شعراء أهل البيت عليهم السلام - قُلْ هُوَ الإنسَانُ

عــــدد الأبـيـات
47
عدد المشاهدات
247
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/09/2023
وقـــت الإضــافــة
7:04 مساءً

لأَعْجُنَّنَّ المَوْتَ شَمْسَاً فيْ دَمي = وأَسْكُبَنَّ الصُبْحَ مِنْ جُرْحٍ ظَمي وَأَوْدِعَنَّ الرَمْلَ قَلْبَاً دَافِئاً = ليُشْعِلَ المَاءَ بِنَهرِ العَلْقَمي وأُلْبِسَنَّ الرِيْحَ ثَوْبَ غُرْبَةٍ = وأَقْطِفَنَّ الحُزْنَ قَطْفَ العَنْدَمِ حَتّى أَصُوْغَ فِي الزَمَانِ لَحْظَةً = لِيُولَدَ الإِنْسَانُ مِنْ مُحَرَّمِ ذَاكَ الصَّدَى المَنْحُوْتُ بِالوَجْدِ هَمى = مِنْ عِرْقِكَ المَغْمُوْسِ بِالتَّرَنُّمِ مُضَرِّجاً وَجْهَ الصَّحَاريْ صَائِغاً = إنْسَانَ وَحْيٍ بالصِّرَاطِ الأَقْوَمِ أَوْحى إِلَيْكَ المَاءُ: أَنْ قُمْ وَامْتَطِ = عِشْقَ السَّمَاءِ بِالبُدُوْرِ الحُوَّمِ وَجَدْوِّلِ الشُعُورَ فِيْ تَبَتُّلٍ = وَمَحْرِبِ القَلْبَ بِنَغْمٍ مُلْهِمِ صَمتُ الجَبِينِ نَغْمَةٌ مَجْروحَةٌ = فَاقْرأْ عَلَيهِ سُورَةً مِنَ الدَمِ وانْقُشهُ – عِندَ النَّزْفِ – كَوْنَاً يافعاً = واعْزُفهُ لَحناً في الزَمانِ الأَبْكَمِ بِصَدْرِكَ (المَكْيِّ) يَكْتَظُّ الهُدى = فَافْتَحْهُ مِيقَاتَ السَّلامِ الأَعْظَمِ وَعَلّمِ الخُيولَ أَنَّ لِلسْما = غُصْناً مِنَ العَرْشِ وضِلْعاً فَاطِمي إذا سَنَابِكُ القَتَامِ التَهَمتْ = سَنَابِلَ الضّوءِ بِنَهْمٍ مُتْخَمِ أَنْقِعْ جِرَاحَ اللهِ في ضِلْعٍ هَوى = نَجْمَاً على شَطِ الخُشوعِ المُضْرَمِ لِتَنْبُشَ الفَجْرَ بِحَدِّ قَطْرَةٍ = مَنْقُوعَةٍ فِي وَدَجٍ مُتَيَّمِ على ضِفَافِ السّيفِ حَطَّتْ كَعْبَةٌ = طُفْ حَولَها سَبْعاً بِنَحْرٍ مُحْرِمِ قُلْ لِلجِرَاحِ: حَلِّقيْ مَلائكْاً = وللخُيولِ: سَبِّحيْ وحَمْحِمي وللرُؤوسِ في الرِمَاحِ: أَوْرِقيْ = وللصُدُورِ: بالظُّبا تَيَمَّمِي وللرِيَاحِ: انْبَجِسيْ مَآذِناً = وللنُفُوسِ: انْصَهِريْ وَسَلِّمْي وَعَبِّديْ الطَرِيقَ نَحوَ كَرْبَلا = وَهَدْهِدِيْهِ .. باعْتِصَارِ الأَعْظُمِ هُزّيْ بِجِذعِ العِشْقِ يَهْتَزّ المَدى = واْرْقَيْ بِخَيطِ الدَمِ مَرْقى مَرْيَمِ هَذيْ المَسَافاتُ اشْتِعَالُ خِنْصَرٍ = فَسَيِّجيْ اللَّيلَ بِوَمْضِ خَاتمِي إذا خَبا