شعراء أهل البيت عليهم السلام - دمعةٌ من ساقِ العرشِ

عــــدد الأبـيـات
65
عدد المشاهدات
187
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:24 مساءً

أَ ليلةَ عاشوراءَ يا حلَكاً شَبَّا = جَنينُكِ أدرى من نهارِك ما خبّا وما خبّأَ الآتي صهاريجُ أدهُرٍ = بساعَاتِه قد صَبَّ صاليَها صبّا بساعاتِ ليلٍ صرَّم الوجدُ حينَها = يُناغي بها الولهانُ معشوقَهُ حُبّا يُقضِّي بها صحْبُ الحسينِ دجاهُمُ = دَويّاً كمنْ يُحصي بجارحةٍ تعبى لقد بيّتوا في خاطرِ الخلدِ نيةً = أضاءَت دُجى التاريخِ نافثةً شُهباً وقد قايضوا الأرواحَ بالخُلدِ والظّما = برشفِ فرندٍ يحتسونَ بهِ الصَّهبا فوا عُظمَهمْ أنصارَ حَقِّ توغّلوا = إلى حِمِم الهيجاءِ واستنزَفُوا الصَّعبا فأكْبِرْ بهمْ عزّاً وأكرِمْ بهمْ تُقىً = وأعظِمْ بهمْ شُوساً وأنعِمْ بِهِمْ صحبا بهِمْ ظمأٌ لوْ بالجبالِ لهدَّها = ولو بالصّخورِ الصُمِّ فتّتَها تُربا عزائمُهمْ لو رامَتِ الشمسَ بُلِّغَْت = ولو رامَتِ الأفلاكَ كانَتْ لها تِربا وأعيُنُهمْ لا يَسبرُ الفكرُ غورَها = شُرودٌ بها قد حَيَّر الفِكرَ واللبّا تُراعي بأشباحِ الظلامِ عُيونُهمْ = حريماً وأطفالاً مُرَوَّعَةً سغبى حريماً وأطفالاً براهُنَّ غائلٌ = مِنَ الوجَلِ المحتومِ مُنقَدحاً كربا على وجلٍ يخفقْنَ من كلِّ همسةٍ = يُنمنْمُ هولُ الخطبِ في عينِها عَضبا خيامٌ عليها خيَّم الوجدُ ناحِلاً = وَجَلّى عَلَيهَا الغمُّ بالهمِّ مُنصَبَّا بنفسِيَ آلُ المصطفى أَحدَقَتْ بِهِمْ = ضُروبُ الرّزايا حَزَّبتْ حَولهمْ حِزبا تدورُ عليهمْ بالشّجى فكأنّهُمْ = بفطرتِهِمْ كانوا لجمرتِها قُطبا ألا ليتَني حيثُ التمنّي عبادةٌ = لمن ليسَ في عينيهِ غيرُ المُنى دربا خباءٌ بهِ النيرانُ كفٌ تقطّعَْت = وصدرٌ غدا للخيلِ مضمارُها نهبا وقلبٌ تفرّى بالظَّما وجوارحٌ = تُوزَّعُ بالأسيافِ محمرةً إربا بنفسي أبو الأحرارِ ما ذاقَ جُرعةً = ليجرعَ كأسَ العزِّ مُترعةً نخبا ألا ليتَ لي لثمَ الضريحِ ورشفَهُ = مِنَ العَبَقِ الفوَّاح ألثمُهُ عبّا وأهتفُ يا مولايَ جئتُكَ دمعةً = نشيداً ، جراحاً ، دامياً ، ولِهاً ، صَبَّا ألا ليتني بينَ السيوفِ فريسةً = لإيقاعِها غنَّت جوارحيَ التّعبى أَقي قلبَكَ الصادي بقلبٍ أذابَهُ = نوى هجرِكَ الممتدِّ يا سيّدي حقبا اُفدِّيكَ إجلالاً وأنشدُكَ الحُبّا = أتُحرمُ عذبَ الوِرد يا مورداً عذبا ويا عنصرَ الألطافِ منْ روحِ أحمدٍ = بأوردةِ الدنيا يُكلّلُها الخصبا ويا عبقًا من رحمة الوحي فاتحاً = تَنشَّقَ منه الماحلُ النسمَ الرطبا ويا قبسا في العينِ يُثقلُها رؤًى = تفرَّسُ بالإيمانِ تخترقُ الحُجبا ويُكحلُها التقوى حياءً وعفّةً = ويسكبُ فيها مِنْ هواهُ المدى سكبا فأنت الذي في العينِ يُذكي سناءَها = فتحلوا إذا ترنو أو اثّاقَلَتْ هدْبا