شعراء أهل البيت عليهم السلام - تجلياتٌ رياحيّةٌ

عــــدد الأبـيـات
39
عدد المشاهدات
232
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
10:28 مساءً

تقمّصتُ أنفاسَ الصباحِ إذا تُتلى = وأمسكتُ ظلَّ الشمسِ في لحظةٍ حُبلى خرجتُ مِنَ التابوتِ حينَ انبرَتْ يدٌ = تحرِّكُ من أعتى مغالِقِه قُفلا وغادرتُ أيوبي الذي طالَ ضُرُّهُ = أُهرولُ منزوعًا إلى عينِه غُسْلا يُجَعجِعُ بي صوتٌ سحيقٌ ولم يَزلْ = يبشرّني حتى وُلدتُ له كهلا أراقبُهُ منذُ استقلَّ سِنِيَّهُ = وأقبلَ من مهوى مدينتِه جَفْلا يُقِلُّ عليها الضِّدَ والشِّبْهَ توأمًا = ومِن كلِّ زوجٍ من معاني الإبا أهلا يُسهِّلُ صعبَ المدرَكات برمْقَةٍ = وأنّى يشأْ من أمرِها صعّبَ السَّهْلا فيفقَأُ عينَ المستحيلِ مُصيِّرًا = حبائلَهُ صَيدًا وألغازَهُ حَلّا فلم أرَ يا للهولِ أسرعَ ثابتٍ = على الحقِّ ترتدُ الطريقُ له عَجلى فيدنو لأعذاقِ الرجالِ يَهُشُّها = فلم يرَ جَنْيًّا يُستطابُ ولا نخلا فهزَّ بجذعِ العرشِ حتّى تساقَطَتْ = على مَتْنِهِ الأنصارُ تَقرؤهُ "قُلْ لا" كأنّ خُطا نَعليهِ ريشُ حقيقةٍ = تقصّيتُها كي أدركَ الفوتَ والرَّحْلا فألفيتُهُ ريحًا أقلّت سحابَها = إلى بلدٍ مَيْتٍ ليُعشِبَهُ حَقْلا ولمّا وجدتُ الركبَ كالحبل صاعدًا = وكنتُ بقعرِ الجُبِّ، أمسكتهُ حبلا فأبصرتُ من أجلى الحقائقِ وجهَها = ومِنْ بينِها وجهُ الحسينِ بدا الأجلى يُقسّمُ قلبَ الخُلْد نبضًا وكعكةً = ليُفردَ لي ممّا يجودُ به كِفْلا فمرَّ بنا في ومضةٍ ما رأَتْ لها = بصائرُنا في الخلقِ رِدفًا ولا مِثْلا فقطّعتُ أوصالي اشتغالاً بما أرى = كما قطّعَ الكفّين سقّاؤهُ شُغْلا وحيثُ هوى جسمي أفقتُ لكي أرى = دَمًا غَطَّ فيهِ الرملُ لكنْ بلا قتلى فجاءتْهُ تكتالُ السماءُ نصيبَها = فأمطرَها من سُحْبِ آفاقِه كَيْلا يُصعِّدُ فيضَ الطفلِ قيدَ حمامةٍ = ليجمعَ ما بين الثرى والسّما شَمْلا وأسفرَ من أقصى المخيّم مُشرقًا = وقورًا يُقفّي خَطوَهُ الملأُ الأعلى يباشرُ لاهوتيّةَ العِشقِ مُخبِتًا = يُقيمُ طقوسَ القُربِ من دَمِهِ حَفْلا يجاوِزُ حدَّ الريِّ في اللهِ ظامئًا = فينسابُ ريُّ الذكرِ مِنْ ثغرِهِ نَهْلا فألقى هُواةُ السحرِ كُلَّ حبالِهم = ومحضَ عِصِيٍّ يَمّمَتْ شطرَهُ نَبْلا فأبصرتُ قلباً بين جنبيه كُلَّما = توخّاهُ سهمٌ كان يَلقَفُه حَبْلا وحينَ انبرى يستدرجُ الموتَ نحوَه = تناهى إليه النصرُ يقصدُه قَبْلا فيسفعُ ذاتَ الذبحِ ناصيةَ الردى = ويسحلُه سَحْلَ العزيزِ إذا ذَلّا تظنّونَ أنْ فاضَتْ إلى العرش روحُهُ = فكيفَ لها، والعرشُ في صدره حَلّا فلم أرَ أحلى منه من قبلِ ذبحهِ = ولكنْ بَدَت بالفيضِ سحنتُهُ أحلى تَفتَّحَ حتى خِلتُه ياسمينةً = تُبَوصِل أسرارَ الجمال لها نَحْلا وزيتونةً حُبلى لكلِ مواسمِ ال = حياةِ، فتُؤتي كلَّ حينٍ لها أُكْلا كأنْ لم يَجدْ حُلْمُ السماءِ مُؤوِّلاً = يُأنسِنُهُ، حتّى ارتأى أنّه الأوْلى أراهُ حكاياتٍ كأنَّ فصولُها = تُنسِّلُ مِنْ أقصى نهاياتها نَسْلا فيَرجعُ في فصلٍ يُلملِمُ بعضَهُ = لينثرَهُ فصلاً ويجمعَهُ فَصلا يُشجِّرُ بالآلامِ آفاقَ مُلْكهِ = ليَجنيَ مِنْ أغصانِها اللذّةَ المُثلى أراقبُهُ منذُ استقلَّ حقيقةَ ال = عُروجِ فمرّتْ فوقَ أضلُعِهِ خَيْلا فأدركتُ أنّي (العبدُ) حينَ تَصَنّمتْ = عبوديةُ المعنى لأعبدَها عِجلا فحرَّرَني معنى الحسينِ وعِشقُهُ = لأُدرِكَ أنَّ (الحرَّ) مَنْ أدركَ المَوْلى
Testing