شعراء أهل البيت عليهم السلام - قصيدة الأميرة - في ليلةٍ كانتْ هنالكَ عائلة

عــــدد الأبـيـات
50
عدد المشاهدات
4291
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
23/09/2023
وقـــت الإضــافــة
4:43 صباحًا

في ليلةٍ كانتْ هنالكَ عائلة = ما بينَ باسلةٍ وبيَن مناضلة وكبيرةٍ تبدو بعمرِ جراحِها = يائسةٍ لكنّها متفائلة إذ أنّها كانتْ توزّعُ صبرَها = ما بينَ أيتامٍ ولهفةِ أرملة ولها عليلٌ إن دعاها باسمِها = بعباءةٍ صفراءَ تمسحُ كاهله وصغارُها تهوى الجلوسَ بقربِها = تحكي لهم قصصَ الأميرةِ كاملة قالوا لها: قصصٌ بغيرِ نهايةٍ = فعلى المسامعِ لم تكنْ متداولة ها نحنُ ننتظرُ النهايةَ فابدئِي = بَدَأَتْ بقصّتِها الحزينةِ قائلة: يوماً مِنَ الأيامِ سارَتْ قافلة = بأميرةٍ نحوَ العبيدِ القاحلة كانتْ كآياتٍ تسيرُ نساؤُها = إلا هي كانتْ كباءِ البسملة لم يبقَ من تلكَ الرّجالِ لها سِوى = رجلٍ وقدْ كانت يداهُ مكبّلة صارَ الحديدُ مراقباً خطواتِهِ = بحرارةٍ يهوي يعانقُ أرجلَه وهنا السؤالُ عنِ احمرار ثيابِهِ = أَوَ من دمٍ أم حياءِ السلسلة بكتِ الأميرةُ دونَ دمعٍ ثابتٍ = أَوَ دمعُ يبقى من بكاءِ مهرولة دارتْ بها الأزمانُ بعد كفيْلِها = سكتَتْ فقالوا: هلْ هُنالكَ تكملة؟ قالتْ: سأُكملُ قصّتي واسترسلتْ = بحديثِها عن كافلٍ ومدللة مولودةٌ في بيتِها لكنّها = في قلبِهِ سكنَتْ وعاشتْ داخله قمرٌ يضاهِي الشمسَ نورُ جبينِهِ = تأتي النّجومُ عشيةً لتغازله يُسراهُ في وقتِ العِناقِ فراشةٌ = يمناهُ في وقتِ المعاركِ باسلة مُذْ كانَ طفلًا كانَ يحملُ قربةً = منْ شمَّ قربتَهُ يشمُّ جدائله في عيْنِهِ الحمراءَ غضبةُ فارسٍ = في رفعِ تلكَ الحاجبينِ مقاتلة يحمرُّ في كلِّ الحروبِ وتارةً = يحمرُّ لو كانتْ هناكَ مجاملة فقدتْهُ في إحدى الحروبِ بنينوى = قتلتْهُ غدرًا أمةٌ متخاذلة ورأوا بتلكَ العينِ حقَّ أخوةٍ = فرموهُ من تلكَ السّهامِ الباطلة وأخوهً ودّعَ نفسَهُ من بعدِهِ = لا يستطيعُ العيشَ أنْ يتخيَّله وأرادَ يخرجُ سهمَهُ لكِنَّهُ = ألمٌ لتلكَ العينِ لنْ يتحمَّله صلَّى على كفيْهِ فرضَ بكائِهِ = دمعُ الأخوّةِ لا يجوزُ بنافلة أصحابُهُ أبناؤُهُ ورضيْعُهُ = إخوانُهُ رحلوا لأشرفِ منزلة فاستوحدوهُ وما يزالُ بريدُهُ = بالحبِّ يبعثُ للأنامِ رسائِلَه قد صارَ ذاكَ النّحرُ في هيهاتِهِ = بينَ الكرامةِ والمذلّةِ فاصِلَة وتوجَّهَتْ عيناهُ صوبَ خيامِهِ = فَبِها الأميرةُ لم تزلْ متأمِّلَة من حولِهِ الأعداءُ حاطَتْ مثلَها = لَوْ حاوَطَتْ كلُّ المناجِلِ سنبلة ذبحُوهُ عطشانًا وكانت لاسمِها = أثرٌ على تلك الشفاهِ الذابلة سلبُوهُ ثوبًا واصبعًا وعمامةً = والخيلُ جالتْ كي ترضَّ مفاصِلة رسموا المخططَ للسِّبى بسياطِهم = لأميرةٍ كانتْ تشيرُ البوصلة ومشوا بها و عيونُها لبناتِها = فبغيبةِ الكفّالِ صارَتْ كافلَة وبكعبِ رمحٍ أو شتيمةِ والدٍ = ساروا بها وطريقُهم ما أطولَه بطريقِهم إحدى البناتِ تَعَارَضَتْ = وتوفِّيتْ وسياطُهُم متواصلَة وتوفِّيتْ أُخْرى وكانَ رجاؤُها = قمْ يا أبي قمْ يا أبي متوسِّلَة وصلوا بها للقصرِ فهيَ أميرةٌ = دخلتْ إلى قصرِ الطغاةِ مبجَّلة إذ كان طاغي العصرِ يفخرُ ضاحكًا = ويظنُّها مكسورةً و مُوَلوِلة شهرتْ سيوفَ كلامِها في وجهِهِ = وقفتْ بكلِّ شجاعةٍ لتجادله بطشتْ بهِ والقصرُ مالَ بعرشِهِ = في خطبةٍ لكنّها كالزلزلة قد حاولَ استفزازَ بعضِ دموعِها = لقتيلِها واختارَ بعضَ الأسئلة قولِي وكيف رأيتِ ذبحَ كبيرِكم؟ = قالتْ: جميلا، قولُها ما أجملَه فالإصبعُ المقطوعُ صارَ علامةً = حتّى يدلَّ لثورةٍ متكاملَة لكنَّها في الليلِ تفترشُ الثرى = جرحاً وإثاراً وعيناً هاملة وصغارُها يدعونَها عمتنا = هم مثلُكم فعلاً وليستْ أمثلة سكتتْ فقد نامَ الصغارُ جميعُهم = فلعلَّ قصتَها الحزينةَ هائلة هي هكذا في كلِّ يومٍ لم تنمْ = تحكي لهم قصصَ الأميرةِ كاملة والطفلَ يأوي للمنامِ بحجرها = فتشمَّهُ لتضمّهُ وتقبلَه
Testing