شعراء أهل البيت عليهم السلام - سُؤَالٌ مُعلَّقٌ في الغَيبِ

عــــدد الأبـيـات
35
عدد المشاهدات
278
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/10/2023
وقـــت الإضــافــة
2:29 مساءً

يَمْلأُ الدَّلوَ وجهُهُ المستحيلُ = وَ عَلى صَدرِ كَرْبلاءَ يسيلُ يَشتَهِي رَشفةً مِنَ الماءِ و الرَّم=لُ احتراقٌ و وحْدهُ السَّلسَبِيلُ مُنذُ أن رشّفَ الخُيولَ فداختْ = و تماهى في مُقلتيهِ الصَّهِيلُ لمْ يذقْ ما يبلُّ ما جفَّ مِنهُ = فهوَ جِسمٌ تذوَّقتْهُ النُّصُولُ أذْهَلَ المَوتَ كلَّمَا يتجلّى ال=رأسُ للمَوتِ يَعْتريهِ الذُّهولُ يشتِلُ الأرضَ بالإباءِ فتنمو = قَبَضَاتٌ عَلى الثرَى و خَمِيلُ الحسينُ الحسينُ وردٌ جريحٌ = و فُراتٌ سَقى و صَبرٌ جَمِيلُ ليْتني الزيتُ حِينَ يُشعِلُ قَلْبي = قلبُهُ فهوَ ثائِرٌ قنْديلُ أشربُ الحبَّ مِن خلاياه عطراً = مثلما يشرَبُ النَّدى مِندِيلُ أيُّهذا اللونُ السَّماويُّ رُشّ ال=آنَ حقلي لتستفيقَ الحُقُولُ كيْفَ لا أخْلعُ الغُيومَ عَنِ الأفْ=قِ و ليْ في الحُسَينِ هذا الهُطولُ شجَّرَ المَاءَ فِيْ الطُّفوفِ طيوراً = كالأواني يَسِيلُ مِنها الهَدِيلُ و بقى يسْتفِزُّهُ الموتُ و المو=تُ دُخانٌ على الثرَى مَقتولُ واقفاً يُطعِمُ المزاميرَ لحْنَ ال=خُلدِ حَتّى تخلّدَ الترْتِيلُ إنّني طِينةٌ عَلقْتُ بأقدا=مِكَ يوماً فثَمَّ طِينٌ خَجُولُ لوْ تشيّأتُ كنتُ سَيفاً بيمنا=كَ و مَاذا يشاءُ سيفٌ جَديلُ ! لي مِنَ الدَّمعِ مِلحُهُ حين يشتدْ=دُ و من جُرحي طعْمُه الزّنجبِيلُ المواويلُ تحفرُ الحزنَ في الرَّم=لِ شموعاً يُضِيءُ فيها العَويلُ يركضُ النَّهرُ للخيامِ بلا رأ=سٍ ففي الرُّمحِ رأسُهُ المَفصُولُ سرّحَ الرُّوحَ من يديهِ و صلّى =و ارتقى باليقينِ حيثُ المُثولُ يتجلّى الرسولُ في ثغرهِ قُب=لةَ وحيٍ يشفُّهَا جبْرَئِيلُ واقفاً خلفَ غيبهِ يحزِمُ المو=تَ غرَيباً و ظلُّه يسْتطيلُ جِهةَ اللازَوَرْدِ كان يغنِّي =في يديهِ الفَانوسُ و الإكليلُ يتدلّى عليهِ عُنقودُ ماءٍ = و على منكَبيْهِ غيمٌ يَميلُ عَلّمَ الرُّمحَ قُبلةً إنّما مِن =دونِ أضراسٍ ذلكَ التقبيلُ عَلَّمَ التّمرَ أن يُضيءَ معَ الشم=سِ إذا يوماً أطفأتْهُ النَّخيلُ عَلّمَ الجُرحَ أن يُضمِّدَ سيفاً = لا يعي كيفَ يُقرأُ الإنجِيلُ عَلّمَ الياسمينَ لونَ التآخي = يلتقي مهما جفّفَتهُ الفُصُولُ عَلَّمَ النّهرَ كيفَ يجري عزيزاً = في زمانٍ تُذلُّ فيهِ السُّيولُ فالسواقي نَشَفْنَ مِنْ لعنةِ الشم=سِ متى يا تُرى يجيءُ الأفولُ يا لهذا الصُّراخِ يندَسُّ في قم=حِ الثكالى كأنَّه مَحْصولُ سُنبُكٌ داسَ حُلمَهم ذاتَ ليلٍ = أوهلْ يستفيقُ حُلمٌ ثقيلُ ! لمْ يزلْ يُقنِعُ السنابكَ أنَّ = الحُلمَ ذنبٌ تناسلتْهُ الخُيولُ أيُّها الرَّبُّ كُلُّ هذا... لِمَاذا ؟ = يستفزُّ السُّؤالَ منّي الفُضُولُ أوَلمْ تنتخِبْ لذاتِك ذاتاً =و يَكُنْ للسُّيوفِ هَذِيْ رسُولُ ؟
Testing