا سائِلينْ أنتِ مَرفانا المُرَجِّى= وإلى المرفا السفينْ نحنُ أفواجُ الظمايا= وأياديكِ المَعِينْ نحنُ آهاتٌ أُذِيْبَتْ= وحشاشاتٌ فُرينْ أنقذينا قد هَوَينا= بين ذاوٍ وطَعينْ إن نسى الناسُ نَداكُمْ= فرؤانا ما نَسِيْنْ كُلُّ يومٍ منكِ سِرٌ= ينجلي للعالَمينْ مثلَ "سَجَّادٍ" أتينا= لنُنادي كالسِنينْ كُلَّما اشتَدَّ الأنينْ= إيهِ يا أُمَّ البنينْ
Testing