شعراء أهل البيت عليهم السلام - حوارٌ مَعَ الهلالِ

عــــدد الأبـيـات
25
عدد المشاهدات
214
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
11:44 مساءً

تراءَى هِلالُ الكونِ عندَ طُلوعِهِ = كئيبًا يُعزّي في السماواتِ أنجُما وناحتْ رِياحُ العَصفِ تَبكِي بحُرقةٍ = فقلتُ لنفسي إنَّما الخيرُ أُعدِما وإنّ جبينَ العرشِ قد خرَّ فاعْرِفي = لماذا عيونُ الكونِ أبدَتْ تجهُّما متى تسطعُ الأنوارُ فوقَ ربُوعِنا = لمَ الصبحُ يأبى بالفضاءِ تقَدُّما؟ لِمَ اسْوَدَّ ترنيمُ الضّياءِ بحُمرَةٍ؟ = فيسكرُ مِنْ دمعِي الأريجُ إذا هَمَى سألتُ الهلالَ المُنطفي: أينَ بدرُنا؟ = فَمِنْ عشرِ أيّامٍ سَرَتْ ما تبسّما وما خطبُ قلبي إذْ يغصُّ بِلَوعةٍ؟ = وكيفَ كَلامِي في سَناكَ تلعثما؟ وكَمْ مِنْ سؤالٍ يا هلالُ بجُعبتي = ولنْ أنتهي إِنْ أبتدئْ سائلًا: لِمَا؟ سألتُكَ باللهِ العظيمِ بأنْ أجِبْ = حرامٌ عليكَ الصّمتُ، فانطِقْ لأعلَمَا أجابَ بشجوٍ خافِتٍ: تلكَ كربلا = وذا يَومُ عاشوراءَ يُحْيُونَ بِالسَّما وهذا الحسينُ السِّبْطُ نَفسُ مُحمَّدٍ = فتبكي السّما فقدًا وتَذْرِفُ أَنجُما فيا أهلَ أَرضٍ هل تُقيمون ذِكرَهُ؟ = أقيمُوا... أقيمُوا في عزائِهِ مَأتَما أجبتُهُ: واللهِ الحُسينُ شهيدُنا = نعيشُ على ذكراهُ كي نبذلَ الدِّما وإنّ حُسينًا ذاكَ مصدرُ عزِّنا= وحبُّه ذا شَرطٌ لأُصبحَ مُسلِما فلا ينقضي حبُّ الحسينِ بنبضِنا = وما كانَ إيحاءُ الولاءِ لِيُكتَمَا وعذري بأنْ أخفيتُ عِلمي بِشأنِهِ = لعلّكَ تَروي مَا بَدا لكَ مُؤلِما فمِنْ قمحِ عاشُوراءَ خُبزي ومشرَبي = فلا الجوعُ بي ضيفٌ ولا زارَني الظَّما عَزاها مُقيمٌ في الصّميمِ ووقْعُها = يحيلُ الفؤادَ الصّلبَ صخرًا مهشَّما فأيُّ حَديدٍ سُلّ بَغْيًا لذبحِهِ = وما ذابَ فيهِ احتِرامًا وأحجَما ولكنّها واللهِ أفئدةٌ قَسَتْ = فما بَصُرَتْ نفسٌ تَسَرْبَلها العَمَى فشِمرٌ يَحُزُّ الرأسَ مُعتَمِدًا على = الذي أغْلَقَتْ ذلُّ المعاصي لَهُ فَمَا أمثلُ حُسينٍ تُستَباحُ دِماؤُهُ = ولا يستحيلُ البدرُ كالليلِ مُظلِما؟ ألا فاحتَجِبْ يا بدرُ لا تُبدِ طلعةً = وَقُمْ واصْبَغِ الأفلاكَ أَسودَ مُعتما وإنْ غِبْتَ عنَي يا هلالُ فلا تُطِلْ = وخلِّ المَرايا تبعثُ النورَ للحِمَى نَعَمْ ذا هلالُ الحزنِ فجرُ محرّمٍ = فيا ليتَهُ كانَ الهلالُ محرَّما
Testing