شعراء أهل البيت عليهم السلام - أتزهو و قد ترنوا بياضَ المَفَارِقِ

عــــدد الأبـيـات
97
عدد المشاهدات
194
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
21/09/2023
وقـــت الإضــافــة
10:06 مساءً

أتزهو و قد ترنوا بياضَ المَفَارِقِ=و قد مرَّ مُسْوَدُّ الشبابِ المُفَارِقِ أَجَ‍ِدَّكَ في اللَّهوِ الّذٖي انتَ خائِضٌ=و داعِي الفَنا يدعوكَ في كلِّ شارِقِ تُضَاحِكُكَ الايّامُ في نَيْلِكَ الْمُنَي=كفعلِ نَصُوحٍ للدَّعابةِ وامِقِ وَ مابَسَطَتْ آمٰالَهَا لكَ عن رِضيً=و لاضَحِكتْ سِنّاً الي كُلّ عاشقِ و لٰكن لكي تَصْطادَ مَنْ اَمَّ قصْدَهَا=بما نَصَبَتْهُ مِنْ شراكِ البوائقِ و هُنَّ الليالي تَسْتَفِزُّ بلُطْفِها=جَهُولاً بها تسقٖيه عند المَضائِقِ كُؤُساً بها شَرُّ الشّرابِ تُذِيقُهُ=و انّكَ من كأساتِها شَرُّ ذاۤئقِ فلاتَثِقَنْ مِن وعْدِهَا انَّ وعْدَهَا=كما قد جرَتْ عاداتُها غيرُ صَادقِ و اِنْ هي وفَتْ في وعدِها لك اتْلَفَتْ=و اِنْ اخْلَفَتْ اَلْفَتْ هُموماً لِرَامقِ كأنَّ المنايَا ملَّكَتْها صُروفَهَا=فتَطْرقُ مَنْ شاۤءتْ بشَرِّ الطّوارِقِ يخصُّ عظيمَ الشانِ اعظَمُ شَرِّها=و ذاكَ بظهرِ القول سُوءُ التَّوافُقِ لِذاكَ اَحَلّتْ بالحسينِ مصائِباً=بها تُضْرَبُ الْامثالُ في كلّ خارقِ غَداةَ اناخَتْ بالطفوفِ رِكابُهُ=بكلِّ فتيً للحتفِ في اللّهِ تاۤئقِ لِيَهْنِهِمُ في وَصْلِهمْ رَحمَ احمدٍ=فماوَصَلُوا الَّا بقَطْعِ العلاۤئقِ فهُمْ سُحبٌ في الجَدْبِ و الحربِ هُطَّلٌ=و لٰكِنَّهُمْ قَدْ اَبْرقوا بالبَوارقِ و هُمْ في اَعادٖيهِمْ اُسُودٌ تَعانَقُوا=هُمُ و ٱلقَنا و ٱلبٖيضُ حقَّ التَّعانُقِ يبيعُونَ في سُوقِ النّجاحِ نفوسَهُمْ=علي اللّٰهِ بالرِّضوانِ بَيْعةَ سَابِقِ فداۤءَ حسينٍ فاشترَي ٱللّٰهُ مِنْهُمُ=لسبطٍ شهٖيدٍ في الشّراۤءِ و سائِقِ اذَا كَشَرتْ عن نابِها اُمُّ‌صَيْلمٍ=ضُحيً و طحَي ذو الفسْخِ شرّ صَوافِقِ تراهم يُثيرونَ السُّرٰادِقَ في ٱلهَوَاۤ=سحاباً علي بيت الوغا كٱلسُّرادقِ و اِمَّا اكْفَهَرَّ الصّبحُ عن جُنْحِ عِثْيَرٍ=بهم ابصر اللَّاجٖي بضَوْء ٱلبَرٰاۤئقِ فهُمْ كُلُّ غِطريفٍ لدي الحربِ بُهْمةٍ=كرٖيمٍ ببَذْلِ النفسِ في الجودِ بَاثِقِ فكم كَفّرُوا في كافرٍ سِنْخَ كافِرٍ=و كم مزقُوا في مَأْزقٍ قلبَ مَارِقِ يَقُونَ ابنَ بنتِ المصطفي بنُفوسهِمْ=حذاراً عليهِ مِن صروفِ العوائِقِ و هُمْ لهْفَ نفسٖي ناشفاتٌ كبودُهُمْ=عطٰاشَي بيومٍ بالغِ الحرِّ مَاحِقِ و لٰكِنَّهُمْ يستَعْذِبون لِحُبِّهٖ=ظماهُمْ و يستحلونَ ضربَ ٱلعَقائقِ الَي اَنْ دعاهُمْ للرَّحيلِ اِمَامُهُمْ=و صاح بِهِمْ نحو ٱلفَنا كُلُّ ناعِقِ قَضَوْا بالظَّما حولَ ٱلفُراتِ فليتني=قضيتُ بهِمْ نحْبي علي حُكمِ لٰاحقِ كأنَّ بهِمْ للاَرْجوَانِ عصَارةً=تُضٖيءُ باجسامٍ كمثل ٱلشّقائِقِ سلامِي علي ارواحهِمْ و دِمَاؤُهُمْ=تضُوعُ بطٖيبٍ في ثري الارضِ عابِقِ خليلي زُرْهُمْ و انْتَشِقْ لقبورِهمْ=تَجِدْ تُرْبَها كالمسكِ مِنْ غير فارِقِ هنٖيۤئاً لهم فازُوا و فاز مُحِبُّهُمْ=لنصرِهمُ الفَرْخَ القتٖيلَ لحَاۤئِقِ فصار حسينٌ واحِدُ النّاسِ واحداً=مِنَ الصَّحْبِ سُدَّتْ عنه سُبلُ المخارِقِ ينادِي العدا هَلَّا معينٌ يُعٖينُنا=و يحمٖي ذوي القربَي امَا مِنْ موافقِ فما جُرْمُنَا يا قومُ هل كنْتُ تارِكاً=لفَرْضٍ و هَلْ خالفْتُ بعض الطّراۤئقِ ألم‌تعلموا اَنّا وَدايعُ جدِّنَا=لديْكم و اعطيتم عظيمَ ٱلمَواثقِ فلاتنقضُوا عهدَ النبيِّ فانَّهُ=اَمَامَكمُ في يوم كشْفِ الحقائقِ و لم‌يكُ فيهم مَنْ يعٖي ما يقولُهُ=و ثَقْثَقَ منهم كُلُّ نغلٍ و فاسقِ فشَدَّ عليهم و هو نجلُ الاَشدِّ يا=لَها شدَّةً حاقَتْ بكُلِّ مُنافِقِ فبعضُ مُحِبّٖيهِ يُشبِّهُ حالَهُ=بوصفٍ و عندي الوصفُ غيرُ مُطَابقِ يقولُ كأنَّ السِّبطَ في حومةِ الوغَا=عَفَرْنَي عثَي فٖي سُرْبِ وَحْشٍ زَهالِقِ نَعَمْ غيرَ اَنّ الحَقَّ في وصفِ سيّدِي=لدَي الحربِ ما يُبدِيهِ لسْنُ حقائقِي اِذِ الاُسْدُ يمتدُّونَ مِن فَضْلِ بَطْشِهٖ=و وحشُ الفَلا اَمْثَالُ اهلِ البَهالِقِ اذا شاۤءَ يُفْنٖي كانَ عِزْريلُ خادِماً=لهُ صَادراً عن اَمرِهٖ بالمخافِقِ و اِمَّا دعَا الارواحَ لبَّتْ مطيعةً=و تحرٖيكُهُمْ عنهُ بحُكمِ الوثائقِ نعَمْ و اِمٰامِي الحقُّ يقذِفُ بالفَنا=عليهمْ فكَمْ مِنْ باطلٍ منهُ زاهقِ تخالُ الاعادٖي عَضْبَهُ في جِلادِهٖ=مَخارٖيقَ تبدُو مِنْ عَلٰا شٖيقِ شاهِقِ فكمْ فَلّقَتْ ضَرْبَاتُهُ مِنْ جَماجمٍ=و كمْ فرّقت صَوْلَاتُهُ من فَيالِقِ الي اَنْ رأي اَسْلَافَهُ في سبيلِهٖ=اِلَيْنَا اِلَيْنَا الأٰنَ يا خيرَ لاحِقِ فلَبَّاهُم و القومُ ما بينَ ضارِبٍ=لهُ طاعِنٍ لهفٖي و رَامٍ وَ راشِقِ فخَرَّ صريعاً في التُّرابِ لوجهِهٖ=بسَهْمِ لعٖينٍ في الحشاشَةِ خارِقِ يعفّر خدَّيْهِ خُضوعاً لِرَبّهٖ=و شُكراً و صَبْراً في عظيم الصّوالِقِ فَزَمَّ بهٖ مَرْمٰاهُ عن خيرِ مصرَعٍ=لمثويً علي كُلِّ المراتبِ فائقِ فاقربُ ما قد كانَ لِلّٰهِ اِذْ هَوَي=صريعاً بلا جُرْمٍ و عطشانَ ماسُقِي اذا ما ارْتَقَي السُّبَّاقُ اَعْلَي مُرامِهمْ=فمصرَعُهُ عالي المعارجِ مَا رُقِي فخرَّ قِوامُ الدّٖينِ عند هُوِيِّ مَنْ=بِهٖ اُعْمِدَتْ اركانُهُ في الرّقائقِ فاقبلَ اَشْقَي الخلقِ ثُمَّ اَكَبَّهُ=و ميَّز منهُ الرأسَ يا سُوءَ مَا شَ‍ُقِي و ركّبَهُ فوقَ الوشيج فكبّرَتْ=جُموعُهُمُ مِن كلّ نغلٍ و دَاحِقِ فضجَّتْ لهُ الاملَاكُ و الجِنُّ جَهْرةً=و صَبَّتْ دَماً تبكيه سَبْعُ الطّراۤئقِ و اظلمتِ الٰافاقُ و اسودَّتِ الدُّنَا=و ثارَتْ اَعاصٖيرُ الرياحِ الزّهالِقِ و سابَتْ له حوتُ الزخاخٖيرِ خٖيفةً=كذا الارضُ و الاجبالُ دُكّتْ بصافقِ وَ مٰادَتْ و قامَتْ لِلزَّلَازِلِ رجْفَةٌ=و قد حاقَ في الٰافاقِ وَقْعُ الصواعقِ لِذا الشمسُ صَفْرٰا عندَ وقت غروبِها=و تبدو لهُ حمراۤءَ عند المشارِقِ و مالوا علي النسوانِ بالسّبيِ عَنوةً=فكم سلَبُوا من ادرُعٍ وَ بَخانِقِ و كم خَرمُوا مِنْ اُذْنِ حَوْراۤءَ تُجْتلَي=و كم لطَمُوا مِنْ خَدِّ عيْناۤءَ عاتِقِ و اِنْ قنّعوهَا السوطَ ترفَعْ ذِرٰاعَها=علي الرأسِ عن اسياطهِمْ و هو لَايَقٖي و طفلٍ رضيعٍ بالسِّهامِ فِطامُهُ=و ذَبْحِ غلامٍ بالحُسَام مراهِقِ و قادوا عليّا يشبِهُ العبدَ مؤسَراً=بغَلِّ يَدٍ في حَقِّهٖ غيرُ‍ِ لَاۤئِقِ و شَبُّوا علي الابياتِ ناراً و حمَّلوا=السَّبايَا علي الاجمالِ من غيرِ رافقِ و من ندبهِمْ قد قُطِّعَتْ كبدُ احمدٍ=و كُلٌّ يناديهِ لفرطِ الافائق تبصَّرْ رسولَ اللّٰهِ شِدَّةَ حَالِنَا=و مِنْ آلِكَ الغُرّ ٱلكرامِ بِخٰانِقِ كِعٰابٌ و اطفالٌ صغارٌ و نِسوةٌ=مطافيلُ تُسبَي في شبابٍ غَرانقِ و تُهدَي علي الاقتابِ و النَّوحُ زادُهَا=و