شعراء أهل البيت عليهم السلام - علي حين ما كُنَّا ببالٍ مُقَسَّمِ

عــــدد الأبـيـات
77
عدد المشاهدات
261
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
21/09/2023
وقـــت الإضــافــة
10:18 مساءً

علي حين ما كُنَّا ببالٍ مُقَسَّمِ=نعَي رُزْءَ ساداتي هلالُ المُحَرّمِ ليهتِفَ بالعاني الذي كَضّهُ الضَّنا=عليهِمْ و كم في قلبهٖ مِنْ مُنَمْنَمِ قدِ ٱسْتَوطَنَتْهُ النَّائِبٰاتُ فَاَنْجَلَتْ=كَما خَيَّمتْ اَطْنابَها اُمُّ‌صَيْلَمِ أَجَ‍ِدَّكَ و الاحزانُ ضرْبَةُ لازِبٍ=لصَبٍّ لدَي رَيْبِ ٱلمَنُونِ مُتَيّمِ يَشُدُّ الجوَي باكِي الجَواۤءِ بصدرِهٖ=و يُورِي الغَضا ناعِي الغضَا بِتَألُّمِ و يجزِعُه الباكي علي الجَزْعِ و ٱللِوٰي=و يحمِي حشاهُ في الحِمَي ساجعُ الحَمٖي يُشٖيرُ الي وجدٍ تَقضّي و دِمنةٍ=عفا اهلُها في عصرِها المُتَقدِّمِ فكانت كأنْ لم‌تُغْنَ بالامس منهمُ=و ليس بها الَّا التَّذكُّرُ كالسَّمِي بَقايَا مَحٰا كَرُّ الجدٖيدَيْنِ اصلَها=و لم‌يَبْقَ الّا قُصَّةُ المُتَفَهِّمِ فيبكِي لاَطلالٍ لٰالِ‌محمّدٍ=تلوحُ كوَشْمٍ في نواشِرِ مِعْصَمِ لقدْ اوحشَتْ بعد الخليطِ لِبَيْنهِمْ=و كم بَثّتِ الشكوَي بِتَبْٖيينِ ابكمِ فاِنْ دُرِسَتْ يا طالَ ما دُرِسَتْ بِهَا=عُلومٌ باحْكامٍ و آٰيٌ بمُحْكَمِ بكَتْهُمْ و اَبْكَتْ زَاۤئرِيهَا علي البِلَا=اَثَافٍ وَ نُأْيٌ قَدْ عَفا لَمْ‌يُسَلَّمِ و اِنَّ لهُمْ فٖي كربلاۤءَ مُعَرَّساً=يُطَالِبُ في مَزْجِ المَدامعِ بٱلدَّمِ غَداةَ اَناخَ ٱلسِّبْطُ فيها بصَحْبهٖ=و اهْلٖيهِ و الْاَقْدارُ بالحُرِّ تَرْتمٖي يقودُهُمُ حيثُ المنايا تَسوقهُمْ=فيَسْتَبِقُونَ ٱلحربَ مِنْ كُلِّ مُعْلِمِ اَناخُوا قرٖيباً مِنْ مَخَطِّ قُبورهِمْ=الي حيثُ الْقَتْ رحلَها اُمُّ‌قَشْعَمِ فطاف عليهم لِلْاَعادي طَوائفٌ=يُريدُونَ هدْمَ ٱلدّينِ و ٱلدّٖينُ مُحْتَمٖي فجالَدهُمْ دونَ الحسينِ عِصابَةٌ=اَناجِدُ لايَأْلُونَ نُصْحَ المُكرَّمِ فباعُوا علي اللّٰهِ النفوسَ بِسَيِّدٍ=و مَنْ يَشْرِ سبْطَ ٱلطُّهْرِ في اللّهِ يَغْنَمِ لَعَمْرِي لقد كانوا مَصالٖيتَ في الوَغا=فكم فيهِمُ مِن بُهْمَةٍ بَاسِلٍ كَمِي تَواسَوْا علي نصْرِ ابْنِ بنتِ نَبِيِّهِمْ=الي اَنْ قَضوْا ما بينَ عَضْبٍ و لَهْذَمِ و صارَ فريداً يستغيثُ و لَايرَي=مُجٖيباً سِوي رِجْسٍ عَنٖيدٍ وَ كِرْثِمِ فشَدّ عليهمْ كالهَزَبْرِ اذا سَطا=علي