شعراء أهل البيت عليهم السلام - بردة الرسول

عــــدد الأبـيـات
45
عدد المشاهدات
1401
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
15/10/2019
وقـــت الإضــافــة
5:07 مساءً

قُلْ باسْمِكَ الله واصْعَدْ بي لسدرتهِ=واخْشَعْ لِمَنْ تخشعُ الدنيا لِهَيْبتِهِ هذا مَقامٌ كريمٌ، لايليقُ بهِ=إلاّ فؤادٌ كريمٌ في محبَّتهِ لولا المحبةُ لم تَثْبُتْ بنا قَدَمٌ=مِنْ خشيةِ اللهِ، إجلالاً لِرَحْمتِهِ الأولياءُ وقوفٌ خلفَ رايتِهِ=والأنبياء صفوفٌ دونَ سُدَّتِهِ من ليس يُسْبَقُ في خَلْقٍ ولا خُلُقٍ،=وليس يُلْحَقُ، كلٌّ دونَ رتبتهِ ثِنْتَان ثِنْتَانِ لا يَبْلى جلالُهُما=إعجازُ قرآنهِ، إعجاز سيرتِهِ! هو المُهاجِرُ في الأصلابِ نَهْرَ سَنًا=يَسْري إلى الحقِّ، إرهاصاً بِبُغيَتِهِ وهْوَ المباركُ في الأرحامِ نَبْتَ رِضًا=عقائلُ الطُهْرِ بستانٌ لِمَنْبتِهِ ما عزَّ بالنَّسبِ العالي، وإنْ شَرُفَتْ=أصولُهُ الغُرُّ، بل عَزَّت بِنِسْبَتِهِ!! تشريفُ حواءَ أَنْ نالت أمومتَهُ=وفَخْرُ آدمَ يأتي مِنْ أُبوَّتِه هو اليتيمُ الذي آواه خالِقُهُ=كرامةً مِنْ لدن ربيِّ لِصَفوَتِهِ وهْو الصدوقُ لِساناُ والأمينُ يدًا=والباسمُ الوجهِ، لا يُشَقَى بِصُحْبَتِهِ وهْو المُقلِّب في الآفاقِ أَعْيُنَهُ=في هّدأةِ الليلِ، طَوَّافاً بِفكرتِهِ هل يبتغى المُلْكَ مَنْ يأوي إلى مَلِكٍ=كلُّ الملوكِ عبيدٌ رَهْنُ قَبْضتِهِ؟ أَوْ يطلبُ الشمسَ مَنْ بُرهانُ مُحْكَمِهِ=نورٌ مِنْ اللهِ سارٍ في بصيرتِهِ؟ أوْ يرتجي قَمَرًا يهديهِ في ظُلَمٍ=مَن ظلمةُ الليلِ يجلوها بِطَلْعَتِهِ؟ مَنْ يَعْبُدُ الله، لا خوفًا، ولا طمعًا=سيفٌ مِنْ اللهِ ماضٍ في مشيئتهِ!! لا تستَفِزُّ عطايا الكُفْرِ أَعْيُنَهُ=ولا تنالُ الرزايا مِنْ عزيمتهِ طابت به الأرضُ، لم ينقلْ بها قَدَمًا=إلاَّ وفاحَ الثرى مِسْكًا بوطأتِهِ ولا رنا للسما، في الجدبِ، مُبْتَهِلاً=إلا هَمَى الغيثُ إكرامًا لِنَظْرَتِهِ! راعي اليتامَى، وآسي كلِّ ثاكلةٍ=وفارجُ الكَرْبِ، والمُوفِي بِذمَّتِهِ عَزيمةٍ مِلْؤُها الإيمانُ، لو صَدَمت=شُمَّ الجبالِ تهاوتْ دون عَزْمَتِهِ شجاعةٌ تاجها حزمٌ، وزينَتُها=حِلْمٌ، وغايتها سِلْمٌ لِمِلَّتِهِ أسخى الكرامِ، وأغناهُم بخالِقِهِ=عن شهوةِ المالِ، إذ يُغري بفتنتِهِ محمدٌ سيدُ الأخلاقِ ما كَرُمَتْ=وفارسُ الحقِّ، والحامي لِحُرْمَتِه صافي السريرةِ، بِرٌّ كُلُّهُ وتُقًى=جرثومة الحقدِ لَمْ تَعْلَقْ بنطفَتِهِ من قال بالحقِّ : يا مَيّالةُ اعْتَدِلي=في طاعةِ اللهِ، إيماناً بِقُدرتِهِ مَنْ خاطبَ الناسَ أحرارًا كما وُلِدوا=مولاكُم اللهُ فاعْتَزُّوا بِعِزَّتِهِ! الدينُ للهِ، والتوحيدُ جوهرهُ=وكلُّ عَدْلٍ، وفَضْلٍ في شريعتِهِ يا غارساً (لاءَهُ) في الأرضِ قاضيةً=ألاّ يؤلَّهَ طاغوتٌ بِسُلْطَتِهِ ألاّ نَخِرَّ لأصنامٍ، ولا بَشرٍ=ألاّ نُقِرَّ لِظَلاَّمٍ بِسَطْوَتِهِ!! أن نعبدَ الله ربَّا لا شريكَ له=ونستعينَ على الدنيا بِقُوَّتهِ لا عذر للمرءِ في كُفرانِ خالِقِهِ=كلُّ ابنِ آدمَ مسؤولٌ بِفِطْرَتِهِ كلُّ ابنِ آدمَ مردودٌ لبارئِهِ=يومَ الحسابِ ومحجوجٌ بِصَفْحَتِهِ الكلُّ من آدمٍ والأمُّ واحدةٌ=فكيف يغترُ مختالٌ بِجِلْدَتِهِ إن ابنَ آدمَ لا يسمو على أحدٍ=إلا بتقواهُ للبارِي وخَشْيَتِهِ هذا ابنُ آدمَ عبدُ اللهِ كيف له=أن يَجْحَدَ اللهَ إلحادًا بِنِعْمَتِهِ؟ وكيف يصبحُ في آلاءِ رازقهِ=عبدًا لأموالهِ، عَبْدًا لِشَهْوَتِهِ أسلمتُ وجهي إلى ربِّي، وأُشْهِدُهُ=أَنِّي رضيتُ مِن الدنيا بِقِسْمَتِهِ باللهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينَ هُدًى=وبالنبيِّ، ثباتا في عقيدتهِ لما وقفتُ على بابِ الرضا دَمَعتْ=عَيني، وغَالبها قلبي بِفَرْحَتِهِ يا ربِّ فاجعلْ لنا مِن حبِّنا سببًا=إلى الحبيبِ وألْحِقنا بِرِفْقَتِهِ هو المُشفَّعُ يومَ الناسُ في فزعٍ=نارٌ وعَدْنٌ وكلٌّ نحوَ وجْهَتِهِ في يومِ كُلِّ مُحِبٍّ جاءَ مُقْتدِيًا=بِأَشْرَفِ الخلقِ يَرْضَى في مَعِيَتِهِ صَلاةُ رَبِّي عَليهِ كُلَّمَا هَدَلَتْ=يَمَامةٌ وَزَهَا غُصْنٌ بِزَهْرَتِهِ
Testing