لأنَّ مراسيها هواكُم ونورُكم = وإكسيرُها فيضُ المودّةِ في القربى أفدِّيكَ يا مَنْ ألهبَ الشمسَ والسّما = نجيعاً فذابا في قداستِهِ ذوبا على أنّ مُحمرَّ السماءِ تألَّقٌ = لتُزجي بهِ من فيضِكَ الشّرقَ والغربا أفدّيكَ يا فرعَ الرسالةِ يا هوًى = لأحمدَ في الآفاقِ يملؤُها حُبّا ويا مبسمًا يحكي شفاهَ مُحمدٍ = ورياهُ ما قلّت ولا عطرُها أكبى أَحارُ فما أدري أتقبيلُ عودةٍ = بها شغفٌ أم رامَ يوسعُهُ ضربا ويا كبدا حرّى تفرَّت مِنَ الظّما = وفيها الفراتُ انسابَ سائغُهُ شُربا ويا صارمًا لولا الحنانُ أعاقَُه = لَقَدَّ الدّنى قَدّاً وقَطَّعهَا إربا بمهجتِهِ الغيرى وإنْ نزَّ جُرحُها = يرصُّ معاني المجدِ مملوءةً لبّا ويا صامداً ما زعزعَتْ من كيانِهِ = صنوفُ الردّى بل لم تُحَرّكْ له هدْبا ويا مقلةُ ما زالَ يعصرُها الأسى = لترويْ بقايا الآهِ والدمَ والجدبا بكَتْ قاتليها والذينَ تَجمَّعُوا = لثاراتِ بدرٍ ضدَّه اجتمعوا إلبا رأتْ روحُكَ الإسلامَ جرحاً فلمْ تطقْ = هواناً وصبراً فاعتلَتْ تُعلنُ الحربا وتجرع صابَ الدهرِ جذلى ولا ترى = جراحاً تنزُّ الآه قد ذربت ذربا وسالَتْ على جرحِ الهدى اعتصمَتْ بهِ = وصبَّتْ حياةَ القدسِ في فمِهِ صبّا اُفدِّيكَ يا مَنْ قَبَّلَ السيفُ نَحرَهُ = إلى أنْ أَجَنَّ الفائضُ الحُبَّ والنَّصبا ويا واحدًا لا نِدَّ شاركَهُ المدى = وَوهْجَ الجهادِ الحرِّ والدمَ والدربا أُنَبِّيكَ ما زالَ الزمانُ مردّداً = صداكَ ملأتَ البحرَ والأُفقَ والرّحبا وأنَّ سياجاً مِنْ دِماكَ وجمرِها = وأحمرِها ما زالَ متَّقِداً شُهبا يحيطُ الطواغيتَ اللئامَ بلفحِهِ = فيصبغُهمْ ذعرًا ويملؤُهم رعبا إلى الآنَ وقعُ اسمِ الحسيِن بسمعِهِمْ = وأحرفِهِ ما زالَ مستصعَباً صعبا تصارعُ أحقابَ الدهورِ ونفسَها = على أنْ ترى ندّاً يجدّدك الوثبا يعيدُ لميدانِ الجهادِ وميضَهُ = ويُذكى أواراً من سوى فِيكَ ما شَبّا ويوقظُ أفكارًا عليها من الوَنَا = تراكَمَتِ الأحقابُ ناشرةً حُجباً ويروي بسلسالِ النجيعِ عقيدةً = بغيرِ دِماكَ الطهرِ لم تعرفِ الخصبا ويرسمُ في وجهِ السحابِ حسامَهُ = ويهمي جواداً من بسالتِهِ صوبا ويرسلُ في ضوءِ النجومِ وميضَهُ = فتنتقشُ الآفاقُ مِن نورِهِ كُتْبا ويخضبُ وجهَ العرشِ أروقةَ السّما = بما شخبَتْ أوداجُهُ حمرةً نُدبا ولكنّهُ الدهرُ الذي عَقمَتْ بِهِ = لياليهِ أن تأتي بمثلِكَ أو تُحبى ولو رام نِدّاً لاستشارَكَ عنوةً = لأنَّك أولى مَنْ يخطّطُه لحبا وأدرى بهِ علماً وأجلى به رؤًى = ولكنّهُ يأبى وإنّكَ لا تأبى لقد خسرَ الدهرُ الرهانَ فلم يطقْ = محالٌ عليهِ اليومَ أنْ كرّرَ الذنبا وقد صدَقَ الحُسادُ أنَّ يزيدَهم = تكرّرَ في الأزمانِ ممتلئًا عُجبا ونحنُ نقولُ السبطُ ما زالَ باقياً = هو السبطُ لا قولَ افتراءٍ ولا كذبا
Testing