الصَبَاحُ عِنْدَ خَيمَةٍ = فَاشْتَعِليْ .. وَأَوْمِضيْ .. وَخَيِّمي وَدَثِّريْ الأُفقَ بِوَهجِ طَعْنَةٍ = شُقّيْ النَهارَ آيَةً عَلى فَمي حُجّيْ إلى الذّبْحِ العَتِيقِ جَنّةً = واسْقيْ الحَيَاةَ قَطْرَةً مِنْ زَمْزَمِ يَغْفو السُكُونُ مُتْعَباً فِي ضِفَّةٍ = والمَوتُ يَفْتَرُّ بِلَوْنٍ مُبْهَمِ وَلَيسَ لِلْضَّوءِ سِوَاكَ طِينَةٌ = مَعْجُونَةٌ مِنَ النَّبيِّ الأَكْرَمِ أَصَابِعُ النَّخْلِ تَعُجُّ بالرَّدى = بمَوْسِمِ الطَّعْنِ .. وأيِّ مَوْسِمِ وَالمَاءُ كُلُّ المَاءِ في انْطِفَائِهِ = يَفِيضُ نَاراً مِنْ دَمٍ وَعَلْقَمِ وَوَحْدَكَ الآنَ تَسُحُّ رَحْمَةً = بِعَالَمٍ يَسُحُّ مِنْ جَهَنَّمِ أَنْكِئْ جِرَاحَ الطَفِّ رَوْضاً مُعْشِباً = وَانْسُجْ بِهِ حُبّاً بِقَلبٍ هَاشِمْي سَبِّحْ دُمُوعَ الطِفْلِ في تَهَجُّدٍ = وَاتْلُ لَهُ ذَبْحاً بِآيٍ مُحْكَمِ قَمِّطْهُ حُلْمَاً ظَامِئاً مُهَشَّماً = بِصَدْرِكَ المَكْسُورِ وَالمُهَشَّمِ إذا السِهَامُ غُصَّةً تَجَهَّمتْ = فَاسْكُبْ رَبِيْعَاً مُوْرِقَ التَّبَسُّمِ وَقبِّلِ الوَرْدَ ابْتِسَامَ مَنْحَرٍ = حَتّى تُزِيحَ عُتْمَةَ التَّجَهُمِ وَعَانِقِ الصَّدرَ / الخُلُودَ آَهَةً = وَانْفَخْهُ قُرْآناً بِطِينٍ آدَمي فَعُنْفُوَانُ اللهِ صُبّحٌ نَابِضٌ = بِمَنْحَرِ الرَضِيعِ حِينَ يَرْتَمي قَيْظُ الشِفَاهِ غَارِقٌ في رَعْشَةٍ = والخَوْفُ يَحْبو في صَبَاحٍ أَقْتَمِ وَ(ذَلِكَ الحُسَينُ – في انْبِلاجِهِ = لا رَيبَ فِيهِ) مُثْخَناً بِأَنْجُمِ قُمْ فَارِسَ المَاءِ نَبِيَّ خَيْمَةٍ = مُسَبِّحاً، عَنْ صَهْوَةِ المُطَّهَمِ هُنا صَلاةُ قُرْبَةٍ مَذْبُوْحَةٍ = ظَمْأى .. تَلُفَّ جُثَّةً مِنْ أَسْهُمِ يَنْسَابُ هَمْسُ الطِفْلِ فِيْها .. فَابْتَكِرْ = مِنْها فُرَاتاً بالدُّمُوعِ اليُتَّمِ هُنا خِيَامُ الوَحيِ آيَاتُ الدِما = أَنْزَلَها اللهُ بِتُرْبٍ مَلْحَمي وَقَالَ للحُسَينِ: رَتِّلْ كَرْبلا = بِقِطْعَةٍ مِنْ قَلْبِكَ المُسَمَّمِ بِسَجْدةِ النَّزْفِ تَدَلّى قَمَراً = مِنْ شُرْفَةِ العَدْلِ .. وَصَلِّ .. وَقُمِ لِتَسْقِيَ الشُمُوخَ نَبْضَ جَذْوةٍ = مَخْبُوءَةٍ لِعَالَمٍ مُحَطَّمِ بِكَ الوُجُودُ كِبْرِيَاءٌ .. فَانْدَفِقْ = أَنْهَارَ ضَوْءٍ بالسَلامِ العَالَمي
Testing