شعراء أهل البيت عليهم السلام - ملحمةُ الحسينِ

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
248
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/09/2023
وقـــت الإضــافــة
7:32 مساءً

وأعودُ أنظُرُ كربلاءَ
وكربلاءُ زمانُ أيقاظٍ
يكربلُها رجوعي
والصمتُ تاريخٌ من التوديعِ
أقسى من فضاءِ الحزنِ
يمكثُ في ضلوعي
الحرفُ لم يصدأْ
وها هم يولدونَ
ويحرسونَ الشوقَ
في مغزى طلوعي
عطشٌ لأرفعَ قامةً
والنهرُ أعتى ذلةً
والجمرُ تثقبُهُ دموعي
والأرضُ ديدنُها تدورُ
وواقف كالابتداءِ
يذوقُ محنتَهُ يسوعي

ورأيتُ كيفَ النهرُ خبّأ وجهَهُ حينَ استفاضَ اليتمُ من تقوى سكينَة
ورقيّةُ في خيطِ فجرٍ ناحلٍ ذكرتْ أباها حرَّ خطوتِها السجينة
وحبيبُ هيّأَ من حبيبِ عروقِهِ ياقوتَ صبحٍ قادمٍ واختارَ طينَه
والحرُّ إيجازٌ لعقلِ الحرِّ خاطبَ حرَهُ من بعِد أنْ أذكى يقينَه
يا لا أموتُ وأنتَ في صدرِ الفراتِ ديانةٌ لمقطّع زكّى يمينَه
يا لا أموتُ وأنتَ تمنحُ قاتليكَ ذراعَهم ومناصريكَ يدَ السكينة
يا لا أموتُ ملأتَني الأمل َ الغفيرَ لأجلِ أنْ تشتدَّ وردًا ياسمينة
اليومَ تعرفُني حسينَ اللهِ كيفَ الحرُّ من أشلائهِ يستلُّ دينَه
اليومَ تغسلُهُ الطفوفُ يؤنّقُ استعدادَهُ لينالَ ميتتَهُ المتينة

يا أولَ الأشواقِ في غليانِها
وتفتحَتْ في دمعةِ الشباكِ بشرى
يا أيّهذا القلبُ ما قلبَتْ مودتَهُ
الظنونُ تعشّقًا هل كانَ قبرا؟

ماذا جرى؟
هل كانَ حرملةٌ وحيدَ نذالةٍ
أم كانَ كلُّ الحقدِ شمرا ؟
ما زالَ من ذبحَ الرضيعَ يرتلُ القرآنَ
بينَ الناسِ
وهوَ يعيشُ كفرا
والوردُ ملءُ الدمعِ يسبحُ قانتًا
ما زالَ في سينِ السؤالِ يشقُّ نهرا
وبلوعةِ الأزهارِ
أرّختِ الشفاهُ
أناملَ الثكلى
خيوطُ الشمسِ حيرى
ولمحنةِ السيقانِ
أوراقُ الذبولِ
تكادُ تطلقُ صرخةً
فتبوحُ جمرا
وبكلِّ ساقيةٍ
ببسمتِها
على مضضٍ
فضيحةُ ظالمٍ
تجتازُ مجرى
ولكلِّ عصفورٍ قضى ضيمًا
حكايةُ عاشقٍ ضوئيةٍ
باليتمِ حرّى
سحبُ المنى يبسَتْ بطيشِكَ
يا يزيدُ
بأيِّ آلاءٍ تركْتَ النخلَ طُرّا ؟