حُمُرٍ فرَّتْ مَخافةَ ضَيْغَمِ يرَوْنَ بِهِمْ اِنْ كرَّ لَمْعَ حُسَامِهٖ=مَخارٖيقَ جَوْنٍ قَدْ تبدَّتْ بِعَظْلَمِ اذَا كرَّ في جَمْعٍ تَوقَّي بِمِثْلِهٖ=يُدٖيرُهُمُ مِنْ فوقِ صَهْوَةِ اَطْهَمِ فمازَالَ يرميهِمْ بِغُرَّة وَجْهِهٖ=دِراكاً لهُمْ حتَّي تسَرْبَلَ بالدَّمِ الَي اَنْ دعاهُ ربُّهُ فَاجابَهُ=فخرَّ كطَوْدٍ مِنْ علا شَاهِقٍ رُمِي عفيراً علي التَّرْبَاۤءِ ناشِفَ مهجةٍ=خُضُوعاً لمَوْلاهُ بحالِ ٱلمُسَلِّمِ فعَجّ جميعُ الخلقِ خوفاً و رحمةً=عليه و اِشْفاقاً لِفُقْدانِ مُنْعِمِ ألهفَي لهُ اذْ خَرَّ في الارض صاعِداً=الَي ٱللّهِ في ذاكَ الهُوِيِّ المُعَظَّمِ ألهفي لهُ اذْ حَزَّ شَمْرٌ كَرٖيمَهُ=و ركّبَهُ فوق السنانِ المُقَوَّمِ ألهفي له كالبدرِ لاحَ و صَحْبهُ=رُؤسُهُمُ تَهْدِي لسارٍ بِمُظْلِمِ ألهفَي لَهُ اذْ رَضَّتِ الجُرْدُ صَدْرَهُ=لَها جَفَلَاتٌ فوقَ صَدْرٍ مُحَطَّمِ ألهفَي عليهِ عَارياً نسَجَتْ لَهُ=الثّرَي الرّٖيحُ ثوباً فٖي غُلالَةِ عَنْدَمِ و غارُوا علي اطفالِهٖ وَ نِساۤئِهٖ=بضَرْبٍ علي الهٰاماتِ بٱلسَّوْطِ مُؤْلِمِ و قد سلبُوهَا المِرْطَ و القُرط عنوَةً=بعُنْفٍ فاِنْ لم‌يُفْصَمِ القُرْطُ يَخْرِم و قد اخذُوا ما في الخيامِ جَميعِهَا=و شبُّوا عناداً نارَهُمْ في المُخَيَّمِ و سُيِّرْنَ مِنْ فوقِ الجِمالِ حَواسِراً=ألهفَي لَها ما بين بكرٍ وَ اَيِّمِ و فيها يتاميً قاصرونَ عن السُّرَي=مِنَ الضّعفِ بل من ضربِ كلِّ مُزنَّمِ و مولاي زينُ‌العابدينَ كَآبقٍ=يُهانُ علي الاجمالِ في ثقلِ اَدْهَمِ وَ اِنْ عثرَتْ تلكَ النواقضُ اَوْ وَنَتْ=تُقَنَّعْ علي هاماتهِنَّ و تُشْتَمِ تَبصَّرْ رَسولَ ٱللّٰهِ شِدَّةَ حالِهٰا=و ما نالَها مِنْ ذِلَّةٍ وَ تَهَضُّمِ لهُنَّ صُراخٌ ترجُفُ الارضُ خيفةً=لهُ وَ لِوٰاذٌ عن اذَي كُلّ ادْلَمِ ينادينَ مِن فَرْط الاَسَي و قلوبُها=تَشُبُّ بوَجْدٍ من لظَي الحزنِ مُضْرَمِ ايا جَدّنا هَلَّاتري سبْطَكَ الذي=تركنا لهُ شِلْوٌ مُحَطَّمُ اَعْظُمِ عفيرٌ بارضِ الطَّفِّ تركضُ فوقَهُ=مَذَاكٍ و يَجْرِي فوقَهُ كُلُّ مِرْجَمِ و مِنْ رَكْضِهِا قد مازَجَ التُّرْبُ لحمَهُ=لِذَا تُرْبُهُ كَالمسكِ غيرَ مُكتَّمِ فريداً و ما زُوَّارُهُ غير اضْبُعٍ=تنُوحُ وَ اَطْيَارٍ هُنَالكَ حُوَّمِ ايا جدَّنا ها رَأسُهُ معَ اَرْؤُسٍ=لِاَصْحابهٖ كَٱلْبَدْرِ مِنْ بينِ اَنْجُمِ اذَا ما