شعراء أهل البيت عليهم السلام - معراجٌ نحوَ السَّماءِ

عــــدد الأبـيـات
26
عدد المشاهدات
171
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:45 مساءً

حينَ استبَدَّ الحُزْنُ بالأرجاءِ=ومَشَتْ إليكَ قوافلُ الأحياءِ ألقيتُ ذَيَّاكَ السّكونَ معفَّرًا=وبدأتُ أشحذُ للِّقاءِ ولائي أرخى عليَّ اللَّيلُ كُنْهَ ظلامِهِ=بُرْدَ السَّوادِ .. عباءَةَ الأرزاءِ وبِجانِبي طِفلُ الحَنينِ مُسابِقي=يجري ويعثرُ في أسًى وعناءِ بيني وبينَكَ تستَفيقُ حكايةٌ=أبطالُها صفوٌ مِنَ العظماءِ نَسَجُوا مشاهدَهُمْ بحبرِ دمائهِم=أكرِمْ بها ترتيلةَ الشُّهداءِ يطَؤُونَ صدرَ الموتِ يصهلُ شوقُهُمْ=لشهادةٍ تدنو على استِحياءِ يروُونَ ثغرَ السّيفِ فيضَ جراحِهِمْ=بحسامِ إيمانٍ وسهمِ وفاءِ إذْ إنَّهُمْ رمَقُوا الجِنانَ فأيقَنُوا=أنَّ الحتوفَ بدايةُ الإنشاءِ أسرى بِهِمْ شوقُ الحسينِ لكربلا=وبحبِّهِمْ عرجوا إلى العلياءِ ما أُغمِضَتْ عينُ الرّدى مُذْ أغمِضَتْ=عينُ الحُسينِ على ثرى الرّمضاءِ يا ليتَ أعضائي تُقَطّعَ بالعَرا=تفدي حسيناً مهجَة الزّهراءِ يا ليتَني أسرجْتُ قلبي شمعةً=تضوي الخباءَ لزينبَ الحوراءِ أمشي وأحزاني تسابقُ خطوَتي=والزّادُ –إنْ شقَّ المسيرُ عزائي أمشي على كتفيَّ أمواجُ الورى=كفراشٍ ازدحَمَتْ على أضواءِ يتهافَتونَ إليكَ ملْءَ عذابِهِمْ=وقلوبُهُمْ ملأىَ بفيضِ رجاءِ وكأنَّهُمْ طفلٌ تعلَّقَ ثغرُهُ=قبلَ الفِطامِ برشفَةِ استيفاءِ في قربَتي احتَشدَتْ دموعُ سكينةٍ=أخرى تنامُ بحزنِها الوضَّاءِ كم طفلةٍ عطشَى توقَّدَ قَلْبُها=ظمَأً توجَّرَ بانتظارِ الماءِ كم قاسمٍ مزجَ الفراتَ مخضِّباً=قطراتِهِ بالدمِّ لا الحنَّاءِ وأنا احتمَلْتُ على يديَّ مواعِدي=كالأكبرِ المذبوحِ في الهيجاءِ قد جئْتُ بعدَ النَّأْيِ أطوِي مُهجَتي=تغفو عليَّ مواجعُ الفقراءِ والنّهرُ يهوي عندَ رجلِكَ تائباً=متوسِّلاً بمدامعٍ وبكاءِ وأنا أتيتُكَ لا اعتذارَ أحوكُهُ=ماذا أقولُ لسيّدِ الشُّهَداءِ؟ إنّي هنا .. ومآثِمي .. وجوارِحي=نتلوكَ آخرَ سورةٍ بيضاءِ حتّى نطيرَ إلى السماءِ حمائماً=شهداءَ عندَكَ أكرمَ العظماءِ
Testing