شعراء أهل البيت عليهم السلام - قوافلُ البَوْحِ

عــــدد الأبـيـات
24
عدد المشاهدات
222
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
11:54 مساءً

كأنّني واقفٌ أستكشفُ الطّرُقا=وكانَ وجهي مِنَ الأوجاعِ مُنبثقا وإنّ مملكتي رؤيا تحاصرُني=ومهدُها شاعرٌ في الليلِ قد وثقا وإنّ جوعي إلى وحيٍ يعذّبُني=مُذ كنتُ طفلًا رسمتُ الموجَ والغرقا رسمتُ وجهًا إذا ما الليلُ طاردَني=أغارَ في الليلِ شمسًا نازَلَ الأفقا وجهَ الحسينِ إذا ما التيهُ أرّقني=أمضي إليه فلا تيهًا ولا أرقا هذي نبوءاتُ وحيٍ كيفَ تفهمُها=وتدركُ الهمَّ والأحزانَ والقلقا؟ وتدركُ الشوقَ لا وصلًا يعلّلُهُ=ولا المسافاتُ تُنسِيْهِ فقد عَشِقا قد عُدْتُ مِنْ رحلةٍ كانَتْ تؤرّقُني=لا بيتَ فيها ولا أبوابَ لا نَفَقَا وجئتُ عندكَ أبكي كي توحّدَني=إذا ببابِك كفٌّ فيّ قد طَرَقا إذا بصوتِكَ مفروشٌ يرحّبُني=ما زالَ ينبضُ فيّ الصوتُ مُذْ نطقا علّمتَني كيفَ أنّ الدمعَ نافذةٌ=وأنّ مِنْ حزنِها للشمسِ مُنطلقا علمّتَني أنّ وجهي لا يسامحُني=وأنّني خلفَهُ أستبدِلُ الحَدَقا علّمتَني كيفَ يبقى الوردُ مُزدهرًا=رَغْمَ الظَّلامِ وَرَغْمَ البردِ مُؤتلِقا علّمتّني أنّ شمسي دونَها حجبٌ=وأنّ ليلي إذا طاوعْتُهُ عَلِقَا علّمتّني أنّ جرحَ الماءِ مندملٌ=وأنّ أشرعةَ الآتينَ دفْءُ لِقَا علّمتَني أنّ خوفي لا يعلّمُني=وأنّ قلبي إذا طوّقتُهُ خَفَقَا أنا ببابِك مدفونٌ بأسئلتي=بَوْحِي يؤجّلُ بَوْحِي كيفَما اتَّفَقَا أستفُّ لحظةَ أن أمشي بِلا قدمٍ=نحوَ الحسينِ وَعَيْنِي تغزلُ الطُّرُقا في كربلاءَ سماءٌ لستُ أُدرِكُها=ولستُ أهوى سِواها جئتُها شبِقا أمشي كأنّي الرؤى لا فجرَ يسبقُني=كأنّ أجنحتي مِنْ غربتي خُلِقا هذا أنا دائمًا في رَكبِ قافلةٍ=ناخَ السحابُ لها ظهرًا وما لَحِقا مِنْ ألفِ عامٍ ونيفٍ ليسَ يسبِقُها=سيلُ المنايا ولا حبلٌ بما شنقا نمضي إليهِ وأمضي كَمْ يُعَلِّلُني=أنّ الطريقَ على أوجاعِهِ انبثقا لكنّني رَغْمَ ما حَاكَتْ خَرَائطُهُمْ=ما تاهَ قلبي ولا شاهدْتُ مُفترَقَا
Testing