شعراء أهل البيت عليهم السلام - كِتابٌ مِنْ مَدينَةٍ

عــــدد الأبـيـات
49
عدد المشاهدات
180
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
10:05 مساءً

قَلَمُ الرَّصاصِ بِصَفْحَتَيْكِ قَتيلُ،= وَعَلى السُّطورِ تَنَمْنُمٌ فَطُلولُ! عانٍ، يَدُ المِبْراةِ تَسْلُبُ ثَوْبَهُ،= وَدَمًا يُفَجِّرُ ظُفْرُها المَصْقولُ! عارٍ، وَتَصْرَخُ حَوْلَهُ الكَلِماتُ وَهْ=وَ عَلى الثَّرى، وَالهامِشُ التَّأويلُ! وَيَبُثُّ أصْدَقَ نَغْمَةٍ مُنْسابَةٍ= لِلْخَلْقِ، عَلَّ بِها تُفيقُ عُقولُ نامَتْ مَغيبَ الشَّمْسِ، أطْفَأتِ السِّرا=جَ عَلَى الجِدارِ، وَبابُها مَقْفولُ! كَيْلا يَجيءَ بِذاتِ لَيْلٍ أدْهَمٍ= ضالٌّ، وَطالِبُ حاجَةٍ، وَرَسولُ! نامَتْ، وَنادى كُلَّ كاتِبِ عَهْدِهِ،= لَكِنَّ مَنْ لَبَّى النِّداءَ قَليلُ! أيْنَ الأشاوِسُ، أيْنَ أبْناءُ الحُرو=بِ، وَأيْنَ أنْصارٌ، وَأيْنَ قَبيلُ؟! الكاتِبينَ العَهْدَ، وَالوافينَهُ،= وَالمُكْرِمينَ إذا أناخَ نَزيلُ! الضَّارِبينَ الرُّمْحَ، مُقْتَلِعي الرُّؤو=سِ نَفَوْهُ، فَهْوَ مُشَرَّدٌ مَخْذولُ! فَمَضى يَخُطُّ عَلى سُطورِكِ قِصَّةً،= تَحْوي الحَياةَ بِعُمْقِها، وَتَطولُ وَأسَرَّ لِلألْوانِ، تَخْضِبُ رَقَّكِ،= حَمْراءَ تُصْبِحُ كُلُّها، فَتَسيلُ نَحْوَ (الفُراتِ)، وَيا لَهُ مِنْ غُصَّةٍ؛= قَدْ كانَ فيهِ لِلإلهِ سَبيلُ فَأحاطَهُ فِكْرُ الضَّلالَةِ فَجْأَةً،= وَالقَوْمُ أغْوى عَقْلَها التَّضْليلُ فَأبى (الفُراتُ) تَفَكُّرًا في حالِهِ،= وَلِكُلِّ طاغٍ تابِعٌ وَذَليلُ! يَبِسَتْ بِهِ الأفْواهُ، ضَجَّ بِها الصَّدى،= وَلَها يَئِنُّ الماءُ، وَهْوَ بَخيلُ! دَكَّتْ شُكوكُ النَّفْسِ وَاسْتَشْرَتْ بِهِ،= وَغَدَتْ تُهِلُّ دُموعَهُنَّ نَخيلُ! أيَظَلُّ عُطْشانًا وَجانِبَهُ (الفُرا=تُ)، أما جَرى في حَقِّهِ مَعْقولُ؟ قَدْ أنَّ، وَامْتَشَقَ الشَّقاءُ فُؤادَهُ،= وَالثَّغْرُ أعْيا مَرْشَفَيْهِ ذُبولُ وَبَقى وَحيدًا، شاجِنًا، مُتَصَبِّرًا،= وَالصَّبْرُ عِنْدَ رِضا الإلهِ جَميلُ! كَ(الكَعْبَةِ) السَّمْراءِ، يَوْمَ أتى لَها= بِالجَيْشِ (أبْرَهَةٌ)، وَصاحَ الفيلُ هَجَموا عَلَيْهِ، وَقَبَّلَتْهُ حِجارَةٌ،= وَبَدا كَريهًا يَوْمَها التَّقْبيلُ! وَهَوى صَريعًا، كانَ مُعْتَلِيَ الثَّرى،= وَبِصَدْرِهِ مُتَرَبِّعٌ (قابيلُ)! أعْشى اخْتِلاجُ الرَّأسِ كُلَّ مَجَرَّةٍ،= وَالشَّمْسُ بَرْقَعَها الغِيابَ أُفولُ وَكَأنَّني وَالشَّمْعُ فَوْقَكِ مُسْ=تَعِدٌّ لِاحْتِراقٍ إنْ يَشُبَّ فَتيلُ فَيَصيحُ فَصْلٌ، مِثْلَ طِفْلٍ شاحِبٍ،= وَصُراخَ فاقِدَةٍ تَدُعُّ طُبولُ! وَصَغيرَةٍ هَرَبَتْ لِحِضْنِ وَلِيِّها،= فَرَأتْ ضُلوعًا رَضَّهُنَّ خُيولُ! هَذي تُنادي: "وا أباهُ"، وَتِلْكَ تَصْ=فَعُ خَدَّها، وَبِهِ التُّرابَ تُهيلُ وَمُخَدَّراتٍ لَمْ تُلامِسْ خَدَّهُنْ =نَ الرِّيحُ، يَنْظُرُ وَجْهَهُنَّ عَميلُ! وَمُكَبَّلٍ أعْنى الحَديدُ عِظامَهُ اتْ=تَهَموهُ بِالإجْرامِ، وَهْوَ عَليلُ! ظَنُّوا "سَيُخْفونَ الحَقيقَةَ يَوْمَها،= وَالدَّهْرُ في قَلْبِ الأُمورِ كَفيلُ"! دُفِنَتْ بِكِ الأقْلامُ، فَانْتَفَضَتْ لَها= مِنْ كُلِّ قُطْرٍ زُمْرَةٌ، وَفُلولُ كانوا بِخَطِّ اللهِ، وَحَّدَ جَمْعَهُمْ،= وَبِهِمْ يُكَبِّرُ سَيْفُهُ المَسْلولُ تَطَّايَرُ الأوْراقُ، تَصْبَغُ بِالمَدى= هيْهاتَهُ، وَكَأنَّها التَّنْزيلُ! في كُلِّ عامٍ يَسْتَجِدُّ نِداؤُهُ= وَفَريقُ مَنْ لَبُّوا النِّدا المَأهولُ كُنَّا صِغارًا، وَ(الحُسَيْنُ) بِقَلْبِنا= بَطَلٌ، نُشَدُّ لِذِكْرِهِ وَنَميلُ ها نَحْنُ نَكْبَرُ، وَ(الحُسَينُ) بِقَلْبِنا= رَمْزٌ يُضيءُ كَأنَّهُ القِنْديلُ! ما إنْ يُسِنَّ الجيلُ، تَنْبُتْ بَذْرَةٌ= مِنْ عُمْقِ فِكْرَتِها يُمَدُّ الجيلُ فَلَكَمْ دِيارٍ بِ(الحُسَيْنِ) تَصَلَّبَتْ= وَزَها مَكانٌ أجْدَبٌ، وَخَميلُ! وَتَكُرُّ بِالصَرَخاتِ (غَزَّةُ) ثَوْرَةً= وَمِنَ (الجَنوبِ) (السَّيِّدُ) المَأمولُ! هَزَمَ (الصَّهايِنَةَ) اللِّئامَ إباؤُهُمْ= وَتَعانَقَ (القُرآنُ وَالإنْجيلُ)! يَسْتَلْهِمونَ مِنَ الجُدودِ حِكايَةً= ما كانَ مِنْها نُسْخَةٌ وَمَثيلُ مَعْنى الإباءِ عَلى تُرابِكِ واضِحٌ= وَعَلَيْكِ مَجْدٌ خالِدٌ وَأثيلُ عَفَتِ السِّنونَ، بَقيتِ سَيِّدَةَ الزَّما=نِ، بِكَفِّها أرَجٌ، وَقيلَ هَديلُ! وَيَجيءُ عَرْشَكِ مُعْسِرٌ، وَمُنَعَّمٌ= وَ(المُرْتَضى)، مَعَ (أحْمَدٍ جِبْريلُ) وَبِكِ تُعيدُ بُكاءَها مَكْلومَةٌ،= وَتَصيحُ: "وا وَلَداهُ" فيكِ (بَتولُ) قَدْ ضاقَ صَدْري، لَسْتُ أحْتَمِلُ الفِرا=قَ، فَقِصْرُهُ في الاِشْتِياقِ طَويلُ! قَدْ كُنْتِ (يُوسُفَ)، وَادَّكَرْتُ بِأدْمُعي= (يَعْقوبَ)، فَانْتَحَبَتْ لَنا (راحيلُ)! في كُلِّ عامٍ، كُنْتِ وَحْدَكِ غايَتي= وَيَشُدُّني لَكِ (كَرْبَلاءُ) رَحيلُ!
Testing