شعراء أهل البيت عليهم السلام - فجرُ الجراحِ

عــــدد الأبـيـات
47
عدد المشاهدات
310
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/09/2023
وقـــت الإضــافــة
4:36 مساءً

يا ماردًا زاحمَتْ أقدامَهُ العُصُرُ = ذكراكَ في خافقي لا شكَّ تستعرُ يا ثورةً أيقظَتْ قلبَ الذين غَفَوا = وأبدلَ النومَ إعصارًا بهِ ظفروا هزَّ المضاجعَ فاهتزَّتْ لأنْمُلِهِ = كلُّ العروشِ التي تبغي وتنحدرُ من خنصرٍ من جبينٍ خطَّ ملحمةً = حروفُها "لا لظلمٍ ليس ينزجرُ" كأنَّ كفَّيْكَ والأقدارُ تتبعُها = وهل سوى (للحسينِ) ينحني القدرُ إنْ أومأَتْ منكَ كفٌّ سجّدًا خشعَتْ = نسماتُ مجدٍ حَوَتْ أصداؤُها العِبَرُ تفتَّقَتْ مِنْ دماكَ العزمُ قصّتُهُ = حتى جميعُ الحكايا فيكَ تُختَصَرُ إنْ جاءَ ذكرٌ لأحرارٍ مثلْتَ لنَا = كأنّما العزُّ في أيديكَ منحصرُ *** يا راسمَ الحقِّ بالكفِّ المضمّخةِ = قلْ لي أهذا دمٌ أم أنه نَهَرُ؟ عطشى أتتْكَ الحياةُ تقتفي أثرًا = (ماءَ الإباءِ) الذي ما شابَهُ الكدرُ سقَيْتَهَا روحَكَ السَّمْحَا فوا أسَفي = عادَتْ لتسقيكَ من خبثٍ بها سقرُ ووزَّعَتْ جسمَكَ المُدْمَى بأكملِهِ = على جهاتِ العلا فأُنْبِتَ الثمرُ وراحَ طيفُكَ عبرَ الأفقِ مختزنًا = كلَّ الدروسِ التي ما نالّها الضجرُ واصطفَّتِ الشمسُ قربَ الأرضِ تنتهلُ = كذا النجومُ أتَتْ يقفو لها القمرُ كلٌّ إلى بابِكَ القدسيِّ مذعنةٌ = أبعادُها في مَدَاكَ الحرِّ تنصهرُ وكلّما لوّحَتْ (عاشورُ) في سنةٍ = كنّا بسبّابةِ ال(هيهاتَ) نأتمرُ *** مالَتْ على لحنِكَ الأسمى ضمائرُنا = وحالُنا قولُ : "إنزفْ أيُّها الوترُ" حياتُنا غيهبُ الأحزانِ بدَّدَها = فجرُ الجراحِ فخابَ الحزنُ والقَهَرُ ما دمتَ بينَ الصدورِ اسمًا تردِّدُهُ = جراحُكَ النازفاتُ سوفَ تنتصرُ وحينَ تستنهضُ الأحداثَ في لغةٍ = حمراءَ ذا نحنُ دونَ الحقِّ ننهمرُ يا مَن تغلغلتَ في أغوارِ أوردتي = لبّاكَ نحري إذا ما خانكَ البشرُ لمّا هويتَ وسيفُ الحقدِ خضّبَهُ = من نحرِكَ الممتطى أوداجُهُ الحمرُ حطّتْ على ثغرِكَ الممتدِّ أسربةُ ال = طيرِ التي في فضاها الظلمُ ينشطرُ وسبَّحَتْ ساعةً بينَ الحتوفِ كما = قلبُ الوليِّ هفا إنْ جاءَهُ السّحرُ تزلزلَ الثائرون في مضاجِعِهِمْ = لما رأوا في خطاكَ البغيَ ينتحرُ وقامتِ الريحُ تتلو في مناسِكِهَا = ما قدّم الرأسَ لمّا شجّه الحجرُ حتى تجلَّتْ لنَا كلُّ الجراحِ هنا = فأحرَمَا في عُلاها السمعُ والبصرُ صاحَتْ جهاتُ المدى أنَّ الطريقَ إلى = دنيا الإباءِ طريقٌ شائكٌ وَعِرُ تجتاحُهُ تارةً كفٌّ مضلّلةٌ = أو تارةً يعتليهِ كافرٌ أشرُ فاسعَي أيا نفسُ إنْ رُمْتِ الفداءَ فلا = دربٌ هنالِكَ للأحرارِ يندثرُ وكلُّ خطٍّ على نهجِ (الحسينِ) لقى = نصرًا عظيمًا بهِ الثوّارُ تفتخرُ فكلُّ نصرٍ يلوحُ في قوادِمِنا = كانَ (الحسينِ) لهُ بالدمِّ يبتكرُ يا واهبَ الدمِّ إنّ الدمَّ ألويةٌ = خفاقةٌ في سَمانا اليومَ تُفْتَقَرُ هذا الشموخُ تجلَّى وهْوَ يخبرُنا: = العزُّ في أنفسِ الأعرابِ يُحْتَضَرُ وكلّما همَّ أنْ يُبدِي مظالمَهُ = باتَتْ على وجهِهِ الجمراتُ تنتثرُ العزُّ فيهم مضَتْ تُعْلِي جنائزَهُ = هذي الملائِكُ والآياتُ والسّوَرُ وحينَ تستوثبُ الأرواحُ عاصفةً = ترى الأذلةَ في أعقابِها ذُعِروا قد راعَهُمْ أنْ يعودَ الحقُّ منبعثًا = بعدَ (الحسينِ) وصحبٌ جنبَهُ قُبِروا قد هالَهُمْ أنْ يَرَوا ما خلَّدَتْ سحبٌ = من العطاءِ لنا فَاشْهَدْ أيا مطرُ يا سيّدي يومُكَ الأحرارُ تحمِلُهُ = على الأيادي فراحَ القيدُ ينكسرُ باللهِ انظُرْ إلى الزوّارِ كيفَ هَفَوا = نحوَ الضريحِ كبيتٍ حولَهُ اعتمروا مِنْ ثغرِهمْ ترتمي أصداءُ تلبيةٍ = لبّى بها الصحبّ لبّى بعدّها الشجرُ ما عاقَهُمْ غيرُ أبعادِ الزمانِ وقدْ = آلَوا على البُعْدِ أنْ يسعَى لَكَ العُمُرُ في صدرِهِمْ نبتَتْ آلافُ أكرمَةٍ = مِنَ الشموخَ فجاءَ العصفُ يَخْتَبِرُ يهزُّهُمْ لا يرى ضعفًا يُساقُ بِهِمْ = مِنَ الغصونِ تدلّى الفخرُ والأثرُ ولو تأتّى لهُ كشفُ الجذورِ لكا = نَ اسمُ الحسينِ الطِّلا مِنْ عذبِهِ سَكَروا إنَ (الحسينَ) بقى طولَ الطريقِ لَهُمْ = فجراً تُضَاءُ بِهِ الأرواحُ والفِكَرُ
Testing