شعراء أهل البيت عليهم السلام - السماءُ الثامنةُ

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
186
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:45 مساءً

فبِما يحدِّثُك البريق الأحمرُ

ما بينَ آخرِ لحظةٍ شهقَ المساءُ على يديها ،

وانبرى وجهُ الصبيحةِ هادرًا في خافقَيْها ،

والتماعُ المقلتينِ لما يخضّبُ وجهَ ماضيكَ السحيقِ

إلى قوادِمِكَ القريبةِ يعبرُ ..

***

القطرُ يهطلُ حينَ تفتتحُ الزهورُ حجورَها

وتبتُّلُ الأحزانِ في أقداسِ صدرِكَ ،

ليسَ يحفظُ غيرَ ملحمةِ الحريقِ ..

أراكَ تشهرُ وهج َبسمتِكَ السعيدةِ بينَ زمجرةِ الطبولِ ،

فهلْ أتاكَ حديثُ خائنةِ النصولِ ؟

وهلَّ طيرُ اللهِ وحياً من رسالاتِ البريقِ ؟

***

إلى عوالِمِكَ الخفيّةِ

كنتَ تعلو صهوةَ الزمنِ المجنّحةِ العليّةِ

أيّها الشمسُ المخضّبةُ الجليّةُ بالقدومِ وبالرحيلِ ..

أضاقَ صدرُ لسانِ أرضِكَ

من قوافلِ مفرداتِكَ تحتَ زوبعةِ الخيولِ

فعرّجَتْ جدليّةً تهفو لجنحَي جبرئيلِ ؟ ..

***

رأتْكَ رفرفةُ المواضي ، عندَ مهدِ إباكَ في حِجرِ المنيّةِ ،

خفقةَ الوحيِ المنزَّلِ حاملاً صحفَ السماءِ اللازَوَردِ

وجاءَ حاضرُ كبريائكَ من تخومِ السمهريّةِ ، حائراً

إذ كيفَ ترجمْتَ الهوادرَ من وريدِكَ أبجديّة ؟!

مرسلاً خيلَ التواريخِ القوادمِ نحوَ أبوابِ القيامةِ

من مزاليجِ الخلودِ – الأبدية ..

***

الظّما كانَ المسلّمةَ الوحيدةَ في لسانِكَ ،

والفراتُ مجمّعٌ أطرافَ ثوبهِ

والمسافةُ من أمامِكَ ، ترتدي ثوبَ المُحالِ ..

وعينُ غيرتِكَ البعيدةِ عنْ محيطاتِ المنامِ

تسابقُ النبلَ المشعّبَ نحوَ أسرارِ الخيامِ !

ومِنْ تعاليمِ النهاراتِ الظِلامِ ،

مؤوّلاً ، أنشدْتَ أبياتَ السّجالِ !

***

أكنتَ تصغي لابتهالاتِ السيوفِ ، مِنَ البياضِ على لسانِكَ ؟

إذْ كشَفْتَ النحرَ نهراً ، والحتوفٌ نوارسٌ

ما بينَ أشرعةِ الخلائقِ ،

في محيطاتِ الزنابقِ – حُمرِها ..

كانتْ تطوفُ ..!

***

وقلتَ ، تأتلقُ الجوادَ إلى المكاناتِ الفسيحةِ

في مجاهلِ لا نهاياتِ الغيوبِ

على المبادئِ والتعاليمِ الطريحةِ

والجيوبِ ، عليكَ تثبطُ عزمَها ..:

يا رافع َالسبعِ السماواتِ الشدادِ ،

ومِنْ جحيمِ الأرض ِترتفعُ السماءُ الثامنة !

بينَ البيارقِ والصفيحاتِ الجريحةِ !!

***

وارتفعتَ ، و كانَ طائرُكَ الرضيعُ أماَم عينِكَ ،

مسبلاً جفناً ، وجفنٌ كانَ يعتنقُ الفراتَ ،

وحيثُ جسمُ النهرِ يسلمُ خصرَهُ للسّاعِدَيْنِ ،

بدا كغصنَي نخلةِ الصوحانِ ،

والجذعُ المشعُّ قَدِ انبرى ما بينَ غيمةِ نبلةٍ مَرَّتْ

ومقبلةٍ .. وآتٍ !

***

على صدى صوتِ المراثي

ردَّ إيقاعُ الجوادِ إلى متاهةِ ركبِ أمَّتِكَ الشريدةِ

كنتَ لمعةَ دمعةٍ حمراءَ تختتمُ الدروبَ ..

أراكَ نقطةَ بدئها ،

وتلوحُ بارقةُ الختامِ مَعَ النهاياتِ البعيدةِ ..

ما برحْتُ أرومُ أطرافَ السماءِ

معَ المساءِ ، على براقِ قصائدي ..

وصدى صياحِكَ لا يزالُ مجالساً سمعي

ونحرُكَ لا يزالُ مكفكفاً ظمأَ السيوفِ ..

على أراجيحِ الحتوفِ ..

***

أسيرُ نحوَكَ مطبقاً جفنيَّ ، أعتنقُ الرصاصَ ملبِّياً ،

وبإصبعٍ يهوَى مصافحةَ الزنادِ

أُميطُ ليلاً من ظلاماتِ الوشاحِ عَنِ الرمادِ ،

وبؤرةُ الدربِ الوحيدةِ

فجرُ رمزِكَ ، بينَ أشرعةِ السماواتِ القريباتِ الجديدة ..
Testing