ضربُ العِدا بالسوطِ فوق ٱلعَواتق اذا مضَّها ضربُ السّيَاطِ برأسِهَا=وَ لم‌يَكُ وَاقٍ تَتَّقٖي بالمرافقِ و ليس بنا مَنْ رَأسُهَا مُتَخَمّرٌ=و لا شيءَ الّا الطِّمْرُ مِن كلِّ ما بَقٖي فهٰذٖي تنادٖي ربِّ عجِّلْ مَماتَنا=و هذا ينادِي الغوثَ من عظمِ ما لَقٖي و آلُكَ و الانصارُ في التُّربِ خُلِّفوا=مُعَرَّيْنَ لهفِي في الصحارِي الاَماعِقِ و فيهم حسينٌ بالتُّرابِ مكفّراً=بثوبِ غبارٍ مِن دَمِ النّحرِ لازِقِ يَدُقُّ قَراهُ مَعْ جَناجنِ صدرِهٖ=عِدَاهُ بخَبْطِ الشّامِسَاتِ الخَيافِقِ ثلاثاً و ما زُوَّارُهُمْ غيرُ اَنْسُرٍ=و وحْشُ الفَلا مِن تَوْلبٍ و عُسَالِقِ الي اَنْ اتَي اهلُ القرَي يدفنُونَهُمْ=و قدْ رُمِّلُوا بالدَّمِّ كُلُّ فَيَالِقِ فاَيْنَ محِبُّونا يُبَكُّونَ رُزْءَنَا=و يُجْرونَ مِنْ ماۤءِ العُيونِ كَوادِقِ و قُلْ لِكَسٖيرِ القَلْب يُنْشِي مَٔآتِماً=علينا و يُجْرِي مِنْ شُئُون الحَمالِقِ فيا سادَتٖي اِنَّا نُقٖيمُ لِحُزْنِكُمْ=الي الحشرِ في حزنٍ لكُمْ مُتَناسِقِ فهٰذِي نِسٰانَا و ٱلرِّجَالُ تجمَّعُوا=لِمَأْتَمِكُمْ يبكُونَ في كُلِّ غاسِقِ و مُنْشِدُنَا يَبْكيكُمُ مُتَفَجِّعاً=لَهُ كَبِدٌ حَرَّي علَي نُطْقِ صالِقِ سلامي عليكم ما أحَرَّ مُصَابَكمْ=و احْرَقَهُ عند المحبِّ الموافِقِ فيا خَير خلقِ ٱللّٰهِ اَجْرَي مُحِبُّكُمْ=لرُزْئِكمُ للمَدْمعِ المُتَدَافِقِ و شربي زلَالَ الماۤءِ مِن اَجْلِ خَطْبِكُمْ=كماۤءٍ اُجَاجٍ للتّبارِيحِ رَانِقِ و زادي لكم مِرٌّ و عَيْشٖي مُنَغَّصٌ=بدَهْرٍ لِمٰا قد نابَكُمْ مُتَضَائِقِ و حالٍ لكُمْ كدٍّ و بَالٍ مُشَتَّتٍ=و قلبٍ اذا هَلَّ المُحرَّمُ خافِقِ لأنّي بِكُمْ ما اِنْ تَوجَّهَ ناظرِي=يرَي خَلَدِي ما قد اُصِبْتُمْ وَ ذاۤئِقٖي فهاكُمْ ثناۤءً فيه ذِكرُ بلاۤئِكُمْ=بنَظْمٍ لِسَمْعِ العَاقِلِي القولِ راۤئِقِ فاحمدُ يرجو يَوْمَكم و لِقَاۤءَكُمْ=لكُمْ شَنِقٌ راجٍ بعَدِّ الدَّقاۤئِقِ و كونوا لزينِ‌الدينِ وَالِدِيَ الّذي=بكاكم و اُمّي و المُحِبِّ المُلَاصِقِ و صلّي عليكمْ ربُّكمْ ما بَكاكمُ=محِبٌّ حَزينٌ بالعُيونِ ٱلثَّوابقِ و ما وكفَتْ فيكم عوارِضُ اَوْ دعَا=دُعاةٌ لكُمْ فٖيكُمْ شَدٖيدوا العَلائقِ
Testing