شعراء أهل البيت عليهم السلام - خُذْ

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
238
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
11:12 مساءً

نادَتْهُ مِنْ جهةِ القلبِ: خُذْ
فتقبّلَ قربانَها

إنّها الآنَ تمشي على عَجَلٍ
مزّقَتْ ياقةَ الأفْقِ
حتّى تلمّ ببردتِهِ شملَها
فتعالَيْنَ مِنْ تيهكنَّ لها قابَ قوسينِ
مِنْ سدرةِ المنتهى

حينَما غشِيَتْ سدرةُ المنتهى بالَها
عرَجَتْ نحوَها ببساطِ الدّماءِ
وعادَتْ تُنادِيهِ مِنْ جهةِ القلبِ: خُذْ
وهو يأخذُ...

كم كانَ يأخذُ مِنْها لتُدْرِكَ
كيفَ الضَّحايا إذا سقطتْ،
غرسَتْ بذرَها في الثّرى
كيفَ منها الدّماءُ تنزُّ،
ليصبحَ موضِعُها صالحًا لزراعةِ صوتِ الظّليمةِ
كيفَ الظّليمةُ – مُذْ زُرِعتْ – فرعُها ثابتٌ، أصلُها في السّماءِ
فلا بأسَ...

لا بأسَ، فالكونُ يفقدُ أبصارَهُ... فتعالَيْنَ
واقطِفْنَ ريشَ الظّلامِ
وخِطْنَ بِهِ الرَّتْقَ
وارفَعْنَهُ، حالما تنتهِينَ، على وتَدٍ / وهْيَ أعني
فتنصِبْنَ خيمَتَكُنَّ التي ليسَ تشعلُها النارُ مهما أرادَ العدوُّ
ولو أنّ في القلبِ نيرانَهُ – كالظليمةِ – مشتعلة!

هكذا لاحقًا
تركَتْ جسمَهُ في ثرًى صالحٍ لزراعةِ صوتِ الظّليمةِ
ثمّ مَشَتْ...
تتبعُ الرّأسَ / رايتَها
تهزمُ القاتلينَ بِهِ
كلّما وطئوا شارعًا غرسَتْ بذرةُ الدّمِ فيهِ
فكيف تُرى يستعدّونَ للحربِ حينَ تُغلُّ الرؤوسُ أمامَ السيوف!
استعِدُّوا...
يوااااجِهُكُمْ رأسُهُ

هذهِ حربُهُ مَعَكُمْ... سيواجِهُكُمْ
كيفَ يسكتُ جرحٌ عَنِ النَّزْفِ!
هل سَكَتَ الرّأسُ عَنْ نزفِهِ عندَما لُفَّ مجرى دماهُ بأعلامِكُمْ؟!
سيواااجْهُكُمْ جرحُهُ
وكأنّ دماهُ – على رهطِكم – سورةٌ مُنزَلة

يواجِهُكُمْ جرحُهُ
بينَما يكملُ الرّأسُ دورتَهُ...
ويشدُّ الفصولَ إلى الأرضِ حمراءَ
فالدّمُ أبقى مِنَ الماءِ فيها
فلا بأسَ... خُذْ
Testing