شعراء أهل البيت عليهم السلام - روحي تطوف على الطفوف ( عاشورائية)

عــــدد الأبـيـات
35
عدد المشاهدات
2427
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/10/2017
وقـــت الإضــافــة
12:04 صباحاً

روحي تطوف على الطفوف روحي تطوفُ على الطفوفِ وتنحبُ=وترى الدِّما مِن خيرِ نحرٍ تَشخَبُ وتُقبِّل الأشلاءَ إذْ هي كعبةٌ=وتطالعُ الهاماتِ إذْ هي كوكبُ وترى على الرمضاءِ خيرَ بني الوَرى=وجهُ الثرى بدمائِهم مُتخضِّبُ والجُرحَ فوقَ الجُرحِ فيهم، والحَشا=منه الأسنَّةُ والمَواضي تَشربُ ولِحىً مُخضَّبةً بنزْفِ دمائِها=كانتْ بماءِ طَهورِها تتخضَّبُ وأسنَّةً رأَتِ الضلوعَ منازلاً=وبواترًا غُمِدتْ بروضٍ يُخصِبُ ودَناءةً تعْدو فتَقتلُ طاهرًا=وثيابَه مِن بَعْدِ قتلٍ تَسلبُ ! وكذاكَ تبتُرُ مِن يديْهِ تشهُّدًا=فتَشُدُّ خاتمَه الشريفَ وتنهبُ! وعلى الرماحِ الهامُ تُرفعُ عاليًا=نُجُمًا برونقِها أحاطَ الغيهبُ أجسادُها تبقى ثلاثًا في العَرا=مِن فوقِها الكثبانُ تترى تلعَبُ أكفانُها رمْلٌ وحرُّ لاهبٌ=وحَنوطُها مِن كلِّ جُرحٍ يُسكَبُ وقَفوا ضُحىً كالأُسْدِ دُونَ إمامِهم=شربوا المنيةَ وهْي منهم تعجَبُ ! عطشى روَوْا عطَشَ الفضائلِ كلِّها=بلْ أترَعوها ثمّ ليستْ تَنضَبُ جالوا وصالوا لا حدودَ لبأسِهم=لكنْ هناكَ شَهادةٌ تترقّبُ حلَّ الأصيلُ، فلا صليلَ ولا صدىً=لكنْ دُخانٌ مِن لظىً تتقلَّبُ تقتاتُ مِن خِيَمِ الطهارةِ، لم تزَلْ=بصدورِنا مُذْ أُضرِمتْ تتلهَّبُ فرَّ اليتامى في العَراءِ، وراءَهم=خيلُ العِدا تعدو وسَوْطٌ يَضربُ وعيونُهم نحْوَ الحُلِيِّ لنهبِها=تمتدُّ، لا نحوَ المحاجرِ تُرعَبُ وهناكَ صوتٌ لليتامى جامعٌ=خشَعَ الخشوعُ أمامَه هو زينبُ للربِّ جاءتْ قدَّمتْ قربانَها=أبِمثلِ قُربتِها امرؤٌ يتقرّبُ ؟! ما زالَ يخجلُ من مدامعِها النّدى=والصبرُ إذْ تُطرَى يَحارُ ويُخلَبُ ! ما زال يذكرُها الفراتُ برعشةٍ=والنخلُ يلطمُ للمُصابِ ويَندبُ حمَلتْ خطوبَ الطفِّ ثمّ بسبيِها=هزّتْ عروشًا حين قامتْ تخطُبُ يا صبرَ زينبَ لسْتَ صبرًا واحدًا=في الناسِ واحدُها يشقُّ ويصعُبُ إن البلاغةَ ليس يبلغُ ثغرُها=شطَّ الأسى مهما اليراعُ سيَكتبُ حُجُبٌ على عينِ المُعانِدِ لا يَرى=هَوْلَ المصيبةِ، فالضلالةُ تَحجُبُ أوَليسَ سبطُ المصطفى ذاكَ الذي=ذَبحوهُ عطشانا وقَطرًا يَطلبُ ؟! خَطَّتْ على أضلاعِه خيْلُ العِدا=حقدًا يورِّثُه لوارثِه الأَبُ إِحَنٌ تَعتَّقَ في القلوبِ صديدُها=للمرتضى ظلّتْ تزيدُ وتَرقُبُ حتى إذا حانَ الزمانُ لحَصْدِها=جاءتْ جيوشًا للضغينةِ تَحلُبُ سفكوا دماءَ بني الرسولِ محمّدٍ=أَنبيُّكُم هذا؟! سؤالٌ واجبُ ! أفلا تُواسونَ الرسولَ بآلِهِ=أمْ أنّه عن آلِه مُتغرِّبُ ؟! وثغورُكم بصلاتِه وسلامِه=متشدّقاتٍ طولَ وقتٍ تَطرَبُ ! ودموعُه ليستْ تَجفُّ وقدْ رأى=أنَّ السنانَ لرأسِ سِبطِه مَركَبُ ! يا كربلاءُ فكلُّ أرضً كربلا=وحَشا الولاءِ تفجُّعٌ لا يَنضَبُ
Testing