وجعٌ لزينبَ لمْ يرمّمْ فقدَها
شابَ الذهولُ ولمْ تضيّعْ رشدَها
الماءُ يقدحُ في عروقِ الموتِ لمْ
يبخلْ بلِ الدنيا استفزّتْ كيدَها
جَفَّتْ محنّتُها وساءَ نسيجُها
فاشتدَّ بائسُها لتنهشَ كبدَها
يا تلَّ مَنْ فقدَتْ أخا ً أرفِقْ بنفسِكَ
إذ رأتْ ملكوتَ ربِكَ جندُها
يا غيمَ كلِّ الغيثِ سالَ تبتُّلاً
أسدلتَ بحرَكَ كي يؤرقَ عندَها
يا دربَ عودِتها يرتّقُ وجهَهُ
فيما تؤسّسُ من جريِح مجدِها
يا شيبَ أطفالٍ يردّدُ روحَها
نهرًا من الصلواتِ يجري بعدَها
في كلِّ طفلٍ من نسيمٍ زينبٌ
والريحُ تبذلُ من لئيمٍ كدَّها
يا غايةَ الظلمِ العتيدِ تراجعًا
تسعى لسنبلةٍ لتُخْجِلَ خدَّها؟
أوَ ما علمْتَ الطينُ نسلُ بناتِها
والأرضُ تُطحن كي تجددِ وِلْدَها
ذاكَ امتحانٌ عاشَ زينبَ طفلةً
مذ لم تجدْ في مقلتَيْها مهدَها
واستنشقَ الزمنُ الظليمة َ قسوةً
حتى كأنَّ الشكَّ ينمو ضدَّها
فتجاهلَتْهُ ورتّبَتْ أحزانَها
وحسينُها يتلو عليها جَدَّها

يا سيدَ العطشِ المبجّلِ فاضَ منهُ السلسبيل
هذي دموعُ الطفِّ ناسلَ حرفُها الوطنَ الجميل
فتكاثرَ الأطفالُ والزيتونُ هل هذا قليل؟
حيرانُ ثغرُ غدي مدى ومداي تنقرُهُ الخرابة
ويزيدُ نفسُ يزيدَ يطلقُ في الثغورِ لنا ذئابَه
الفتكُ يرقصُ بينَنا كالذبحِ تعزفُهُ الربابة
أواه من ... يا كربلاءُ وكربلاءُ بنا مصابة
بُؤْسُ العصافيرِ التي ابتكرَتْ معاناةَ الكتابة
وحسينُ جذرُ قضيةٍ غضبٌ تحدّى عقلَ غابة
ولزينبَ قلبُ العراقِ يبثُّ من أسفٍ عتابَه
يا ليلَ أطفالٍ عسيرًا للدُنا يحكي عذابَه
يا ليلَهم كيفَ الرقادُ إذا الرقادُ على سحابة
فيفورُ في الجسدِ المؤرّخِ للهمومِ دمَ الإجابة
مَنْ للسؤالِ إذا القرنفلُ يستغيثُ يرى غيابَه
والأرضُ ضمّتْ وجهَها من سائلينَ عن القرابة

خذني إليَّ أنا تهذبُني أناي
خذني إليَّ يدايَ ترفضُني يداي
خذني إليَّ تهشُّني منّي عصاي
خذني إليَّ مطأطئاً وجعي
وبعضي حيرةُ الدنيا إذِ الدنيا عناء
قمرٌ يوارى حالماً بالودِّ غربلَهُ البقاء
أنا طافحٌ بالصبرِ أذهلْتُ الإناء
ومكافحٌ بالحبِّ تسكبُني الدماء
يا سيدَ الوطنِ المؤمّلِ بالعدالة
يا أيها النورُ المحاصَرُ بالضلالة
يا أيها الصبرُ المُعبّقُ بالجلالة
يا دمعةَ الصلواتِ تمطرُها البسالة
أفديكَ رقَّ الموتُ من يرثي عيالَه
أفديكَ لا أدري بماذا أفتديكَ
وكلُّ ما عندي مِنَ الدنيا حثالة
يا ضمّةَ الخدِّ التريبِ إلى التريبِ
حسينُها عباسُها مهجُ الرسالة
الذئبُ عندَ الحدِّ هيّأَ كيفَ ينهشَ ما تبّقى
من أحاسيسَ الغزالة
وطنٌ هو الجسدُ المدجّجُ بالشهادة
مطرٌ يدافعُ عن بساتينِ السعادة
يا مَنْ إليكَ
يفرُّ مني ذعرُ ليلي
إنَّ حزني في زيادة
يا شهقةَ الظمْآنِ من موتٍ إلى موتٍ
تجرّبُني الولادة
يا سيدَ الرفضِ المعافى بالإرادة
يا مَنْ يواجهُ عاشقوكَ
الموتَ في حربِ الإبادة
والبحرُ يجري غيرَ مكترثٍ دماً
ومحمدٌ يشكو انفرادَه
ودمي رفيفُ الحرفِ
نالَ السيفُ من شفتي مرادَه
أستلّ ُ ريشةَ بلبلٍ مخنوقةٍ
علَّ الحياءَ يدبّ ُ في عقلِ الجرادة
Testing