اسْتغَثْنا بِٱلحسينِ و رأسُهُ=لَديْنَا و يَتْلُو الذِكرَ لم‌يَتكَلّمِ عجيبٌ يُخَلّٖينا بحَالٍ شَدٖيدَةٍ=يُضَيِّعُنَا في القفرِ من غير قَيِّمِ وَ هلَّاتري اِذْ تُسْلَبُ البنتُ مِرْطها=فاِنْ تَلْوِ عن عينِ ٱلمُسَلِّبِ يَلْطُمِ اَيا جدَّنا صِرْنا غَنائمَ للْعِدَا=كأنَّا بايديهم اَسيراتُ دَيْلَمِ اَيا جدَّنا كانَتْ بَقَايا جُموعِنا=نِساۤءً و اَعْدانا بجَيْشٍ عَرَمْرَمِ اَيا جدَّنا ضِعْنا و شُتِّتَ شَمْلُنا=و شملُ اعادٖينا بحالٍ مُنظَّمِ و آلُكَ في حَرِّ الهجير سَوَاغِبٌ=تَصَفّحَها في سيْرِهَا كلُّ اَلْئَمِ و آٰلُ زيادٍ في القصور مصونةٌ=تُنَعَّمُ بالتَّمْكٖينِ ايَّ تَنَعُّمِ و آٰلُكَ اسري في الهواجلِ مَضَّها=جوامِعُ في ٱلاعنَاقِ من كلِّ ادْهمِ و آلُ زيادٍ فاكهُونَ باهْلهِمْ=اذا ٱنقلَبُوا جاۤؤُا عَلي كُلِّ مَغْنَمِ وَ آلُكَ وا لهفاهُ تخفِقُ خٖيفةً=قلوبُهُمُ في كُلِّ وَجْهٍ مُيَمَّمِ بكُلِّ صباحٍ مُزْعِجٌ لِقُلُوبِهِمْ=يَنُوبُ فكانَتْ في خوافقِ قشعَمِ و اۤلُ زيادٍ آمِنُونَ يَخافُهُمْ=سِوَاهُمْ فهم يَرْنُونَ مِن عَينِ اَرْقَمِ وَ ذَا دَأبُهٰا اِمّا صُراخٌ وَ رنّةٌ=و اِمَّا نحٖيبٌ اَوْ مَدامِعُ تَنْهَمٖي يُفَطِّرُ اَكْبادَ المُحِبّين نَدْبُهُمْ=علي كُلِّ ندبٍ فاضِلٍ مُتَوسِّمِ و ساروا بها للشامِ اَسْري هَدِيّةً=الَي مُسْتفزِّ العَقْلِ عَنْ رُشْدِهٖ عَمٖي فلمّا رءاهُمْ انشدَ الشِّعْرَ قَاۤئِلاً=فيا ليتَ اشياخٖي ببَدْرٍ و سَلْعَمِ يرونَ فَعٰالي اليومَ فٖي اَخْذِ ثارِهِمْ=و اشفيتُ صدري من رجالٍ بمِخْذَمِ رُمُوا بخُطوبٍ مااُصٖيبَ بمثلِها=اُناسٌ بيَوْمٍ في المصَائِبِ اَيْوَمِ سمعتَ بعاشوراۤءَ وَاعِيةً لهُمْ=سَقتْنَا لفرطِ الحزن كاسات علقمِ انا ذلِكَ الناعٖي ءَاَسْمَعْتُ رُزْءَهُمْ=و الَّا فَشانٖي و ٱلمَنايَا فَفَهِّمِ تقطَّعَ قلبي مِنْ تَصوُّرِ حَالِهمْ=و لم‌يُجْدِنٖي نَوْحٖي لَهُمْ وَ تَنَدُّمٖي فَواللَّهِ مااشفيتُ قلبي و انّني=علي اجَلٍ في حُزْنهِمْ مُتَصَرِّمِ و اِنْ لم‌اَكُنْ اَشْفِي ٱلغَليلَ فَاِنَّنٖي=اُرَجِّي نُشوراً فيهمُ مِنْ مُرَجَّمٖي اِذَا قامَ ذُو ٱلسُّلْطانِ وَالٖي دِماۤئِهمْ=بخافقةٍ جالٍ بكُلِّ مُسَوَّمِ هُنَاكَ ابنُ زينِ‌ٱلدِّين احمدُ يَرْتجِي=دِرَاكاً يُرِي في المُقْدِمين تَقَدُّمٖي و صَلِّ علي ٱلْاَطْهَارِ آلِ‌مُحَمَّدٍ=وَ شٖيعَتِهِمْ يَا ذَا الجَلالِ و سَلِّمِ
Testing