شعراء أهل البيت عليهم السلام - النزفُ الجبّارُ

عــــدد الأبـيـات
25
عدد المشاهدات
263
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:40 مساءً

أنتَ السماءُ التي غيماتُها نحرُ = وقد أُريقَتْ فمِنْ تخضيبِها القِطْرُ كأنَّ جُرحَكَ بحرٌ عَبَّ من دمِهِ = موجُ المنايا التي لم يَحْوِها بحْرُ تنداحُ من نزفِكَ الجبّارِ ملحمةٌ = حمراءُ ينداحُ منها بِاسْمِكَ النَصْرُ ما زلتَ تختصرُ الأزمانَ في زمنٍ = يمتدُّ بالدّمِ ما إنْ ينتهي العمرُ أجّجْتَ في لُغةِ الأضواءِ قافيةً = حيثُ النهاياتُ لا يأتي بها الشِعْرُ هذي وجوهُ الأضاحي لا يزالُ بها = من نورِ وجهِكَ نورٌ أيَّها البدْرُ إيهٍ رزايا حُسينٍ هل لأمّتِنا = صَبْرٌ إذا كَلَّ عن تهوينِكِ الصبرُ؟ أكادُ أقتلُ نفسي كي أُخلِّصَها = مِنْ ذا الأنينِ الذي قد مَلَّهُ الدهرُ لَوَ أنَّ مَنْ ماتَ يدنو من مسامعِهِ = نوحي ، لأَخْرَجَهُ مِنْ قبرِهِ الذُّعْرُ دمعي يتيمُ عيوني بعدَ أنْ رحلَتْ = عن عَالَمِ النورِ، فَالظَلْمَا لهَا قبْرُ يندسُّ ليلُ الأسى في صبحِ مُقلتِهِ = فيُمسِكُ الدمعَ عن إشراقِهِ سِتْرُ تنامُ في صدرِهِ الزهراءُ هانئةً = ودفْؤُها أضلعٌ أودَى بها الكسرُ وحيدرٌ وردةٌ في روضِ منحرِهِ = بصارمِ الحقدِ يفري عطرَها الشّمرُ وزينبٌ غيمةٌ تُلقي ظلالَ أسىً = على تريبٍ صَلاهُ الحَرُّ والقفرُ كالموتِ في أخذِهِ أرواحَنَا أخذَتْ = أحشاءَنا حرقةٌ ، فقلوبُنا جمرُ لسنا إذا الخطبُ أعيتَنْا فداحتُهُ = عن حملِهِ ، لم يُطقْ أكتافَنَا الإصرُ واحرّا قلباهُ .. رأسٌ ليسَ في جسدٍ = والرمحُ بينَهما يجري بِهِ الأمرُ يا مَنْ تزورونَهُ زُورُوهُ في عَجَلٍ = ولا تُطيلوا ، فإنَّ مُصابَهُ مُرُّ مُرُّوا على الجسمِ ، جسمِ الدينِ مُعتفرا = فوقَ الثرى ، فالأسارى قربَهُ مَرُّوا علّيتُ رأسي على رمحٍ كما صنعتْ = بكَ القنا ، فتنادى حينَها الثَّغْرُ الجسمُ في كربلا مُلقىً بلا كَفَنٍ = والرأسُ في سَفَرٍ تحدُو بهِ السُمْرُ والريحُ في نثرِها الأعضاءَ تبحثُ عن = عُذْرٍ متى مسَّها مِنْ وثبِها النَثرُ ما بالُ قومٍ رسولُ اللهِ خصمُهُمُ = غداً إذا قامَ في كلِّ الورى الحشرُ لا ليسَ يوجدُ قلبٌ يستطيعُ لهُ = صبراً ، وليسَ لمكسورٍ بِهِ جبرُ أبعدَ أن نشبَ السهمُ المثلّثُ في = فؤادِهِ ، كيفَ لا يهوي بِهِ المُهرُ
Testing