شعراء أهل البيت عليهم السلام - ورمى الدماء إلى السماء ( مصيبة عبدالله الرضيع عليه وآله السلام)

عــــدد الأبـيـات
46
عدد المشاهدات
2649
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
25/09/2018
وقـــت الإضــافــة
6:06 مساءً

ورمى الدماء إلى السماء ( مصيبة عبدالله الرضيع ع) طفلُ الحسينِ أفاضَ نبعةَ مدمعي=وسقى التفجّعَ والأسى في أضلعي إذ جاءَ يستسقي الحسينَ بشربةٍ=لرضيعِه الطهرِ الذي لم يَرضعِ فتنازعوا، ورأى ابنُ سعدٍ رأيَه=أنۡ لا يرى فيهم قليلَ تنازُعِ "اقطعۡ نزاعَ القومِ" قال لوغدِه=فرمى الرضيعَ برائشٍ متجرِّعِ وسَقَوهُ رِيًّا من كِنانةِ حقدِهم=صنعوا الذي مِن قَبلِهم لم يُصنَعِ ذبحوهُ في حِجۡرِ الحسينِ، وكبَّروا=وكذاك صلُّوا ظهرَهم في أربعِ ! قد جاءَهُ سهمُ المنيّةِ حيثُ لا=يُخشى عليهِ بحِجۡرِ أصيدَ أشجعِ فإذا به كالفرخِ منتفِضًا إذا=قد صِيدَ وهو بغفلةٍ وتهجُّعِ فاهتزَّ رغمَ الضعفِ هِزّةَ ذائقٍ=للموتِ من سيفٍ حديدِ المَقطعِ وإذا به التفّتۡ ذراعاهُ على=جيدِ الحسينِ، ويا لها مِن أذرُعِ ! فاثنانِ حولَ الجيدِ فِعلةَ خائفٍ=واثنانِ حولَ الطفلِ فِعلةَ باخعِ طلَعَ الحسينُ يرومُ نجدةَ طفلِه=فإذا الردى جاثٍ بذاتِ المَطلعِ! يومُ الحسينِ ولا شبيهَ لرزئِهِ=في كلِّ أيامِ الخلائقِ أجمعِ قد رامَ مِلءَ الكفِّ ماءً للضنى=من فيضِ نهرٍ بالسقايةِ مُترَعِ لَبُّوا، وإذۡ كفّاهُ قد مُلئتۡ دمًا=من نحرِ طفلٍ بالظما مُتلفِّعِ وأحسَّ رعشةَ طفلِهِ في حِجۡرِهِ=لمّا الوديعةُ أُرجِعتۡ للمُودِعِ لو ماتَ من ظمأٍ فتلكَ مصيبةٌ=أنّى وهذا قد جرى بالأفظعِ ؟! هذِي المصيبةُ لا تقومُ أمامَها=صمُّ الجبالِ، فكيفَ عظۡمُ الأضلعِ ؟! إنَّ السماءَ تكادُ تسقطُ، والمدى=يفنى، وحزنُ العرشِ لمّا يُرفَعِ والبدرُ ما زالتۡ كآبةُ وجهِه=تبدو لناظرِ نورِه المُتشعشِعِ ! والشمسُ لولا الأمرُ ما سطعتۡ لنا=ولدامَ ليلٌ في الفضاءِ البلقعِ تا للهِ لولا الكونُ أمسكَ صُلبَه=ربٌّ، لساخَ بموضعٍ مُتضعضِعِ ورمی الدماءَ إلى السماءِ فما هوتۡ=للأرضِ منه قطيرةٌ كالمَدمعِ يا ربُّ لا يكُنِ الفصيلُ بأكرمَنۡ=مِن طفليَ العطشانِ حدَّ تفجُّعي أخذَ السماءُ دِماهُ، روَّتۡ غيمَها=وتقاطرتۡ بالأحمرِ المُتدافِعِ حارَ الوليُّ، فما يقولُ لأمِّهِ=حالَ الرجوعِ بهِ، وإنۡ لمۡ يرجعِ ! وأتى الربابَ بأحمرٍ في حِجرِه=أَغَدتۡ مياهُ النهرِ حُمۡرَ المَكرعِ ؟! تركَ النجيعَ يقولُ، بل يرمي لها=قلبًا غدا سكَنًا لطولِ تلوُّعِ لكنها ذُهلتۡ بخَطۡبٍ إذۡ علا=رأسُ الحسينِ على الرماحِ الشُّرَّعِ ! إذّاكَ حَرَّمتِ السقوفَ تُظلُّها=أو وجهَها يُكسى بسعدٍ يانعِ إذّاكَ قالتۡ: يا سحابُ فلا تغِبۡ=عن مُقلتيَّ، ويا عذابُ فكُنۡ معي تبكي الحسينَ، وذاتُ دمعتِها على=طفلِ الحسينِ وطفلِها المتقطّعِ وتطوفُ تغسلُ مهدَه بدموعِها=وضِرامُها لا ينطفي بالأدمُعِ وأنينُها، فالنجمُ موجوعٌ له=بل كلُّ شيءٍ حولَها بتوجُّعِ سيّان صبحٌ والدجى في عينِها=والشمسُ إنۡ سَطعتۡ وإنۡ لم تَسطعِ يا آلَ أحمدَ لم يكنۡ كمُصابِكم=أو قد يكونُ، بيقظةٍ أو مَهجَعِ هذِي السطورُ وقد حوَتۡ آلامَكم=شَرِقتۡ، وقد شهِقتۡ أسىً، بالأدمعِ أمّا اليراعُ فلا يخُطُّ مُصابَكم=إلا ويبكي تحت رجۡفِ الأُصبعِ ونرى القصائدَ خاشعاتٍ بالأسى=ليستۡ قصائدَنا إذا لم تَخشَعِ يا آلَ أحمدَ، مُهۡرُ صَدري رُزؤُكم=يجري هناك بحُزنِه المُتتابعِ أبكيكمُ يا آلَ أحمدَ، ليس لي=جَرّاءَ نبعةِ أدمُعي من مَطمعِ أرجو الشفاعةَ منكمُ، لكنّما=سأظلُّ أبكيكمۡ بغيرِ تشفُّعِ عشقي لكم لا الأرضُ تعرفُ حدَّهُ=كلّا ولا صدرُ الفضاءِ الأوسعِ يا أصلَ كلِّ الخيرِ، كم سفَهٍ بنا=لمّا نروحُ نرومُكم في الأفرُعِ ! تدۡرونَ أحزاني الصغيرةَ، إنّها=قد رافقتۡ عمري ودربَ توجّعي إنّي لأخجلُ أنۡ أرومَ جلاءَها=ويظلَّ فردًا حزنُكم في أضلعي
Testing