شعراء أهل البيت عليهم السلام - نداءات الهوى

عــــدد الأبـيـات
29
عدد المشاهدات
2161
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
21/10/2018
وقـــت الإضــافــة
9:01 مساءً

أوْقِعتُ في عُشقِ الغَزالِ وَ كَانَ لِي=أَضواءُ لَيلٍ لَا تَنامُ بِمَنزِلي وَ سَهرتُ فيها بِالهَيامِ عَلى الهَوَى=حَتّى أفاقَتْ بَعدَ نَومٍ مُثملِ فَسمِعتُ قَرعاً للطّبولِ بِمَحشرٍ=كَانَت لَهُ أصداءُ رَعدٍ زَلزَلِ وَ هِتافُ شُبّانٍ بِعِزّ رَبِيعِهِمْ=يَنعَوْنَ شَيخاً كَالنّساءِ الثُكّلِ لَو أَنّ أنوارَ المِجرّةِ قَد علَتْ=لهَوَتْ عَلى لَهفٍ لَهُمْ بِالأسفَلِ لَهفي لِشُبّانِ المَنامَةِ مَا لَهُمْ=يَبكُونَ في جَزَعٍ بِصوْتٍ مُعولِ لَطَموا الصُدُورَ عَلى الجِرَاحِ بِكَفّهِمْ=وَ عَلى ظُهُورهُمُ بِوَقع السَلسَلِ فَأفَقتُ مِن ذَاكَ المَساء كَأنّما=نَفسي أزَاحَتْ كُلّ ذَنبٍ مُثقلِ وَ بَكيتُ أوراداً عَلى كُلّ الّذي=قَد صَارَ في عُمري وَ كَانَ بِمَحمَلي وَ بَكى الغَزالُ عَلى الجَمالِ بِما جَرى=وَ مِنَ السّماءِ بُكاءُ طَيرِ البُلبُلِ بِالبَحرِ حِيتانٌ بَكَتْ وَ نُوَاحُها=مِن قَاعِهِ نَحوَ الكَواكِبِ يَعتَلي وَ بَكتْ خُيولٌ صَافِناتٌ تَقتَفي=بِرواقِهَا أثراً وَ مَا هُوَ يَنجَلي فَسألتُ أبناءَ المَواكِبِ : مَا لَكُمْ=لِبُكَائِكُم ذَابَتْ صُخُورُ الأَجبُلِ ؟ قَالوا أَما وَ الله قَد كَانَ لَنا=رَجلاً عَظيماً صَارَ أعلَى مَثَلِ فِي وَجهِهِ شِيَمُ الجَمَالِ كَمالها=وَ بِنَفسِهِ كُلّ الجَلالِ الأَكمَلِ تِلكَ الكَرامَةُ وَ الطَهَارَةُ وَ التُقَى=تَسعَى إلى فَضلِ الحُسينِ بنِ عَلي أخَذوهُ في جَمعٍ وَحيداً في الوَغى=يَرجو سَلامَ الله فيهمْ لا يَلي يبغون قَتلاً للرّجَالِ وَ أخذهُمْ=كُلّ الخِيامِ وَ مَا حَوَت بِالمُجمَلِ يَأتونَ ضَرباً لِلنّساءِ وَ سَبيهمْ=فَوقَ الجِمالِ وَ مَا بِها مِن مَحمَلِ فَأتَاهُمُ العَبّاسُ يُقسِمُ بِالّذي=خَلَقَ البَرايا يَنثَني لِلمَقتَلِ لَكِنّ مِن غَدرٍ بِهِمْ وَ خَساسَةٍ=وَرَثوا بِها مِن كُلّ حِقدٍ جَاهِلي غَدَروا بِجيشٍ لِلحُسينِ وَ غَدرُهُمْ=مِثلَ الّتي نَقَضَتْ بِذاكَ المِغزَلِ فَبقى حُسينٌ مُفرَداً في مَحفَلٍ=مَا كانَ مِثلهُ في الزّمانِ بِمَحفَلِ وِ إِذا سِهامٌ أَمطَرتْ في قَلبِهِ=وَ القَومُ جَاؤوا مِن ألوف جَحَافِلِ فَهَوى عَلى الصَحراءِ في عَطَشٍ وَ لَا=تُرجَى عُروبَةُ عِزّهِمْ بِمَراجِلِ حَتّى رَأيْنا كُلّ شَيءٍ قَد هَوى=وَ هَوتْ جِبالٌ في مَقام مُوهلِ وَ إِذا سَماءُ الله قَد هَطلتْ دَماً=في مِثلِ شَلالٍ يَسيلُ بِمهطَلِ لَهفي لِشُبّانٍ أراقوا الدَمّ في=أَرضٍ أَرادَتْ فِيهِ عُشقاً أزَلي أُوْقِعتُ في عُشقِ المَناحَةِ إنّما=كَانَتْ غَزَالةُ مِحنَتي وَ مُعَوّلي
Testing