شعراء أهل البيت عليهم السلام - ذبحوك فانتحبت عليك سيوفهم (كربلائية 1434 ه)

عــــدد الأبـيـات
69
عدد المشاهدات
2916
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
24/11/2012
وقـــت الإضــافــة
12:47 صباحاً

قلماً رأيتُكَ يا هلالَ محرَّمِ=قلماً يسجّلُ حزنَ كلِّ الأنجُمِ ويلوّنُ السُحبَ العظيمةَ بالأسى = ليكونَ كلُّ الغيثِ دمعَ تألُّمِ ولطالما سجّلتَ دمعةَ ذارفٍ = ولطالما دوّنتَ لطمةَ لاطِمِ ولطالما لما ظهرتَ لأعينٍ = سكبتْ ذخيرةَ دمعِها المتزاحِمِ فنقشتَ دمعاً في عيوني واعياً = وأذبتَ تاريخَ الفجيعةِ في دمي أجّجتَ ناراً في الضلوعِ ولم تكن = خمدتْ، وخلّدتَ الأنينَ على فمي وشرعتَ ترقمُ كلَّ جفنٍ ساكبٍ = ورقمتَ أُخرى حينَ إذْ لمْ تَرقُمِ سألوا الدموعَ: متى النفادُ؟ فأومأتْ = نحو البحارِ، وبعدُ لم تتكلّمِ أحرى بأعينِنا الحياءُ، فقد هَمَتْ = دمعاً لمنْ أحيا الشريعةَ بالدمِ الروحُ لو فاضتْ بفيضِ دموعِنا = يبقى قليلاً في المُصابِ الأعظمِ يا كربلاءُ، بكِ الرسولُ تنزّلتْ = "اقرأْ" عليهِ مجدّداً، فلْتعلمي في الغارِ أنزلها الملاكُ، وإنّها = نزلتْ دماءً وسْطَ غارِ مُحرَّمِ "مِنّي حسينٌ" قالها خيرُ الورى = وكذا "أنا منه" بقولٍ مُحكَمِ لولا الحسينُ لما استمرَّ على فمٍ = ذكرٌ لأحمدَ، أو غدا من مسلِمِ لا بل لما ذُكرَ الإلهُ موحَّداً = إلّا بشركٍ أو كلامِ مجسِّمِ نظرتْ جراحُ العالمينَ وإذْ رأتْ = جُرْحَ الطفوفِ تقلّصتْ بتقزُّمِ هي دوحةٌ وَحْيُ السماءِ جذورُها = وبها الغصونُ معلَّمٌ لمعلِّمِ ذريّةٌ ورثتْ هدىً هي نبعُه = وهي التي اجتمعتْ بوسطِ مُخيَّمِ بعدَ الذي زحفتْ وتعلمُ دربَها = ومصيرَها والناسُ لمّا تعلمِ لتردَّ للأفِقِ المعتَّمِ شمسَه = وتعيدَ للمحرابِ دينَ الخاتَمِ وتعيدَ روحاً للعدالةِ بعدما = قد أُعدِمتْ، واللاتُ لمّا تُعدَمِ كي ينقذوا قلبَ الصلاةِ وسرَّها = وكذا الزكاةَ و روحَ صوْمِ الصائمِ وإلى العقولِ لكي يردّوا رشدَها=وإلى القلوبِ الصخرِ بعضَ ترحُّمِ جاؤوا لبعثِ الناسِ من ملحودةٍ = حُفِرتْ بفأسِ البطنِ مع فأسِ الفمِ فتَحلَّلَ الإسلامُ من إِحرامِهِ = ومضى لينسجَ ثوبَ أقدسِ مُحرِمِ زَحَفَ الحسينُ ولو أرادَ لسُيِّرتْ = كلُّ الجبالِ بركبِ هذا الهاشمي أو لوْ أرادَ لأرعدتْ ولأزبدتْ = كلُّ الحياةِ لمحْقِ جيشِ المجرِمِ لكنْ رأى أن الدماءَ ونحرَه = أجدى سلاحٍ للزمانِ القادمِ وأرادَ يُبكينا فننجوَ بالبُكا = همْ رحمةٌ مُنِحتْ لنا مِن راحمِ فلِذا سنبكي ثم نبكي ثمّ إنْ = نفِدتْ مدامعُنا سنبكي بالدمِ للهِ كم عَطِشوا وكم قد جُوِّعوا = كيما نكونَ بجَنّةٍ وتنعُّمِ سلْ سيفَ شمرٍ يا زمانُ عن الذي = لاقاه إذْ أهوى لنحرِ الضَّيْغمِ عجباً لسيفٍ يذبحُ الدينَ الهُدى = ويعودُ يُغمَدُ في قِرابِ الظالمِ هذي هي الدنيا، عجبتُ لطالبٍ = فيها السلامةَ، والهدى لم يسلَمِ ظمِئ الهداةُ وقربَهم نهرٌ جرى = يُرتادُ من بُهُمٍ غوتْ وبهائِمِ ظمِئ الظما بثغورِهم، وتضرّمتْ = ظمأً صدورُ الحقِّ أيَّ تضرُّمِ أوّاهُ يا نسلَ الذبيحِ وكم سقى = آباءَهم ذاك الذبيحُ بزمزمِ ! كم أطعمَ المعترَّ منهم والذي = هو معدَمٌ. أكذا جزاءُ المُطعِمِ؟! يا ليته التعطيشُ حسْبُ وإنّما = حزُّ الرؤوسِ وحملُها للغاشمِ ذاكَ الذي جعلَ الخمورَ وضوءَه = والقردَ يقفزُ فوق عرشِ الحاكمِ وقد استحلّ من المحارمِ فوق ما = إبليسُ زَيّنَ مُذْ أبى للآدمي ذاكَ السليلُ لدوحةٍ ملعونةٍ = هي ظالمٌ ورثَ الغوى من ظالمِ مجتثَّةٌ إذْ لا قرارَ لأصلِها = كمْ من ضلوعٍ هشّمتْ وجماجِمِ بابُ الجحيمِ فمن أتاه فقد هوى = نحو الجحيمِ وما له من راحمِ لهفي على المصباحِ ينشرُ ضوءَه = لنجاتهم وهمُ بجُبٍّ مظلمِ فتنكّبوا عن ضوئِه وصراطِه = فالنارُ في شوقٍ لهم متعاظمِ يا ابنَ الصراطِ، أخا الصراطِ، وأنتَ هو = ماذا لمن عاداكَ غيرُ جهنّمِ ذبحوكَ فانتحبتْ عليكَ سيوفُهم = وقِسيُّهم مع نَبلِها والأسهمِ وخيولُهم وسروجُهم وأَعنِّةٌ = لعنتْهمُ لعناً بغيرِ تلعثُمِ طحنوا ضلوعَك بالسنابكِ إنّه = حِقدٌ طغا متلاطمٌ لم يُلجَمِ رفعوا الرؤوسَ على القنا، ذا قدرُها = إذْ لا تُوطَّأُ تحتَ قامةِ غاشِمِ لكنّهم رفعوا الرؤوسَ تشفّياً = هيهاتَ يُشفى ذو الفؤادِ المُعتِمِ حرقوا الخيامَ كأنَ نارَ جهنّمٍ = سكنتْ قلوباً قبلَ نارِ جهنّمِ! فالنّارُ والخوفُ المروِّعُ والصدى = عمّتْ على أهلينَ خيرِ مُعمَّمِ فَرّوا إلى البيداءِ واكتشَفوا الذي = سهِرَ الحسينَ له بليلِ مُحرَّمِ سلبوا النساءَ كفى بذلك شاهداً = أنّ النذالةَ والضلالَ كتوأمِ سلبوا الضحايا الطاهرينَ لباسَهم = قطعوا بَنانَ الوارِثِ المتختِّمِ آهٍ وأيُّ الآهِ تُشفي أضلُعاً = صُهِرتْ بطولِ تأوّهٍ و تألُّمِ تُسبَى نساءُ الوحيِ، والوحيُ القَضى = سبيَ النساءِ لكافرٍ لا مُسلِمِ! وتنوحُ ثكلى لا مثيلَ لنوحِها = حتى نُواحٌ في منابعِ زمزمِ سبْيٌ سبى الأفراحَ عن آل الهدى = فغدتْ قلوبُ الآلِ محضَ مآتمِ ويُساقُ بالأغلالِ سجّادُ الهدى = عجَباً تُغَلُّ غِلالُ دوحةِ هاشمِ! ماذا تُعدِّدُ أحرفٌ عطشانةٌ = عنْ عترةٍ قد عُطِّشتْ في العلقمي ؟! عن سبطِ طهَ حين حزّوا جيدَه = فغدتْ له جيداً رِماحُ الظالمِ ! عن طفلةٍ لمّا تراءى نحرُهُ = نُحرِتْ أسىً فوق المخضَّبِ بالدمِ بعدَ الذي ذبحوكَ يا ابنَ المصطفى = فإلى وبالٍ دربُهم وتشرذمِ وإلى هوانٍ عيشُهم وتخبُّطٍ = وتناحرٍ وتزلزلٍ وهزائمِ يا فاطمُ إنّ الدموعَ عيونُنا = والحزنَ أَضلعُ صدرِنا المتضرّمِ نحيا ويبقى السِّبطُ حُبَّ قلوبِنا = ولَدَى الردى يبقى حبيبَ الأعظُمِ
Testing