شعراء أهل البيت عليهم السلام - قبضةٌ مِنْ رمادِ الخيامِ

عــــدد الأبـيـات
26
عدد المشاهدات
290
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
04/10/2023
وقـــت الإضــافــة
7:30 مساءً

لمْ تُخلِّفْني الحكاياتُ غريبا = إنّما قلبي مَعَ الحزنِ أُصيبا قدْ لبِسْتُ الحزنَ قمصانًا عَلَيْها = نَقشَ العاشرُ بالشجوِ نُدوبا رافقتني شتلةُ الأسودِ بستانًا =تفشّى وارتوى منّي عَشيبا واعتلَتْ رائحةُ النارِ جُفوني = فتطيّبت بها مِسكًا وطِيبا لمْ أزلْ في داخلِ الخيمةِ مخنوقًا = ومملوءَ بُكاءٍ .. ونَدُوبا وبأطرافِ عيوني مِنْ سوادِ = النَّارِ آثارٌ بِهَا جفني أُذِيبا أنا مِن أقصى مسافاتِ المآسي =جئتُ كي أُفرِغَ مِن بؤسي الجيوبا جئتُ كي أبحثَ عَنْ آخرِ طفلٍ= يرتدي حزنَ المسافاتِ قشيبا يمتطي صهوةَ أنفاسٍ تَيمَّمْنَ = بِمَا تحمِلُهُ الريحُ هُبوبا وينادي : أيُّها الموشمُ قلبي = ببقايا عمدٍ شَبَّ .. فشِيبا أينَ خزَّنْتَ مآسينا وهذا = صدرُكَ المطحونُ قَدْ ملَّ الثقوبا أينَ آويتَ مآقينا وهذا = الدمُ في عَيْنَيْكَ قدْ سدَّ الدُّروبا لمْ يُخلفنا رمادُ الطفِّ إلاّ = سعفًا / رِيشًا على القاعِ جَديبا لمْ نُحلّقْ بعدُ في الحلمِ .. لماذا =لمْ نجد طفلَ أمانِينَا ربيبا ؟ لِمَ عُلِّقنا على النُّوقِ كأنّا = وجهُ «عيسى» يرتدي الحزنَ صليبا؟ لمَ أُلقينا ب «جُبِّ» الهمِّ ظُلمًا = وَمِنَ السّارِينَ لمْ نلقَ المُجيبا؟ وإذا (تُلقى) ثعابينَ سياطٍ = فَوْقَنا لَمْ (تلقفِ) الكفُّ الخطوبا؟ صَنَعَ البؤسُ مآسينا قِناعًا = خانقًا يعتصِرُ الكونَ الرّحيبا يحتسي مِنّا أمانِينا فصُمْنا =عَنْ أمَانِينَا ، وأفطَرْنَا نحيبا ألفُ «يا ليتَ» رأينَاها مواتًا = دونَمَا نحرٍ وكَفَّاها أُصيبا هكذا تحتشدُ الأرضُ عَلَيْنا = لتُرينا وجهَ قابيلَ المريبا فإذا اهتزَّتْ عصا الخطيِّ منها =اسّاقطَ الرُّعبُ على الصدرِ شحوبا جسدٌ مائدةُ الجيشِ عَلَيْهِ = اقتسموا أشلاءَهُ لؤمًا رهيبا غيمةُ اللهِ التي قَدْ عَقَرُوهَا = لم تُدَمْدِمْ فَوْقَهُمْ يومًا عصيبا يمتطي سرجَ المواويلِ ليُشجي = شفقَ الشمسِ على الغيمِ شحُوبا هل تجاسَرْنَا إذا قُلنا : هَرِمْنَا =في طفوفٍ تجعلُ الوِلْدَانَ شِيبا؟!
Testing