شعراء أهل البيت عليهم السلام - عندما تبسَّمَ الهلالُ

عــــدد الأبـيـات
78
عدد المشاهدات
282
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/09/2023
وقـــت الإضــافــة
4:57 pm

هلَّ الهلالُ مؤذِّناً لمحرمِ = بادٍ كثغرِ الضاحكِ المتبسمِ فعجبتُ من هذا الهلالِ وأمرِهِ = ولِمَ التبسمُ في المصابِ الأعظمِ فأجابني ضوءُ الهلالِ ونورُهُ ال = منسابُ مثلُ القطرِ فوقَ البرعمِ هذي ظعونُ العاشقينَ توافدَتْ = صوبَ الطفوفِ بشوقِها المترنمِ تمشي وتحفرُ في ترابِ دروبِها = كالقيدِ يحفرُ رسمَهُ في المعصمِ فانظرْ لهذا الرسمِ أصبحَ منهجاً = يمشيهِ كلُّ مُولّهٍ ومتيّمِ وانظرْ لبقعةِ كربلاء توسُّماً = فبها ستنظرُ آية َ المتوسِّمِ وسلِ الحسينَ إذا وصلتَ ضريحَهُ = ونزلتَ ضيفاً في عرينِ الضيغمِ هل هذهِ الأرضُ التي لم تروِها = إلا زكاةُ النحرِ من فيضِ الدمِ وأديمُها وترابُها وصخورُها = هي من بقايا صدرِك َ المتهشمِ هل هذهِ الأرضُ التي في حضنِها = تعلو الرماحُ برأسِكَ المتعممِ هل هذهِ الأرضُ التي من بأسِها = فطموا رضيعكَ سيّدي بالأسهمِ هل هذهِ الأرضُ التي نيرانُها = لم تبقينَّ إليكَ أيَ مخيمِ وإذا وقفتَ على المقامِ تفكّراً = لتجولَ فيهِ بنظرةِ المستفهمِ وقفَ الزمانُ بكربلاءَ مبجِّلاً = هذا الغريبُ الفاطميُّ الهاشمي يبلى الزمانُ وليسَ يبلى عشقُ منْ = قهرَ الزمانَ بعشقِهِ المتقادمِ فانظرْ لجدرانِ المقامِ كأنَّها = مبنيةٌ من صدرِهِ المتحطِّمِ وكأنَّ شُبّاكَ الضريحِ مُعتّقٌ = ومُطرّزٌ من ثغرِهِ المُتثلّمِ والقبة ُ الصفراءُ فوقَ ضريحِهِ = شمسٌ لقد وُضِعَتْ كفصِّ الخاتمِ وانظرْ منارَتَهُ تُداعبُ كفُّها = رأسَ الغيومِ السابحاتِ الهُيَّمِ إذ تستظلُّ بها الحمائمُ رهبةً = من أن يظلِّلُها جناحُ الهيثمِ حتى المصابيحُ التي قد عُلِّقَتْ = فوقَ المقامِ تلألأَتْ كالأنجمِ ستقولُ يا عجبَ الزمانِ لكربلا = أوَ لَمْ تكوني الأمس مثلَ جهنمِ هُوَ ذا الحسينُ فأينَ من ساروا لهُ = ما بينَ مختصمٍ وبينَ مُزَاهِمِ فأجابني التاريخُ ها هُمْ قد مَضَوا = ورفعتُ عنهُمْ رايةَ المستسلمِ عبدوا يزيدَ ومالَهُ ومقامَهُ = والعابدونَ لغيِّهِ المُتصنّمِ مضَتِ الجيوشُ وبُدِّدَتْ أعدادُها = وقصورُهُ بتصدُّعٍ وتهدمِ أين الثرى من جسمِهِ ورميمِهِ = أم منْ يَجودُ بدمعةِ المترحِّمِ قتلوا الحسينَ لعلَّهم لم يعلموا = وُلِدَ الحسينُ مجدّداً بمحرمِ هو فُلْكُ نوحٍ حينما قد علّقوا = آمالَهم سَفَهاً بركنِ الظالمِ اليومَ أمرُ اللهِ حلَّ وما لَهُمْ = عن أمرِهِ وعذابِهِ من عاصمِ ثارَتْ دِماهُ كأنَّها بحرٌ وهُمْ = غرقوا بلُجّةِ موجِهِ المتلاطمِ أبلاهُمُ التاريخُ حتّى أنهُ = فرعونُ موسى جسمُهُ لم يُعدَمِ رأفَ الزمانُ بنا فما أبقى لهُمْ = أثراً يحزُّ بجرحِنا المتألِّمِ هُوَ ذا الحسينُ أراهُ حيّاً واقفاً = وهو القتيلُ على رفاتِ الظالمِ هُوَ ذا الصراط ُ المستقيمُ ومَنْ عل = يهِ يسيرُ بينَ مثبَّتٍ ومُدَمْدَمِ والكوثرُ العذبُ الزلالُ ومَنْ إل = يهِ يسيرُ بينَ مؤخَّرٍ ومُقدَّمِ حسبوا بقتلِكَ نصرَهم وتوهَّمُوا = ضحكَ الزمانُ لغفلةِ المتوهمِ سقطَ القناعُ وبعدَهُ أسطورةَ ال = نصرِ المؤزَّرِ وهو محضُ مزاعمِ أكذوبةَ النصرِ التي ليسَتْ سوى = نصرٍ تحقَّقَ في خيالِ الواهمِ مرَّتْ بمرفأِ كربلاءَ وأبحرَتْ = سفنُ السنينِ بحزنِها المتراكمِ واليومَ قد بزغَ الضياءُ لتنجلي = شمسُ الحقيقةِ بعدَ دهرٍ غائمِ فاستيقظَتْ كلُّ الشعوبِ وشاهدَتْ = يا كربلا لِمَنِ انتصارُكِ ينتمي وقفَتْ على أوهامِهِمْ كلُّ الشع = وبِ وخاطَبتْهُمْ يا عبيدَ الدرهمِ اليومَ من عضَّ الأناملَ حسرةً = لا تنفعنّكَ عضّةُ المتندمِ عجباً فإنَّ القاتلينَ إليهِ قد = هُزِموا وإنَّ قتيلَهم لم يُهزمِ الحقُ يُعلي أهلَهُ بسمائِهِ = والجُرمُ يُقبَرُ فيهِ ذكرُ المجرمِ كَلْمى تمرُّ بيَ السنينُ وأمتطي = الأحلامَ دونَ عنانِها والألجمِ وأجولُ في فَلَكِ الفجيعةِ سابحاً = كالعقلِ يسبحُ في فضاءِ الحالمِ يومَ الحصادِ بعاشرٍ ماذا عسى = غيرَ الدموعِ حصادُها في موسمي بكتِ العيونُ عليكَ فيضاً من دمٍ = والشيبُ أشرقَ بعدَ ليلٍ مظلمِ وعجزتُ من حزني أبوحُ وأشتكي = فجعلتُ حسْراتي لسان َ تكلُّمي ولقد رسمتُكَ والطفوفَ بلوحةٍ = ويدي بها عشقي، وقلبي مرسمي فأحلتُ رمضاءَ الطفوفِ جنائناً = وكسوتُ عاري جسمِكَ المتهشمِ وجعلتُ ماءَ النهرِ ينبعُ دافقاً = من بينِ كفِّكَ كالرحيقِ البلسمِ ونزعتُ أهدابي وفيكَ زرعتُها = ورداً بموقعِ نابتاتِ الأسهمِ أرجعتُ خنصرَكَ التي بُتِرتْ وقد = طوّقتُها يا سيدي بالخاتمِ ورويتُ طفلكَ سيدي ورسمتُ في = وجناتهِ إشراقةَ المتبسِّمِ وجعلتُ نيرانَ الخيامِ جنائناً = من وحيِ بابلَ صُغْتُها كالمعْلَمِ وجعلتُ حولَكَ منْ تشاءُ من الورى = فيها ابتداءً بالرسولِ الأكرمِ ومسحتُ من أرضِ الفجيعةِ سيدي = كلَّ الجيوشِ وكلَّ عاتٍ مجرمِ ورسمتُ أصحابَ الحسينِ تجمَّعُوا = مثلَ السماءِ تزيَّنَتْ بالأنجمِ وجعلتُ عباساً يجولُ برايةٍ = والكلُّ مبتهجٌ بعرسِ القاسمِ لكنْ عجزتُ بأنْ أواريَ وطأةَ ال = شمرِ اللئيمِ على المقامِ الأحرمِ يا مُلهمَ الأجيالِ وحْياً فارتقَتْ = طرقَ السماءِ على براقِ المُلهِم ِ ومحّررَ الأجيالِ من أقيادِها = وخنوعِها وركوعِها للغاشمِ أيقظْتَ أفئدةَ الورى من نومِها = دهراً بكهفِ الجهلِ دونَ تبرُّم ِ وبعثتَ في موتى القلوب ِ تكرُّماً = روحَ الإباءِ بنحرِكَ المُتَكرّم ِ يا منبعَ الحرية ِ الحمراءِ يا = كهفاً تلوذُ بهِ النحورُ وتحتمي يا مرفأَ الأحرارِ تلكَ مراكبُ ال = عشاقِ عندَ رصيفِ عشقِكَ ترتمي أحسينُ يا عشقي الأصيلُ وإنّني = عبدٌ إليكَ فأنتَ حقُّ معلمي علّمتَني أنّ الكرامةَ تُشترى = بدمٍ لمن قد باعَها بالدرهمِ علّمتَني أن الدماءَ حضارةٌ = تبقى وصرحُ مُريقِها بتهدُّمِ علّمتَني أنّ المناحرَ سيدي = جُعِلتْ كرامتُها بسيفِ الظالمِ علّمتَني أنّ الرؤوسَ إذا اعتلَتْ = رمحاً عَلَتْ فخراً رؤوسَ العالمِ فلتعلمِ الدنيا بأنَّ حضارتي = في كربلاءَ وعيدُها بمحرَّمِ يا كعبةَ العشّاقِ أنتَ حضارتي = أبداً وفيضُ دماكَ أمسى زمزمي دمُكَ المدادُ وما رأيتُ حضارةً = أقلامُها كَتَبتْ بحبرٍ من دمِ
Testing