شعراء أهل البيت عليهم السلام - جرح الماء

عــــدد الأبـيـات
29
عدد المشاهدات
2084
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/05/2013
وقـــت الإضــافــة
7:03 مساءً

كلُّ الجراحِ إلى عينيكَ ترتفعُ=يا سيدَ الماء هل في القلبِ مُتّسعُ ؟ يا سيدَ الوجع الممتدّ أشرعة=ما زال ينبضُ فيهِ حزنُكَ الورِعُ سكبتَ روحَكَ فوق الماء فانبجستْ=دماؤهُ وتلاشى الخوفُ والهلعُ صنعتَ كونًا من اللاخوف منبعُهُ=قلبٌ بكلِّ شموخ الأرض يلتمعُ وصغتَ نهرًا من الأحزانِ لا سُحبٌ=تغفو على ضفتيهِ حين تنقشعُ لا ماءَ في النهر كانَ الدمعُ يُخجلهُ=لتستحيلَ رمادًا تلكم الجُرَعُ مددتَ للجودِ كفًا لو لمستَ بها=جرحَ السماء توارى دونهُ الوجعُ وكنتَ تدنو وكان النهرُ من خجلٍ=ينأى وحيدًا ومن خذلانهِ يقعُ ! غدوتَ ترسمُ فوق الماء ملحمة=أبطالُها من جلالِ العرش قد صُنعوا فعانقوا الشمسَ كان القتلُ عادتهم=فعلموا المجد مجدا حينما فُجعوا وصبية كرفيفِ الفجر شتّتَهم=شملُ الفراتِ ومن حرمانه رضعوا ! عذرًا (أبا مخنفٍ) ما زلتُ أنكرها=وربما قالَ بعضُ الناس : مبتدعُ ! هبني أصدِّقُ أنَّ الراية انكسرتْ=أو أنَّ نهرًا هوى فاستيقظ الجزعُ ! فكيف أؤمنُ أنَّ الكفَّ قد قُطِعتْ=وأنَّ عينًا بسهم الحقدِ تنصدعُ ؟ عباسُ يُمسكُ روحَ الكون في يدهِ=فكيفَ تُمسكهُ كفٌّ ستنقطعُ ؟! ما زالَ عباسُ حيًا كنتُ أرمقهُ=يحنو علينا بحبٍّ حين نجتمعُ لو كان للموتِ شيء من شجاعتهِ=لما تريثَ حتى يوغلَ الوجعُ عبرتُ ألفًا من الأعوام مشرعة=علِّي إلى ذكرياتِ الطفِّ أرتفعُ عبرتُها كان عمرُ الأرض ملحمة=للثائرين بوجهِ الخوفِ تنزرعُ رأيتُ نهرًا عظيمًا كان منشتلا=بقلبِ زينب يسقي ماءَهُ الورَعُ ومذ هوى كان وجهُ الماء يرمقهُ=بنظرةٍ لا يعيها غير من صُرعوا وأنجمًا كانت الصحراءُ تحرسهمْ=يغزو السماءَ ضياءٌ كلما سطعوا يا سيدَ الماء صوتُ الله أيقظني=فعانقَ الأمسَ قلبٌ نصفهُ فزعُ قلبٌ يطأطئ هامَ الغيم من ولع ٍ=بوحي جودِك يسمو ذلك الولعُ كلُّ القصائد إنشاءٌ وقافية=ومذ مدحتُكَ صار الشعرُ يندلعُ ! علمتَني كيف يغدو الشعرُ بسملة=وكيف تخجلُ من آياتهِ البدعُ ما كان ذلك شعرًا كان محضَ دمٍ=وأحرفًا من بقايا الروح تُنتزعُ حقيقة أنتَ لا طيفٌ فيُبعدني=عنكَ السهادُ ولا قولٌ فيُختَرعُ سمعتَ صوتًا فكان الردُّ منك دمًا=وما استجابوا له لكنهمْ سمعوا
Testing