شعراء أهل البيت عليهم السلام - عباسئيلُ

عــــدد الأبـيـات
60
عدد المشاهدات
194
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
9:21 مساءً

أسطورةُ الموتِ وسردُ الذُّحولْ = ورهبةُ الليلِ وهذا العويلْ فجمَّعَ الأجسادَ عباسُها = وبعثرَ الأرواحَ عباسئيلْ وسيلُها العارمُ سيلُ الرّدى = يستنزفُ الكونَ وقد لا تسيلْ فسنَّ قانونَ بطولاتِهِ = على مسلاّتِ الوغى لا النكولْ وزلزلَ الأهوالَ في هولِهِ = وللمهولاتِ العظامِ المهولْ ملحمةٌ عمَّدَ تخليدَها = بالدّمِ إنَّ الدَّمَ لا يستحيلْ لحَّنَها أنشودةً في المدى = فثوَّرَ الأقدارَ في كلِّ جيلْ معركةٌ كانَتْ على قِصْرِها = بها الوجودُ السرمديُّ الطويلْ فكانَ في مسرحِ أحداثِها = فاصلةً وما احتوتْهُ الفصولْ شاعَلَها رفضًا لحدِّ اللّظى = وكلّما تخبو يثورُ الفتيلْ وما المُنى غيرُ منايا العِدى = فبرّرَ الغايةَ فيهِ الوسيلْ واجتاحَها عقدةَ أحلامِهم = شدًّا ولن تنفعَ فيها الحلولْ في خطبِهِمْ يخطبُ مستهزئًا = والخطبُ نارٌ والخطابُ الصقيلْ وضربُه ضربٌ مِنَ المستحيل = إنْ لمْ يكُنْ في عينِهِ المستحيلْ يكيلُهُمْ كيلَ أبيهِ إذا = كالَ، ومَنْ مثلُ أبيهِ يكيلْ؟ حتّى إذا ما استيقَنُوا أنّهم = هلكى أتاهُمْ بأسُهُ المستطيلْ خرُّوا لهُ مِنْ خوفِهم صُرَّعًا = في مصرعٍ ليسَ لهُ مِنْ مثيلْ أذاقَهُمْ وبالَ أشرارِهِمْ = وما وبالُ الشرِّ إلا وبيلْ جرَّعَهُمْ زؤامَ آجالِهِمْ = وكانَ مِنْ موردِهِ السلسبيلْ ونزهةُ الحربِ هواياتُهُ = ما صيدُ هاوِي الحربِ إلاّ الفحولْ ما شذَّ عَنْ حيدرةٍ شبلُهُ = كلهوِهِ بالكرِّ تلهو الشبولْ فسوّدَ الخضراءَ مِنْ تحتِهِمْ = وحمَّرَ الزرقاءَ مجرى السيولْ ما زمجرَ الحقُّ بحدِّ الضُّبَا = إلا اعتلاها والجميعُ النزولْ فطوَّقَ الأعدادَ في عزمِهِ = ولمْ يبالِ في العديدِ القبيلْ وضيَّقَ الآفاقَ مِنْ حولِهِمْ = وسدَّ عينَ الشمسِ لهثُ الخيولْ كريمُ أهلِ السيفِ في قتلِهِ = كثيرُهُمْ في النارِ جدًّا قليلْ مِنْ أينَ للجودِ امتدادُ الثّرى = وكيفَ ما لوى نداهُ الذبولْ لو يفُتدَى مِنْ سيفِهِ لافتدَتْ = أعمارَها منهُ البغاةُ الفلولْ فلمْ يبارِزْه ابنُ أمِّ وهلْ = بارزَ ربَّ الحربِ إلا الخبولْ؟ فرائصُ الأرضِ إذا داسَها = دقَّتْ لها على يديهِ الطبولْ يمشي الهُوَينَى فوقَ أعناقِهِم = مروِّضًا فيها الخنى للذليلْ يذعرُهُمْ بإسمِهِ وحدَهُ =فيورثُ الذعرَ بقلبِ الرّعيلْ وتفزعُ الأشباحُ مِنْ صوتِهِ = وتهرعُ الجنُّ وتجفُوه غيلْ لا يسلمُ الهاربُ مِنْ وجهِهِ = إلاّ إذا صاحَ بذلٍّ: (دخيل) شجاعةٌ تُنمَى إلى أصلِهِ = والأصلُ لا يُنميهِ إلا الأصيلْ إلى أبي طالبِ مِنْ هاشمٍ = حميّةُ اللهِ الندى والفضولْ لو أنجبَ العالَمَ في أسرِهِ = ما كانَ فيهمِ خانعٌ أو خذولْ سلالةُ الوحيِ وأكْبِرْ بِهَا = لا يخلفُ السليلَ إلاّ السليلْ ما هذه الدّنيا سوى كربلا = والدينُ إلاّ المرتضى والبتولْ يستصغرُ الكونَ على عظمِهِ = إذا بكى طفلٌ وضجَّ العويلْ أو هُتِكَتْ لطفلةٍ حرمةٌ = لانعدمَتْ فروعُهُمْ والأصولْ ويحفرُ الأرضَ على رحبِها = مقبرةً إذا اغُيظَ العليلْ أو صاحَ (يا زينبُ) في حملةٍ = لا وضعَ الحملَ الثقيلَ الحمولْ لا تُذْكَرُ الحوراءُ في موقفٍ = مِنْ دونِ أنْ يُذكَرَ فيهِ الكفيلْ في سلمِها حصنٌ حصينٌ لها = وحربِها ظلٌّ عليها ظليلْ إنْ صالَ في أرجائِهم صائلاً = كأنّما الحسينُ فيهِمْ يصولْ أو قامَ في حشودِهم قائلاً = كأنّما الحسينُ فيهِمْ قَؤولْ أو صارَ في صفوفِهم فاعلاً = كأنّما الحسينُ فيهِمْ فَعولْ نفسُ أخيهِ نفسُها عندَهُ = والعبْءُ في العصمةِ جدًّا ثقيلْ ولم يجدْ بدًّا لتبديدِهِمْ = إلاّ بِهِ فكانَ هذا القتيلْ (اركبْ بنفسي) صهوةَ الملتقَى = وَقُدْ زمامَ المرتَقَى لا الذَّلولْ ولقِّنِ الماءَ إباءَ الإبا = وأظمأْ جراحًا فالوفاءُ الرسولْ لربّما يخجلُ مِنْ مُرْضِعٍ = أو مِنْ رضيعٍ شبَّ فيهِ الغليلْ حتّى إذا استيأسْتَ مِنْ عذبِهِ = عذَّبَهُ بالصبرِ "صبرٌ جميلْ" واقتَحَمَ البَيْنَ بهِ مسرِجًا = عبابَهُ إذا أُطيلَ القبولْ مشرِّعًا للغيمِ حُرِّيّةَ ال = أمطارِ ما قدْ تشتهيهِ الفصولْ دماؤُه يحكي الذّرى قدرَها = فحاكَتِ المجدَ عليهَا الرّمولْ ونفسُهُ .. العلياءُ تهفو لها = ودونَها الوصلُ بِها والوصولْ إذا جزى اللهُ النفوسَ التي = تُجزَى لهُ منها الجزاءُ الجزيلْ يا قمرًا مُذْ شعَّ في طفِّهِ = أبى انطفاءً فاستحالَ الأفولْ
Testing