شعراء أهل البيت عليهم السلام - مُعَلَّقَةُ الحُسَينِ

عــــدد الأبـيـات
54
عدد المشاهدات
247
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
6:02 مساءً

أَلا يا صَاحِبي مَا ليْ عَزاءُ = فَدَاءُ العُمْرِ لَيسَ لَهُ دَواءُ هِيَ الأَيْامُ بِنْتَ الدَّهْرِ كانَتْ = وَهَلْ يَكُ لابْنَةِ الدَّهرِ الوَفَاءُ تَزولُ عَنِ الهَوَى أَحْلامُ قُدْسٍ = وَكَانَ مُقَدَّرًا لَهُمُ البَقَاءُ أَمُرُّ بِدَارِ حُبِّي كَي أَرَاها = وَنارُ القَلبِ يُوْقِدُها الرَّجَاءُ جُهينَةُ أَقبِلِي نَحوي فَهذِي = عُيُونُ القَلْبِ أَوْرَمَهَا القَذَاءُ رَبيعُ لِقائِنا كُحْلٌ بِعَينٍ = يَرُوقُ بِرِمْشِ عَيْنَيهَا الظِّبَاءُ نُجُومٌ إِنْ تَلاقَينَا بِوادٍ جَعَلْنَا = الأَرْضَ مِنْ حُسْنٍ سَمَاءُ فَكُنْتِ الخُضْرَةَ الحَسْناءَ وَجْهَاً = وَحُلوُ حَدِيثُكِ فِي القَلْبِ مَاءُ وَزَهْرُ عُيونِكِ بُسْتَانُ حُبٍّ = يُداعِبُهُ بِأَشْواقِي الهَوَاءُ جِهانُ أُحِبُّكِ حُبَّاً عَظِيمَاً = كَشَمْسٍ لا يُقَارِبُهَا فَنَاءُ سَأَنْظِمُ مِنْ مَعينِ الشِّعْرِ بَيْتِي = مُعَلَّقةً يَجُودُ بِهَا الرِّثَاءُ بِهَا تَبْكِي عُيُونُ الحُبِّ شَوْقَاً = بُكَاءً لا يُرَاوِدُهُ انْقِضَاءُ فَكُلُّ مُصِيبَةٍ فيْ الدَّهْرِ حَلَّتْ = لَها مِنْ فَجْعَةِ الهَجْرِ انْتِمَاءُ وَما زَالَتْ تَلوحُ بِكُلِّ طَيفٍ = كَأَنَّ الكَوْنَ جَلَّلَهُ العَزَاءُ تُكَتِّمُ حَرَّ أَنْفاسِي اللَّيَالي = فَيَخْنُقُنِي أَنِينِي وَالبُكَاءُ أَنا وَالمَوْتُ وَالأَحْزَانِ جِئْنا = لِنُطْوِي العُمْرَ رَابِعُنَا العَنَاءُ وَحَسْبُ فَوَاجِعِ الدُّنْيا ظُرُوفٌ = وَلَيسَ لِفَاجِعِ الحُبِّ انْطِفَاءُ سَلِ الأَيّامَ كَيفَ تَغيبُ شَمْسٌ = فَيَتْعَسُ فيْ مَحاجِرِها الضِّياءُ أَلا قُمْ جَدِّدِ الأَحزَانَ فِيهَا = وَعَظِّمْ مِنْ شَعَائِرِهَا العَزَاءُ أَقِمْ عِنْدَ الطُفُوفِ بِكُلِّ نَوْحٍ = هُنا نُحِرَ الهُدَى مَاتَ الإِباءُ وَعَفَّرَ بالحَنينِ خُدُودُ حُبٍّ = هُنا عَبَثَ الدُّجَى كُسِفَ البَهاءُ وَطوعاً تُرْبَةُ الأَحْرَارِ قَبِّلْ = حُسَيناً كانَ يَلْثِمُهُ العَرَاءُ وَقِفْ عِنْدَ الطُفُوفِ وَقُلْ إِليْهَا: = قَتَلْتِ حُسَينَنا يا كَرْبَلاءُ أَبَا الأَحْرَارِ لَوْلا وَحْيُ دِينِي = لَقُلْتُ لِنَيْنَوَى هذا بِدَاءُ لِغَيرِ اللّهِ مَا سَعِيَتْ يَداكُمْ = وَمَا قَصْدُ الجِنَانِ هوَ الجَزاءُ أَيَرْضَى اللّهُ أَنْ تَجْرِي دِمَاءٌ = بَأَيدي الشِّركِ يَسْفِكُهَا الشَّقَاءُ لِأَرْضِ الشَّامِ تَمْشي في هَوانٍ = وَتُسْبَى في أَزِقَّتِهَا النِّساءُ وَضَاقَتْ مِنْكَ أَرْضَ الشِّرْكِ حَتَّى = أَقاموا مِنْ شَعَائِرِهِمْ عِدَاءُ لَبسْتَ مَحَاسِنَ الآياتِ حَتَّى = كَأَنَّ الدِّينَ كَانَ لَكُمْ رِداءُ وَنَادى السِّبْطُ فَانْتَفَضَتْ قُلُوبٌ = وَلَبَّتْ مِن مَحَاجِرِهِا النِّدَاءُ هُوَ العَبَّاسُ لوْ بَقِيَتْ يَدَاهُ = لَطَوَّقَ مَا يُطَوِّقُهُ الفَضَاءُ لَعَمْرُكَ لو يَكونُ المَوتُ حَيَّاً = أَخَافَهُ أَنْ يَكونَ لَكُمْ لِقاءُ وَإِنْ تَمُتِ الدُّنا عَنْ ذِكْرِ حُرٍّ = يُسَلِّطْ رَبَّها طَوْعاً ثَناءُ وَكُنْتَ لِواءَ عَزْمٍ حَيدَريٍّ = إِذا ما غالبَ الصَّبْرَ انْحِناءُ تُرَاوِدُكَ المَنايَا مِنْ سُيُوفٍ = وَفي كَفَّيكَ مَا وَهَنَ اللِّوَاءُ وَنَفْسُ المَرْءِ في الأَهْوَالِ تَسْمو = وَهَلْكَى إِنْ دَنا مِنْها الرَّحاءُ يُبَادِرُكَ المَماتُ عَلَى حَياءٍ = فَتَحْمِلُهُ عَلَى كَفٍّ دُعاءُ مَثارُ النَّقْعِ خَيَّمَ فِيهِ حَتَّى = يَخالُ السَّيفُ قَدْ نَزَلَ المَساءُ كَأَنَّ سُيوفَهُمْ بَرْقٌ بِلَيْلٍ = تَجودُ بِهِ اليَدانِ بَدَا عَطَاءُ وَأَمْرُ اللّهِ فِي يَدِهِمْ كَسَيفٍ = إِذا ما شَاءَ رَبُّ العَرْشِ شَاءوا خَرَسْنَ صَوَارِمُ الهَنْديِّ فِيهَا = وَقامَتْ كَيْ تُخاطِبَهُ الدِّماءُ وَكُنْتَ بِجَوْفِهِ كَسِراجِ نورٍ = إِذا أَقْبَلْتَ غادَرَنا البَلاءُ وَكانَ الدَّهْرُ شَمَّاتًا بِقوْمٍ = لَهُ نَذْرٌ وَشِيمَتُهُ الهِجاءُ إِذا جَارَتْ عَلَى المَرْءِ البَلَايَا = فَموْتُ النَّفْسِ أَوْ تَحْيا سَوَاءُ هِيَ الأَرْزاءُ قُمْنَ بِكُلِّ فَجٍّ = وَفَوقَ مَطيَّةِ الآلامِ جَاءوا صُرُوفُ الدَّهْرِ في رَكْبِ الرَّدَى قَدْ = يَمُوجُ بِوَقْعِ خُطْوَتِها الصَّفاءُ عَرَفْتُكَ في الوَغَى جلْمُودَ صَبْرٍ = أَبِيَّاً إِنْ دَنا مِنْكَ القَضاءُ وَصَحْبُكَ في رَحَى الهَيجاءِ كانُوا = يُسابِقُهُمْ إِلى الموتِ الوَلاءُ إِذا مَا هَاجَتِ البَوْغاءُ حَرْبَاً = تَنَادَوْا للرَّدَى: نَحْنُ الفِداءُ حُسَينٌ خَلَّدَتْكَ الأَرْضُ حَتَّى = جَفَاكَ المّوْتُ وَهْوَ لَكُمْ بَراءُ وَمَهْمَا شَيَّدَ الطاغوتُ عُمْرَاً = أَتَى أَطْرَافَها قِصَصَاً فَناءُ وَمَهْمَا سَوَّدَ التَارِيخُ حَقَّاً = سَيَغْسلُ مُقْلَتَيهِ ضُحىً سَناءُ وَحَقُّ المَرْءِ وَعْدٌ لَيْسَ يَبْلَى = وَإِنْ أَبْدَا مَحَاسِنَهُ الحَياءُ إِذا مَا أَدْمَعَتْ عَيْنَاكَ حُبَّاً = تَنَفَّسَ مِنْ مُصيبَتِهِ الشِّفاءُ
Testing