أيّها المهرُ توقّف..
بتول سيد عطية الموسوي
آهِ يا مُهرَ حُسينٍ ما جرى في كربلا؟
يا رفيق السبطِ خبِّر عن تفاصيلِ الحُسينْ..
هل كوت ظهركَ أختُ السبطِ لمّا أسرجَتْكْ
بدموع العينِ أو حين إليهِ سلّمتْك
أو بزِيناتِ نعاها حين نعيًا زيّنتْكْ
أو بركض الأخت توديعًا على إثر الحُسينْ؟
أيّ صبرٍ كنتَ فيه دُلّني حين امتطاكْ؟
واحدًا تختالُ فيهِ للمنايا قَدَماكْ
"ذو الجناحْ" أسمَوكَ لكن أنبِني ماذا عراكْ
لِمَ ما طِرتَ بهِ من قبلِ حزِّ الودجينْ؟
ما اعترى صدرَكَ لمّا قدّمَ الظامي ظَماكْ؟
حين لم يشرب فلم تفتح لشربِ الماءِ فاكْ
ليتَ يا مُهرُ شربتَ الماءَ عذبًا و رواكْ
ربّما كان تلاكَ الفعلَ في الشربِ حُسينْ
هل فرى قلبَكَ لمّا ثبّتَ السهمَ عليكْ
حائرًا من صدرِه أو ظهرهِ خلعُ السّبيكْ
ما جرى في قلبكَ المحمومِ مُذ أمعنَ فيكْ؟
نزعَ السهمَ بشيءٍ من أُذينٍ و بُطينْ
أينَ في الحومةِ أدركتَ الجوى و الجزَعَا
أ بألفٍ و بسبعٍ من مئاتٍ بُضِّعَا
كم لفقد الجأشِ شقّ القومُ فيهِ موضِعَا
فعلامَ الصبرُ يا مُهرُ و قد خَرَّ الحُسينْ
لحظةُ التوديعِ بين السرجِ و الفارسِ مُرّة
هل نعى ظهرُكَ حين السبطُ من ظهرِكَ خَرَّا؟
هل صبَتْ روحُكَ من جسمكَ حُزنًا أن تفرَّا؟
وهنتْ رجلاكَ أن تبقى وقوفًا و اليدينْ
لحظةُ الحزِّ أجِبني كم غدت فيكَ أليمة
حينما داست عليهِ قدمُ الشمرِ الذميمة
عافرًا غرغرَ و المهرُ يُنعّيهِ: الظليمة
وانحنت عُنقُكَ لمّا قطعَ الشمرُ الوتينْ
خبِّرَنّي كيف صخرٌ مسّه ما كان مَسّكْ؟
وحدكَ الناصرَ تبقى أين قد أخفيتَ بأسَكْ؟
هل لتنعاه قتيلًا شئتَ أن تحفظَ رأسَكْ؟
فأراني في دماهُ كان تخضيبُ الجبينْ
ما جفاكَ السبطُ لمّا جئتَ تهديه اللّجامْ
إنّما كان يُناغي إصبعًا قبل الفِصامْ
"أيّها المُهر توقّفْ لا تحُم حولَ الخِيامْ"
صاح: لا حولٌ لقلبي.. زينبٌ؛ مات الحُسين.
أخجلتْكَ الخيلُ لمّا جعلتْ في الصدر تسرحْ
كان للسرجِ أميرًا، صار للحافرِ مطرحْ
كلّما يندقُّ ضلعٌ عينُهُ نحوكَ تشبَحْ
و صهيلًا أنت تنعاهُ حبيبي يا حُسين..