شعراء أهل البيت عليهم السلام - يشْرونَ الحياةَ وهمْ ساجدونَ

عــــدد الأبـيـات
47
عدد المشاهدات
172
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:49 مساءً

تمثّلتُ يا سيدي قنبرا=وجئتُك مِنْ ظلِّه أصغرا ألملمُ بعدَ العثارِ العثارَ=كأنّي أقومُ لكي أعثرَا وها قد عثرتُ.. مدَدْتُ الرجاءَ=أقولُ: أغثْ عبدَكَ الأحقراَ أغثْ مَنْ سَقَتْهُ يدُ الحالكاتِ=بمدحِكَ صبحًا زهَا مسفِرا فقامَ على منبرِ العاشقينَ=يغازلَ حتى لكَ المنبرا جَلَلْتَ عَنِ الشعرِ يا ذا الجلالِ=ومثلي بمثلِكَ ما استشعرا ! تعاليتَ مِنْ مبدعٍ للخيالِ=ومِنْ واقعٍ للحِجَى أبهرا حسينٌ وأيَّ حسين تكونُ=وباسمِكَ باري البرايا بَرَى؟ ومِنْ قبلِ كافً ومِنْ بعدِ نونٍ=تواريْتَ غيبًا فلنْ تظهرا وكيفَ عسى يظهرُ المستطيلُ=على الدَّهرِ سلطانَهُ الأكبرا؟! تشاء يشاء لك المستحيل=فأنى لباعِكَ أن يُحصرا؟! مشيْتَ على العزِّ يا بنَ الكرامِ=تمجِّدُ سؤدَدَهُ في الذُّرَا وجاءَ يشمُّ ثراكَ الخلودُ=فصارَ "الخلودَ" بما عطّرا ومِنْ تحتِ نعلِكَ شاخَ "المكانُ"=يسائلُ مَنْ أنتَ؟ مخضوضرا! فأهوى على دفَتَيْهِ "الزمانُ"=بأنَّكَ سرُّ السّما مخبرا وأؤمنُ أنَّكَ نورُ الإلهِ=وأنتَ لهُ الظلُّ بينَ الورى فكيفَ الحديدُ يحزُّ الشعاعَ ؟!=وتكويكَ كيفَ ذُكَاءُ العَرا ؟! لأقسمُ إنَّ سرابَ الهجيرِ=وما قدْ نراهُ وما لا نَرى وسيفًا ورمحًا وسهمًا وخيلاً=وريحًا ورملاً ونهرًا جرى أتوْكَ جميعًا خماصَ البطونِ=يشدُّونَها في ظمًا فطّرا جثَوْا في الطفوفِ ومدّوا الكفوفَ=إمامَ العطاءِ هَبِ الأفقرا وأنتَ تناجيهِ حالَ السجودِ=وخدُّكَ في حبِّهِ عُفّرا سمعتَ السؤالَ وهذا محالٌ=يريدُكَ عبدٌ وأنْ ينهرا فأعطيتَ رأسًا وصدرًا وقلبًا=وزندًا تلا جذُّهُ المنحرا فعادَ الوجودُ يرى مِنْ جديدٍ=فقيرًا أتَى في الصلا حيدرا وحيدرُ حاشا يردُّ سؤالاً=فقدَّمْتَ مِنْ يدِكَ الخنصرا وعادَ الوجودُ يرى في المبيتَ=عليًّا إذِ المصطفى هُجِّرا شرى نفسَهُ قائلاً: هلْ رضيتَ؟=وروّى العطاشى دمًا "أحمرا" فناداكَ ربُّكَ: "خذْ يا حسينُ"=لترضى .. وبارَكَ فيما اشترى وظنُوا فرَى ودجَيْكَ الحسامُ=وإنَّ وريدَكَ مَنْ قدْ فرَى رأيتُكَ إذْ قامَ شمرُ اللئامِ=وللذبحِ يا ويلَهُ شمَّرا تماوجَتِ السبعُ ترمي الدعامَ=وكادَتْ تزلزلُ وجهَ الثرى فعلَّيْتَ رأسَكَ فوقَ السّنانِ=تجلجلُ في أذنِها منذرا: "أيا سبعُ إياكِ قبرَ البتولِ=أخافُ عليهِ بأنْ يظهرا" لأنتَ الحسينُ الذي لا يموتُ=وإنْ جاءَكَ الموتُ مستعذرا سمعتَ الرسالةَ في بطنِ حوتٍ=نبيًّا يناديكَ مستنصرا فأوطأتَ صدرَكَ جرْدَ الطغاةِ=وكانَ قَراكَ نعمَّا القِرا سَحَقْتَ ضلوعَكَ حتّى الفتاتِ=فصارَتْ تحجُّكَ "أمُّ القُرى" ولكنَّ ما يستفزُّ الغيورَ=وما يتركُ القلبَ مستعبِرا حريقُ الخيامِ وهتكُ الخدورِ=وسَوْقُ السبايا تجدُّ السُّرى إلى مجلسٍ فيهِ صبَّ الخمورَ=يزيدُ "الخليفةُ" مستكبرا فَدرْتَ على عرشِ طشتٍ يدورُ=بعينِ الترفُّضِ مستنكِرا وما زالَ صوتُكَ مرَّ الدهورِ=يؤرِّقُ في قبرِهِ "حبترا" بكيتُ فَتَنُّورُ عيني يفورُ=لزينبَ نادَتْ هِزَبْرَ الشَّرى أبا الفضلِ أنتَ ربيبُ الحجورِ="وآصفُ" لولاكَ ما استذكرا فمِنْ أرضِ طيبةَ قبلَ الحضورِ=أردْتُ خماريَ أن تحضرا وإذْ بالندا مِنْ حنايا الظّهورِ=سأنهضُ، أنهضُ كي أثأرَا أنا الصبرُ جدِّي الوصيُّ الصَّبورُ=إذا قُمْتُ أقسمُ ... لن أصبرا
Testing