شعراء أهل البيت عليهم السلام - رثاء في حق جده سيد الشهداء

عــــدد الأبـيـات
32
عدد المشاهدات
1175
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
26/03/2017
وقـــت الإضــافــة
4:09 صباحاً

هُوَ الطف فاجعل فضة الدَمع عسجدا=وَصغ لَكَ فُولاذ الغَرام مُهندا وَرِد منهل الأَحزان صِرفاً وَكرِّرن=حَديثاً لجران الطُّفوفِ مُجددا وَما القَلب إِلا مُضغة جُد بقطعها=وَدَعها فِداء السِّبط روحي لَهُ الفِدا أَتَرضى حَياة بَعدَما ماتَ سَيد=غَدا جده المُختار لِلناس سَيِّدا أَتَرضى اكتِحال الجفن بَعدَ مصابه=وَجفن التُّقى وَالدين قَد باتَ أَرمَدا خُذ النَوح في ذاكَ المُصاب عَزيمة=إِلى الفَوز وَاجعَل صَهوة الحُزن مقعدَا بَكَت رزءه الأَملاك وَالأُفق شاهد=أَلَم تَره مِن دَمعه قَد تَورَّدا فَيا فَرقداً ضاءَ الوُجود بِنوره=فَلا بَعده نَلقى ضياء وَفَرقَدا وَرَيحانة طابَ الوُجود بِنَشرِها=بِها عَبثت أَيدي الطُغاة تعمدا وَدرة علم قَد أَضاءَت فَأَصبَحَت=تُمانعها الأَوغاد مَنعاً مُجَردا بِروحي مِنها منظَراً باتَ في الثَرى=وَيا طالَما قَد باتَ في حجر أَحمَدا وَثَغراً فم المُختار مَص رضابه=وَهَذا يَزيد بِالقَضيب لَهُ غَدا وَرَأساً يَد الزَهراء كانَت وِسادة=لَهُ فَغَدا بِالترب ظُلماً موسدا لَئِن أَفسَدوا دُنياك يا ابن محمد=سَيَعلم أَهل الظُلم مَنزلهم غَدا لِئام أَتوا بِالظُلم طَبعاً وَإِنَّما=لِكُلِّ أمرئ مِن دَهرِهِ ما تَعوَّدا وَحَقك ما هَذا المُصاب بِضائر=لأن الوَرى وَالخَلق لَم يخلقوا سُدى فَأَلبَسَكَ الرَحمَنُ ثَوبَ شهادة=وَأَلبَسَهُم خزياً يَدوم مَدى المدى لَبستُم كِساء المَجد وَهوَ إِشارة=بِأَن لَكُم مَجداً طَويلاً مُخَلدا وَطَهركُم رَب العُلى في كِتابه=وَقَرر كُل المُسلِمين وَأشهَدا أَتُنكر هَذا يا يَزيد وَلَيسَ ذا=بِأَول قبح مِنكَ يا غادر بَدا بَني المُصطفى عَبد لَكُم وده صَفا=فَأَضحى غذاء لِلقُلوب وَمَورِدا غَريب عَن الأَوطان ناء فُؤاده=تضرم مِن نار الأَسى وَتَوقَّدا أَلَم بِهِ خطب مِن الدَهر مُظلم=تحمل مِن أَكداره وَتقَلدا نَضا سَيفه في وَجهه متعمداً=وَجَردهُ عَن حَقه فَتَجَرَّدا بِبابكم أَلقَى العَصا وَحريمُكُم=أَمان إذا دَهر طَغى وَتَمَرَّدا أَتاكُم صَريخاً مِن ذُنوب تَواتَرَت=عَلى ظَهرِهِ في اليَوم مَثنَى وَمفردا أَتاكُم لِيستَجدي النَوال لأَنَّكُم=كِرام نَداكُم يَسبق الغَيث وَالنَدى أَتاكُم لِيَحمي من أَذى الدَهر نَفسه=وَأَنتُم حُماة الجار إِن طارق بَدا أَتاكُم أَتاكُم يا سُلالة حَيدر=كَسيراً يُناديكُم وَقَد أَعلَن الندا حُسين أَقلني مِن زَمان شَرابه=حَميم وَغسلين إِذا ما صفا صدا عَلى جدك المُختار صَلى الهَنا=وَسَلم ما حادَ إِلى أَرضه حَدا وَعَم بِها آلاً وَصَحباً وَتابِعاً=لَهُم وَمحباً لِلجَميع موَحدا
Testing