شعراء أهل البيت عليهم السلام - روايةُ الدمِ

عــــدد الأبـيـات
24
عدد المشاهدات
229
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/09/2023
وقـــت الإضــافــة
2:27 مساءً

كم ذا تحاصرُ هذا القلبَ أسوارُ = ويجلبُ الحزنَ لي ذكرٌ وتذكارُ يوري الحشاشةَ في ليلٍ أكابدُهُ = رزءٌ لهُ أشعِلَتْ بالجوفِ أغوارُ كم ذا تهاجرُ نفسي عن مباهجِها = فليسَ للأنسِ بي سكنى ولا دارُ فيضُ الهمومِ كبحرٍ لا قرارَ لهُ = هيهاتَ أنجو إذا ما هبَّ إعصارُ تأتي الرزايا على روحي فأحملُها = وكم ينوءُ بهذا الرزءِ تصبارُ! أسرجتُ صهوةَ حزني من لواعِجِها = ومسرحُ القلبِ ميدانٌ ومضمارُ وجاريَ الدمعِ لا ينفكُّ يسكبُهُ = كالسحبِ جفنٌ وماءُ العينِ هدّارُ جفَّ الغياثُ وما جفَّتْ محاجرُها = طولَ الدهورِ وللأحزانِ أدوارُ أورى الجوانحَ رزءُ الطفِّ فاشتَعَلَتْ = منهُ الحنايا وشبَّتْ بالحشا نارُ غداةَ أبرَزَتِ الدنيا مخالبَها = وأُنشِبَتْ لذئابِ الكفرِ أظفارُ وهيّجَتْ لقتالِ السبط ِ عصبتَها = واستُنْفِرَتْ بسيوفِ البغيِ أشرارُ جاءوا إليهِ زرافاتٍ ويقدمُهُمْ = حقدٌ لهُ في قلوبِ القومِ آثارُ هذا الحسينُ وروحُ العزِّ شعلتُهُ = يقودُها للعلا عزمٌ وإصرارُ هذا الحسينُ عطاءٌ لا نفادَ لهُ = وباذلُ النفسِ معطاءٌ ومكثارُ هذا الحسينُ ونهرُ الدمِّ أرخَصَهُ = في كربلاءَ لتسقي الدينَ أنهارُ أفنى الحياةَ وأعطى كلَّ ما ملَكَتْ = كفَّاهُ لا بخِلَتْ روحٌ وأعمارُ والحرُّ عندَ ذرى العلياءِ موطنُهُ = يعلو وترصدُهُ بالأفقِ أحرارُ لا يعرفُ الموتَ من أسدى حشاشَتَهُ = للهِ .. لا شكَّ أنْ تحييه أقدارُ!! هو الحياةُ هو الماءُ المَعينُ ولا = تجفُّ روحٌ سقاها منكَ مقدارُ ! الدمعُ والدمُ والآهاتُ قد كتبتْ = روايةً هيَ للأجيالِ أسفارُ تمشي إليها ألوفٌ ليسَ تمنعُها = رياحُ حقدٍ وتفجيرٌ وأخطارُ تبقى إلى الدهرِ عنواناً لعزَّتِها = ومنسكاً صالَ في معناهُ ثوّارُ تبقى لنا الآيةَ الكبرى التي نزَلَتْ = يومَ الطّفوفِ لتحيي الدينَ أذكارُ وإنْ نَجِدَّ الخطى عن صدقِ معتقدٍ = فقبرُكَ البيتُ والأخيارُ زوّارُ
Testing