أضْــمِـرْ نـحـيبَكَ يــا زمــانُ
لأسـمـعَهْ إنَّ الـحـقائقَ فــي الـضّـمائرِ
مُـودَعَـةْ
إنْ لــم تُـطِـقْ حـبسَ الـنّحيبِ
فـإنّنِي بــيـتُ الـمـواجـعِ والـنّـوافذُ
مُـشـرَعَةْ
يــا حــزنُ إنْ شِـئـتَ ادِّثــاري
فـلتكُنْ وِتــرًا بـقـلبي جَــلَّ مِــنْ أنْ
أشـفَـعَهْ
خُـذْنِـي مِـنَ الـجسدِ الـرّدِيءِ
وعَـرِّنِي أبـــــرادَ فــكــرٍ بـالـخَـيـالِ
مُــرَقَّـعَـةْ
مــا زِلْــتُ تـأسِـرُني الـجِهاتُ بـزهوِها وأخــافُ ضِـيـقًا، كُـنْ جـهاتي
الأربَـعَةْ
كُــنْ حـيـثُ لا زمــنٌ يـحولُ بـأنْ
أرى وجــهَ الـحُسَيْنِ وأنْ يُـراقَ دَمِـي مَـعَهْ
كُـــنْ بــيـنَ أســـوارِ الـظَّـلامِ
مـطـيّةً لـبـصـيـرتـي تــجــتـازُ زُورَ الأقــنِــعَـةْ
حــيـثُ الـحـروفُ ولا حــروفَ
وإنّـمـا قـلـبٌ أســالَ عـلى الـقوافِي
مَـدْمَعَهْ
حـيـثُ الـدمـوعُ مُـراقُ مـا عـثَرَتْ
بِـهِ الأحداقُ مِنْ غُصَصِ الطّفوفِ المُوجِعَةْ
حـيـثُ الـسُّـهادُ جَـلـيلَةٌ ضَـمَّـتْ
بِـلَيْلِ الــضّــارعِـيـنَ شـقـيـقَـهـا
لــتُــودِّعَـهْ
حـيـثُ الـزّفـيرُ لـهـيبُ جـمـرةِ
هـاربٍ بــيـنَ الــخُـدُورِ مـخـافـةً أنْ
تـلْـذَعَـهْ
كَــفٌّ أذاقَ الـوَجْـدُ لـطـمتَها
الـضّـلُوعَ عـلى الـذي فـي الـطفِّ داسُوا أَضْلُعَهْ
وحـيـاءُ أخــرى أنْ تُـعـافَ وكـفُّ
مَـنْ خَــطَّ الـخـلودَ بِــهِ اسـتـباحُوا
إصـبَعَهْ
طَـيـرٌ ذبـيـحٌ جــاءَ مِــنْ زمــنِ الـفداءِ مُــعَـفِّـرًا خــــدًّا وَضَــــرّجَ
مَــوضِـعَـهْ
سـهـمٌ مِــنَ الـحـقدِ الـعـتيقِ
وطـعـنةٌ فــــي جـانـحَـيْـهِ وزفـــرةٌ
مُـتـقـطِّعَةْ
وكـأنّـما فــي نـحـرِهِ صــوتُ
الـظُّـبَى مـتـأسِّـفًـا ودَجَ الـحـسـيـنِ
فـقـطّـعَـهْ
وكـأنّـمـا لا شـــيءَ يـحـتـجزُ
الـصّـدَى هَـلْ مِنْ مُغيثٍ مَنْ سيُرسِلُ مَسْمَعَهْ؟
فــي كـربـلاءِ الـنـفسِ يـصـرَعُ
نـفسَهُ مِــنْ قـبلِ أنْ يـلقى حـسينٌ
مَـصْرَعَهْ
تـلـكَ الـصـلاةُ عُـروجُـها مـحرابُ
ذاكَ الـنّـحـرِ تُــرفَـعُ إنْ تَــعَـدَّتْ
مَـطـلَـعَهْ
ذاكَ الــوريــدُ الـمـسـتفيضُ
سـفـيـنةٌ لـلـهـاربينَ إلـــى شُــعـاعِ
الأشــرِعَـةْ
مــا الـفـوزُ إلا نـشـوةُ الـجُـرح
الــذي بـــدلَ الأنــيـنِ يــكـادُ يـلـثِمُ
مِـبـضَعَهْ
مـا الـحزنُ إلا هـجرةٌ فـي الـنزْفِ
مِنْ ظــمـإٍ إلـــى كــأسِ الإبــاءِ
الـمُـترَعَةْ
يــا حــزنُ خُـذْنِـي حـيثُ يـنضَحُ
فـاتحٌ بِـمَـهَـابةٍ فـــي نــزفِـهِ، مــا
أنـصـعَهْ!
يـسـتشرفُ الـملكوتَ طَـودًا
والـظُّبى تـفـري لــهُ جـسـدًا أبــى أنْ
تُـخضِعَهْ
ووجـدتُـنـي الأحـــزانَ أظــمَـأُ
كُـلّـمـا أُتـرِعْـتُ مِــنْ سـرِّ الـجِراحِ
الـمُشبَعَةْ