يـعيشُ الكونُ ما عاشَ
العزاءُ فـجدبُ الـدينِ يُـخْصِبُهُ
البكاءُ
وإنَّ الـنفسَ قـد جُبِلَتْ
بطينٍ وأصـلُ الـطّينِ تُـرْبٌ فيهِ
ماءُ
ومـا الأصـنامُ إلاّ مَـحْضُ
تُرْبٍ وحـصّـتُهُ مِــنَ الـمـاءِ
الـجَفَاءُ
إذا مـا القلبُ أمسكَ عَنْ
بكاءٍ غــدا صـنمًا ومـا مِـنْهُ
ارتـجاءُ
فـيـا عـيني بـدمعاتٍ
أفـيضي مـضـمّـخةً يُـجـمِّلُكِ
الـشـجاءُ
بـنورِ الـدمعِ رَوّي عـتمَ
قـلبي عـسى يـنزاحُ بـالنورِ
الـمساءُ
إذا جــفّـتْ مـجـاريـكِ
فَـهُـبّي لـوادي الـطفِّ يـحملُكِ الـولاءُ
هــنــاكَ اللهُ قـــدَّرَ أيَّ
أمـــرٍ وأمـــرُ اللهِ ســـارٍ
والـقـضاءُ
هـنـاكَ اللهُ صـيَّـرَها
صـراطًـا يـلـفّـعُهُ مِـــنَ الـتَّـقْـوى
رداءُ
هــنـاكَ اللهُ ســوّاهـا
بُــراقًـا وراكِــبُــهُ تــزكِّـيـهِ
الـسّـمـاءُ
هــنــاكَ اللهُ أطـلَـقَـها
نـــداءً ألا هــيـهـاتَ لِــلــذُلِّ
الــنـداءُ
هــنـاكَ اللهُ عـاصـمـةً
بَـرَاهـا لــدولـتِـهِ فــكـانَـتْ
كــربــلاءُ
هـنـاكَ الـسبطُ أعـلَنَها
جـهادًا ليشرِي النّفسَ والدينَ
ٱبتغاءُ
فـباعَ الـنّفسَ واللهُ
ٱشـتراها فـطابَ الـبيعُ وانـعقدَ
الشِّراءُ
فـيا وِتْـرًا وهَـبْتَ الـدّينَ
نـحرًا لِـكَـيْمَا يـسـتقيمَ بِــهِ
ٱلـتـواءُ
رَوَيْـتَ الموتَ كأسًا مِنْ
دماءٍ فـعاشَ الـموتُ تـوأمُهُ
الـبقاءُ
وظـمـآنًا سَـقَـيْتَ الــذُلَّ
وِرْدًا فـأزهَـرَ فــي جـوانـبِهِ
الإبــاءُ
فَـحَارَ الـكونُ مـمّا جُـدْتَّ
فيهِ وحـتّى السُحْبُ أذهَلَها
العطاءُ
ﻷنّ السُّحْبَ تبكي حينَ تسخو ووجـهُكَ أنـتَ يُبْسِمُهُ
السَّخاءُ
فـأنـتَ بُـعـثتَ لـلأكـوانِ
مــاءً وفـيـكَ اللهُ يُـحْـيِي مـا
يـشاءُ
حــبـاكَ اللهُ إكــرامًـا
وجـاهًـا حــبــاءً لـــم يَـنَـلْـهُ
الأنـبـيـاءُ
فـمَنْ رامَ الـشِّفاءَ إلـيكَ
يهفُو ألا يــا مَــنْ بـتـربتِهِ
الـشِّـفَاءُ
وحـاجاتُ الأنـامِ لَـدَيْكَ
تُقضَى فـمـقـبـولٌ بـقُـبَّـتِكَ
الــدّعـاءُ
وقدْ أعطاكَ ربُّكَ فوقَ
عيسى بـإذنِ الـدّمعِ تُـحْيِي مـا
تـشاءُ
إذا مـا أمْـحَلَتْ عـيني
دمـوعًا فــدونَ الـدمعِ تـبكِيكَ
الـدّماءُ
فــلا تَـقْهَرْ يـتيمًا قـد دَنَـا فـي حـوائِـجِـه يـدغْـدِغُـهُ
الــرّجـاءُ
طبيبَ الرّوحِ فٱرْمُقْنا
بطَرْفٍ فَــدَاءُ الـظُّـلمِ أنــتَ لـهُ
دواءُ
إذا مــا لـيـلُ ظُـلـمَتِنا
دَجَـانـا سَـيُسْرَجُ مِـنْ دِمَـاكَ لنَا
ضياءُ
وألْـهِـمـنا بــأنْ نُـعْـلِيكَ
نـهـجًا فـنهجُكَ يـا حـسينُ هُـوَ
اللِّوَاءُ
لـنكتبَ فـي الـلِّوَاءِ لـنَا شعارًا يـعيشُ الكونُ ما عاشَ
العزاءُ