شعراء أهل البيت عليهم السلام - مِنَ المهدِ إلى الخُلدِ

عــــدد الأبـيـات
44
عدد المشاهدات
187
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
10:24 مساءً

صدِيتُ ولمّا أنْ تملّكَني الصَّدى = لجأتُ إلى مظماكَ ريًّا ومَوْرِدا ويا لَكَ من ظامٍ تحوطُ ضفافَهُ = شفاهُ العطاشى قُبلة ًوتزوُّدا شرايينُها جفَّتْ وريُّك باردٌ = وشأنُ رياضِ الوردِ أنْ ترقبَ الندى ويا لكَ مِن حيرانَ حارَتْ بكَ النُّهى = وجُنَّتْ بكَ الألبابُ عشقًا لتَرشُدا أحارُ كمَنْ حاروا بأجلى حقيقةٍ = فليسَ يُرى في الشمسِ إلا الذي بدا كفرْتُ بما يحكي الرُّواةُ وما انطوَتْ = عليهِ حَكَايَاهُمْ مِنَ السفِّ والسُّدى فولّيتُ شطرَ البحثِ كلَّ مدارِكي = لأمعِنَ فيما قيلَ فيكَ مُفنِّدا وأمخضَ من ثديِ الحقيقةِ ضوءَها = وأقذفَهُ في الزّيفِ سهمًا مُسدَّدا فمزّقتُ أستارَ السديمِ محلّقًا = بآفاقِكَ الحُبلى وملكِكَ هُدهُدا لأكشفَ ما كانَ الستارُ يصونُهُ = وأرجعَ بالعلمِ اليقينِ مُغرِّدا تقحّمْتُ من كلِّ البحورِ عميقَها = لأبحثَ عمّن جلَّ شأنًا وخُلّدا أفتشُ عن كلِّ الملوكِ ومجدِها = وعن كلِّ فذٍّ عاشَ أو ماتَ سيِّدا وجئتُكَ حيثُ المهدُ يرعاهُ فِطرِسٌ = لأبدأَ في آلاكَ مِنْ حيثُ يُبتدا ومِن حيثُ بنتُ الوحيِ تهمسُ تارةً = بأذنيكَ أنفاسًا وأخرى تشهُّدا لأنهلَ من عينيكَ أضدادَك التي = يضجُّ بها ثغرُ الزمانِ تهجُّدا ولمّا تلمّستُ الحقيقةَ بعضَها = تَزعزعَ كلُّ الشكِّ حتى تبدَّدا فما كانَ منّي حينَها غيرَ أنّني = سقطتُ إلى الأعلى شهابًا توقَّدا فأدركتُ أنَّ المهدَ بدءٌ لِمَا انتهَتْ = إليهِ مقاييسُ الخلودِ على المدى وأيقنتُ أني لستُ أبلغُ منتهًى = فما كانَ مِن ماضيكَ كانَ هو الغدا رأيتُكَ في عينِ العجوزِ مدامعًا = ورُمتُك في وجهِ الشبابِ تجلُّدا سمعتكَ في نبضِ الجنينِ ترقُّبًا = وفي وجنةِ الطفلِ البريءِ تَوَرُّدا أراكَ على كلِّ الوجوهِ حكايةً = فمِن أيّ وجهٍ تُستَمدُّ فتُسرَدا؟ وجدتُكَ رقماً ليسَ يقبلُ قسمةً = لهُ تنحني كلُّ الحساباتِ سُجّدا وقطبًا تشيرُ البوصلاتُ إليكَ مِن = قريبٍ وقاصٍ تستشفُّكَ مقصدا فلستُ على علمٍ بغيرِك مُنهَكاً = تحدّى غمارَ الموتِ فانصاعَ مَوْلدا فتولَدُ والحلاّجُ مازالَ غامراً = ودجلةُ يستجدي من المَيْتِ موعدا كأنَّ فقاعاتِ الطواسينِ فوقَهُ = بقايا غريقٍ ضلَّ فيه وما اهتدى ولستُ على علمٍ بغيرِك مُثخنًا = يشدّ بكلتا قبضتَيْهِ على الرَّدَى فإنْ كنتَ مِنْ تحتِ الخيولِ مُمزقًا، = فأوصالُكَ العنقاءُ تأبى تَبَدُّدا ورأسُكَ مِنْ فوقِ "الصليبِ" علامةٌ = تحيلُ إلى العلياءِ مَنْ رامَ سؤددا أشرتَ إلى النصرِ المؤزّرِ أن أجِبْ = فجاءَكَ مِنْ خلفِ السماءِ مؤيِّدا وضمَّكَ حتى لفَّ أشلاكَ جبةً = على طَرَفَيْها العزُّ والمجدُ نُضِّدا ولستُ على علمٍ بغيرِك فاديًا = بقطعِ نحورِ المستميتينَ يُفتدى ولستُ على علمٍ بغيرِكَ هامداً = يمدُّ القلوبَ الهامداتِ تجدُّدا ولستُ على علمٍ بغيرِكَ ظامئًا = بأروعَ سقّاءٍ ظَميٍّ تفرَّدا ولم أرَ نحرًا غيرَ نحرِكَ لم يزَلْ = يضخُّ بأجداثِ النفوسِ تمرُّدا ولم يرَ عقلي بعدَ عمقِ تدبّرٍ = سواكَ مصيراً وانتماءً ومَرفَدا فمهما وجدتُ السعيَ نحوَكَ شائكًا = ودربًا بحمّامِ الدّماءِ مُعبّدا أسيرُ على الأشواكِ نحوَكَ ناسيًا = نزيفَ جراحاتي إليكَ تودُّدا تَلَذُّ بيَ الآلامُ والنزفُ عندَما = تَمدُّ إليها يا مسيحَ الهوى يدا وإنْ حالَ ما بيني وبينَك قاهرٌ = ودَدْتُ فلو أُنْفَى إليكَ وأُطرَدا وإنْ عادَ منكَ المُتخَمُونَ بريِّهم = ألحُّ عليهِمْ في السؤالِ مُشدِّدا ليُلقوا على وجهي "القميصَ" أشمُّهُ = فيُبصرُ طَرْفي بعدَما كانَ أرمدا وأحبسُ في صدري هواكَ تنفّسًا = شهيقًا أبى ألاّ يعودَ تنهُّدا
Testing