شعراء أهل البيت عليهم السلام - "تهجُّدٌ في غارِ الوفاءْ"

عــــدد الأبـيـات
21
عدد المشاهدات
1705
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
23/08/2019
وقـــت الإضــافــة
7:42 مساءً

عَيناكَ ساقيتانِ زمْزمُها هَمى=فهوَيتَ قُرْبَ النَهْرِ تحْتضِنُ السَما مُلقىً تُقسِّمُ جُودَ عَينِكَ أفتديكَ=مُقسِّماً فوقَ الثرى ومقَسَّما مُلقىً توضّأكَ الفراتُ وعندما=أغمضتَ عينكَ مِنْ ثراكَ تيمّما عبّدتَ جِسْراً للخُلودِ بهامةٍ=ومضيتَ تصعَدُ بالسواعِدِ سُلَّما أأبا الوفا لمْ تَرمِ كفُّكَ إذ رَمَتْ=لكنَّ ربَّكَ خلفَ كفِّكَ قد رمى وزّعْ قميصَك للسيوفِ وقُلْ لها=اللهُ شاءَ بأنْ يراهُ مُخرّما واهززْ سماءَ الطفِّ دونَ سواعدٍ=يا أيها الساقي لتُسقِطَ أنجُما لو كنتَ شئتَ أحلْتَ عينكَ قِربةً=ومنحتَ من عطشِ الرضيعِ لها فما من فَرط ما في نظرتيك مهابةٌ=حتى السهامُ أصابَ أعينَها العمى عيناكَ زينبُ والحُسينُ إذا انجلتْ=عينٌ ف للأشياءِ تُبصرُ منهما ما زلتَ تشرحُ للوجودِ وجودَكَ ال=أزليَّ في كُنْهِ الخلودِ ليفهَما تمشي وتحتَ خُطاكَ حشدُ مواسمٍ=معَ كلِّ نزفِ يدٍ تُلونُ موسما لم تقتنعْ بالموت زدتَ قناعةً=بخلودكَ الأنقى وزادَ توهُّما وبدَتْ بوجه الماءِ سَوْأةُ آدمٍ=مذْ لم يَذقْكَ وذقتَ من شجرِ الظما كفاكَ تمتدُّ امتدادَ حضارةٍ=لتصوغ للكونِ المعطّشِ معْلما أوجدتَ فلسفةَ الوضوحِ ولم تزلْ=للآن حتى في وضوحِكَ مبهما ومضيتَ عن عُمْرٍ يُناهزُ أدهراً=وأبى وجودُكَ أنْ يكونَ مرقّما في طُوْرِ نهرِكَ مذْ وقفتَ هناكَ لمْ=تخلعْهُ نعْلَكَ كنتَ تخلعُ أسْهُما مُتهجّدٌ في غارِ طفِّكَ ناسكٌ=واللهُ يُقرؤِكَ "الوفاءَ" المُحْكَما وبلا أكُفِّ رُحتَ تكبو ساجداً=في الرملِ تنحتُ للوفاءِ مُجسّما وعلى ضفافِ الكونِ تسرجُ شمعةً=لتُضيءَ بالوهْجِ الوجودَ المُعتِما
Testing