شعراء أهل البيت عليهم السلام - ترنيمة في مولد الزهراء (ع)

عــــدد الأبـيـات
55
عدد المشاهدات
2188
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
06/09/2009
وقـــت الإضــافــة
16:20 مساءً

وترنيمة من تليد العصور = صبّت تراتيل في مزهري يرجّعها الشوق لحن الخلود = عذبا كفجر من الكوثرِ تلوح على الروح من عالم = رفيع تضيء بها أسطري كأن بها من زهور الجنان = مسكا من العنبر الأذفرِ فتنساب في الثغر شدو الهديل = جنّح في لجة الخاطرِ ترفرف طيفا بهيّ النضار = في عالمي المظلم المقفرِ وتشرق في عتمات الجنان = أسنى من الكوكب المقمرِ سقتني بها مرضعات الولاء = تيما ببيت الهدى الأطهرِ فطفت خمائل آل الرسول = أقطف من مرجها المثمرِ ويوم على الكون طاف = البشير ينبىء بالفرقد المزهرِ من الخلد يسطع نور البتول = شعشع كاللؤلؤ الأنضرِ ووجه السماء وسفر الخلود = يرفل في روعة المظهرِ نظرت إليها وطرفي كليل = أنهل من حسنها العبقري فتهت بها غير أن الفؤاد = دلّ الحبيب على المعبرِ ونور الولاية بين الضلوع = درب إلى المدنف المسكرِ فقلت أيا جنة العاشقين = مهوى القلوب مدى الأدهرِ ويا فلك التائهين السراة = للقبس المشرق الأنورِ قصدت سحائبك الممطرات = سقيا إلى بلقع مصحرِ رأيتك يا خير أم شهيد = فردوس فاتنة المنظرِ وهذا غديرك ثرّ الكنوز = يزخر بالدر والجوهرِ فقلت لعلي بطهر الولا = وحبي الشفيعة في المحشرِ وكونك نهرا من المكرمات = فاض على القانع المعترِ أشم بوصلك عطر الخلود = نفحا يضوع على الأعصرِ فيا نسمة من نبي الهدى = ويكفيك ذا شرف المفخرِ وزوج الوصي علي الذي = به انبلج النصر في خيبرِ تنفست منك أريج الإبى = وعود الرسالة لم يخضرِ وحين استدارت حشود الضلال = حربا على الأمل المسفرِ وجاشت لتخمد نور الرشاد = غيّا ببارقة المشفرِ فدفئا حملت وجرحا ضمدت = عطفا على المرسل النيّرِ وعزم النبوة من راحتيك = أقوى من الجبل الأزبرِ وحيث استبدت دياجي النفاق = بالحق في يومه الأعسرِ رفعتِ حسام الكفاح الذي = بدون بيانك لم يشهرِ وقارعت جور الضلال = المريب بالفكر والمسلك النيرِ ولم تخضعي لوعيد السياط = من أرعن أجلف أبترِ فأشعلت من ومضات الجراح = برقا من الغضب المنذرِ وحاربت ما أبدع المترفون = من شرعة المخلب الأنمرِ وما شيد الساسة الجائرون = العسف والظلم والمنكرِ ومن رغد العيش بين السفوح = فوق جماجم شعب غرِ كأن السياسة خيل جموح = تعدو إلى منجم أصفرِ وضرع الشعوب رهان الكبار = إن طوحوا الراح في مقمرِ وما الشعب إلا ذلول = يقاد للسلخ والذبح بالخنجرِ وقد أشبعوه رغيف المنون = ذلا إلى كل مستعمرِ وحبل السقيفة نهج الطغاة = إرث إلى كل مستكبرِ فهبت رياحك يا مقتدى = الثائرين تنزع تاجا على قيصرِ وأفرع دوحك دوح الإبى = ليوث الفداء بني شبرِ و لا غرو أن تلد الشبل بنت = الأسود ليثا وفي نخوة القسورِ فكم ثائر قد تأبّى الخنوع = ضيما ولولاك لم يزأرِ فمنك تغذى شهيد الطفوف = عزا فلم يشرب الذل من أقذرِ وما الدهر إلا نشيد النضال = يعزف من جرحك الأحمرِ ليصنع من ألق الثائرين = شمسا تجول على الأفق الأكبرِ ويا ابنة طه وفيك المديح = يحلو على شفة المزبرِ كأني على مسبح من خميلَ = أستاف من عبق الكوثرِ إذا طفت في واحة لم أفق = سوى فوق سحر من المرمرِ وحسبي بأني جواد صهولُ = يرنو إلى شرف المحورِ وظني بأني شممت العبير = من مرجك الأروع الأزهرِ
Testing