شعراء أهل البيت عليهم السلام - وشذا رَحيقُ الزيْنبِ

عــــدد الأبـيـات
22
عدد المشاهدات
233
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
6:15 مساءً

هي وردةٌ في الرَّمْلِ وارِفَةُ الإبا=ودمٌ يُسَقِّي جَذْرَها المُتَغَرِّبَا ريَّا شَذَتْ برَحِيقِها كَسُلافةٍ=للصَّبرِ، منهُ الكِبْرِياءُ تَطَيَّبَا يَسْتافُها أهلُ الحنينِ، كيوسُفٍ =في وَجْد يعقوبٍ إذا اشْتدَّ الصِّبا بالعطفِ وارِفةُ الظِّلالِ رحيمةٌ =كالنَّخلِ وافرةُ الجنى إنْ أحْرَبَا هي وردةٌ حمراءُ تَصْبُغُها الدِّما =ونضارةٌ فيها الجمالُ تخَضَّبَا خضراءُ، غضٌّ عودُها لكنَّما=بالكربِ بيَّضَها المصابُ وشيَّبَا ونديَّةٌ رَغْم اليبابِ بحقلِها=رَغْمَ احتجابٍ للفراتِ عَنِ الرُّبى إنْ أيْبَسَتْ نارُ البلا ألْيافَها=فالدَّمعُ يسري في العروقِ مُرَطِّبا ما جُفِّفَتْ بالقيْظ فهْيَ خَضيلةٌ=ذا، كلَّما ازدادَ العزاءُ تَلَهُّبا إنْ غارَ ماءُ الأهلِ تحتَ رمالِها=فترى الجذورَ تعيدُه مُتَصبِّبَا تَخْضَلُّ منهُ اليابساتُ بواكيًا=فتهُلُّهُ بلظى المصابِ، وما خبا ما جفَّ وِرْدُ الشَّجْوِ مِنْ أوراقِها=سَجَمُ الأسَى بفُراتِها لنْ ينْضَبَا ريحانةٌ في الحرِّ أفْرَدَها الخَنَا=لا نحلَ يدنوها فيأكلُ طيِّبا يعسوبُها قد قطِّعَتْ أوصالُهُ =ظمآنَ، مِنْ سيلِ الدّماءِ ترضَّبَا ليسَتْ لها إلَّا فراشاتٌ نحيلاتٌ=تلوذُ بفيئِها كي تهرُبَا فأتَتْ زَنابيْرُ الطغاةِ غفيرةً=تجتاحُها باللَّسْعِ كيْمَا تُرْعِبَا حطَّتْ على أغصانِها بفواجعٍ=وأبى انحناءً عودُها، ما احْدَوْدبَا إنْ موسمُ الأشجانِ ينوي حصدَها=ومُزارِعُ الأرواحِ عنها غُيِّبَا فلسوفَ تبقى في الرِّمال أبيَّةً=ويعودُ غيمُ البينِ ذُحْلاً صيِّبَا بمخلِّصٍ يروي العطاشى كفُّهُ=يُرخِي الحسامَ على الرِّقابِ ليَشربَا ذا وعدُ منتقمٍ وذا عهدُ السَّما=مَنْ شاءَ شاءَ وَمَنْ أباهُ فقَدْ أبى هي وردةٌ في الرَّملِ باسِقَةُ الإبا=هي حُرَّةٌ في الطَّفِّ تُدعَى زينبَا
Testing