شعراء أهل البيت عليهم السلام - أجمل من يوم العناق

عــــدد الأبـيـات
61
عدد المشاهدات
1741
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
22/04/2016
وقـــت الإضــافــة
6:39 صباحاً

لأجمل من يوم العناق التعانق = وأشأم من يوم الفراق التفارق وأحلى من الماذيِّ ريقُك رشفه = وصدّك يا عقلي على المر فائقُ وأغلا من الحلمِ الذي في محله = فؤادك في يوم خلا منه عاشق وإن لم أكن أهلاً لوصلك ساعةً = فليس عظيماً تُبادَ الخلائقُ توهم من ظن الهنا سرجَ سابحٍ = وربعك موفور وقلبُكَ خافقُ وخير جليس – ما توهمتُ – ماجدٌ = لك يوم من دون الأنام يرافق وشرُّ الورى من بعدي الناس كلُّهم = إذا لم نكن طوعاً هواك نوافق ومن يعطَ عقلاً كنته بل وشغله = وما العقل لولا أن تجاريه حاذق وقدتَ من الأخلاق كل عصيبةٍ = خلا ساعة المسرى لقلبي سارقُ وإن العطايا لا تضيق على الندى = ولكنه من جودك الغمر ضائق ولو جدلاً شاهدت منك فظاظةً = فإنك في كل بقلبي عالقُ ولو جئت آثاماً وحاشاك لُمّة = لأصبحت الآثام برّاً يلاحق هجرت نوادي العالمين لوجهه = فوجه الذي أهوى عن الله ناطق إذا لم يدعك الحب شلواً مبضعاً = فلا تدعي يوماً بأنك وامق فواهٍ إذا ما فرّق الموت بيننا = ويا ليت شعري من إلى القبر سابق وأفدح من فقد الأخ العيش بعدهُ = وحسبك أن تحيا وأنت مفارق فلا كالنوى في فهم خلٍّ مشاهدٍ = هواه وما سهمُ الردى عنه مارق ولا كرسول البين إن كان صادقاً = وإنه في شرع الهوى لمنافق ولا كوصال قد تُيقن صرمه = ينوب عن التوديع فيه الترامق ولا كأخ ما قرب الطست تائقاً = ولكن يوم البين للبين تائق فلم أدرِ ما التوديع قبل وداعه = ولم أدر قبل البين ما البين سائق عناقٌ وتوديع ودمع وغشية = وذاك غراب البين للبين ناعق فيا ساعد الله الحسين بفقده = أخاً ما له يوم الإخاء مساوق وكلّاً شكا سماً ولم أدر قبله = بأن أخا المضنى من السقم ذائق وحق له غماً يموت ولوعة = فما العيش من بعد الأحبة رائق وما الشوق من بعد الفراق وإنما = إذا أوشكت أن تستباح العلائق وما قيمة الدنيا وقيمة أهلها = إذا لم يكن فيها مشوق وشائق وإن كان في يوم الفراق تشاؤم = لأشأم من يوم الفراق التفارق فكيف يكون الصبر ويلي وويحه = إذا عرف من تهوى على الدهر عابق سقى الله قبراً بالبقيع محله = وصلى عليه الله ما ذر شارق سقى الله قبراً كان من قبل نعشه = عليه السهام الغائرات تراشقُ صغت أمرها من بغلة فُك قيدها = فسبحان إذ أصغى إلى البغل ناطق فحاطت به من هاشم خير عصبة = نمتها من العليا كرامٌ عواتقُ فكان لعمر الحسن كالبدر نيّراً = يحوط به نجم من السعد بارقُ وكلٌّ حكى نار الكليم فؤادُه = وما إن تجلى نعشه فهو صاعقُ ولو أن يعقوباً رأى بعض ما رأى = بنو هاشمٍ في فقده ما يشاهقُ وشق على الإحسان والفضل والندى = تفارق رغم الأنف من لا يفارَقُ تنفس منه الصبح لا عن تبلج = ولكن لما يلقى من الدمع شارق فعسعس وجه الصبح من بعد فقدهِ = وحطَّ على الدنيا مدى الدهر غاسقُ فيا غالباً للطم شدي وشمري = وللنوح والتسكاب بالله سابقُ ولا تعجلوا في دفنه إن دفنه = لقلب بنات الوحي لا شك فاتق وما إن تواروا نعشه القبر لبثوا = لتقضي عليه من بكاها الخلائق أهيلوا عليه من ثرى المجد ذروه = فإنه والأمجاد خل وعاشق ولا تهرقوا إلا من القلب ماءه = فليس سوى ماء المجامع لائق فتى كان إشراق الزمان بوجهه = وصبح محياه لذا الليل ماحق وقارٌ يعيق الدهر عن نيل همه = ولولاه قل لي من لذا الدهر عائق وما الغول والعنقاء وهم كفقرنا = وفرط الندى في كفه متدافق ولو زكريا شاهد اليوم عزمه = لما وهنت أو شبن منه المفارق ولو أن بلقيساً رأت بعض حسنه = على فورها بلقيس كانت توافق وإن عبيد الحُسن صيدٌ على الورى وعبدٌ لغير ابن البتولة آبق فيا راكب الوجناء ما مس خفّها = حصى الأرض إلا كان منه يبارق تزيّد بهاً عدواً وأدلج مسيرها = بيوم به عزت تقاد الأيانق وسر نحو كوفان وأخبر أميرها = بأن بنيه قد دهتها البوائق فما بين مسموم تمزّق كبده = وبين صريع حاصرته الفيالق ينادي إلا من ناصرٍ فأجبنه = من القوم أرماحٌ وبيضٌ بوارق فجمّع من رمل الطفوف وسادة = وكانت له حدَّ الظباة النمارقُ ويرمق تلك الصائحات وإنه = عليمٌ بأن الشمر فيهن سائق ويسترن بالأيدي وجوهاً لطالما = لها الصون ستر والخدور السرادق فيا صاحب الثأر الذي طال بعده = متى يشتفي صدر من البعد ضائق ويشحذ سيف يوم أحدٍ وخيبر = لهامات أبناء النوابغ فالق تفجرها شعواء في كل غارة = وتخفق من فوق الجيوش البيارق وتعلي هتافاً يا لثارات فاطمٍ = وما بعد صوت الرعد إلا الصواعق
Testing