شعراء أهل البيت عليهم السلام - سمَّاهُ ربُّ العَرْشِ عِيدًا أكبرًا (عيد الغدير الأغر 1442 هجرية)

عــــدد الأبـيـات
40
عدد المشاهدات
3223
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
29/07/2021
وقـــت الإضــافــة
5:00 مساءً

سمَّاهُ ربُّ العَرْشِ عِيدًا أكبرًا (عيد الغدير الأغر 1442 هجرية) الدهرُ جِيدٌ والغديرُ قلادةٌ=ما كانَ أجملَها عليه وأجودا لم يلبسِنْ قبلًا نظيرَ جمالِها=إلا غداةَ الوحيِ كلَّمَ أحمدا يومٌ تفرَّدَ في الزمانِ جبينُه=وكذا بدفّاقِ المكانِ تَفَرَّدا فبِه الإمامةُ أَمَّها سرُّ العُلا=وبه الولايةُ عانقتْ نورَ الهُدى وبهِ الرسالةُ قد تكامَلَ بدرُها=وبفيضِه خَدُّ الولاءِ تَورَّدا وبهِ أتمَّ اللهُ نعمةَ هدْيِهِ =والحقُّ فوقَ غُصونِه قدْ غَرَّدا سَعِدَتْ ملائكةُ السماءِ جميعُها=فيه، وعرشُ المُلْكِ شعَّ وأنشَدا والأرضُ إذْ ضَمَّتْهُ باهتْ وازدهتْ=والنبعُ إذْ وافاهُ سادَ على المَدى أصغى الوجودُ إذِ الرسولُ قد انبرى=يدعو وصيَّه يَرفعَنَّ له اليَدا نادى فأصْخى الكونُ: هذا المرتضى=شاءَ المُهيمنُ أنْ يكونَ القائدا مولًى لكم، أولى بكم منكم، فلا=تعصُوه مهْما قد نهى أو أرشدا مَن كنتُ مولاهُ فهذا المرتضى=مولًى له، صوتٌ أنا وهو الصدى لا تفصلوا بيني وبينَه إنكم =إنْ تفعلوا ضاعَ الذي دِنْتُم سُدى كونوا له تَبَعًا ولا تتقدَّموا =أبدًا عليه، فإنَّ في ذاك الردى في حُبِّه الإيمانُ، في شنَآنِهِ=محضُ النفاقِ، ومَن قَلاه تهَوَّدا لا تَجْحَدنْ حقًّا له وإمامةً =ما أخسَرَنَّ لدى الحسابِ الجاحدا! لا تحسِدَنَّ إذِ ارتضاهُ إلهُهُ=مولًى، فما أشقى وأخزى الحاسِدا! سَلِّمْ له، سلِّمْ عليهِ، وخُصَّهُ=بالذِّكْرِ ما ذكَرَ اللسانُ محمَّدا هو نفسُهُ، نورانِ كانا في العُلا=نورًا، وفي دُنيا الشهودِ تعَدَّدا اعْشَقْهُ تنْجُ، ولا تبارِحْ نهجَه=إياكَ أنْ تأبى وأنْ تتَمرَّدا إبليسُ إذْ رفضَ السجودَ فإنّهُ=أمسى رجيمًا في الشقاءِ مُؤبَّدا يسعى النواصبُ سعْيَهم ليُكَدِّروا=ماءَ الغديرِ، فبئسَ سعْيٌ للعِدا قالوا: رذاذٌ لا انتفاعَ بنَزْرِهِ=لا دفْقَ فيه ولا يُبَلُّ به الصَّدى قالوا: حُدَيْثٌ لا يُشارُ ليَومِهِ=بِبَنانِ ذِكْرٍ أو بهِ سِفْرٌ شَدا قالوا وسُمُّ النُّصْبِ فوقَ شفاهِهِم=وسعيرُهم وسْطَ الصُّدورِ تَوقَّدا خَسِئُوا، فما زالَ الغديرُ فُيوضُهُ=تَروي السجودَ وتَعْمُرَنَّ المَسْجِدا يسقي الزمانَ مِن المعارفِ والعُلا =كمْ مِن جُنودٍ للهُدى قد جَنَّدا سمَّاهُ ربُّ العَرْشِ عِيدًا أكبرًا =ما مثلُهُ يومٌ بذاكَ تفَرَّدا جَعَلَ الغديرَ علامةً لمَن اهتدى=إنَّ الغديرَ مِن المَجيد تمَجَّدا طُوبى لمَن عرَفَ الغديرَ فجاءَه=وإلى ضِفافِ الحقِّ عادَ وعَيَّدا مَنْ كانَ مُنغَمِسًا بِوَحْلِ جُحودِهِ=سيَرى العواقِبَ والمصيرَ الأسودا ويفوزُ مَنْ جعَلَ الغديرَ سبيلَهُ=ويعيشُ في كَنَفِ النعيمِ مُخَلَّدا ما السؤْدَدُ الخَدّاعُ ينفعُ في غَدٍ=إلا الذي اتَّخَذَ الغَديرَ السُّؤْدَدا أو سوفَ يُغْني مَحْتِدٌ إلا لمَنْ=كان الغديرُ له العُلا والمَحْتِدا عجَبًا لعَطشى والغديرُ بقُربِهم=لا يَشربون، ولا يَمُدّون اليَدا أسْرى لماضٍ مُتْرَعٍ بضَلالةٍ=يُبقي أسيرَه ضائعًا ومُصَفَّدا يا يومَ خُمٍّ سوفَ تبقى عابِقًا =وتظلُّ في طولِ الزمانِ السيِّدا وتظلُّ تسري في وَريدٍ مُؤْمنٍ=ولظامِئٍ للحقِّ تبقى المَوْرِدا ولسوفَ يظهرُ مَن يُجلّي لكَ الشَّذا=ويَدُكُّ حِقْدًا رامَ ماءَكَ راكِدا فتفيضُ في كلِّ النفوسِ مُقَدَّسًا =ويَرى الورى فيكَ الرسولَ مُحمَّدا
Testing