شعراء أهل البيت عليهم السلام - أرثي بك الأخلاق والآدابا

عــــدد الأبـيـات
97
عدد المشاهدات
2517
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
28/02/2012
وقـــت الإضــافــة
8:54 صباحاً

أرثي بك الأخلاق والآدابا= يا مَن ثقلت على القلوب مُصابا و ثقلتَ عند الله في ميزانه= وعظمتَ في يوم الجزاء ثوابا وقبضتَ بالكف اليسار جنانَها= وأخذتَ بالكف اليمين كتابا مُذ كنتَ لا تَذرُ المكارمَ قادراً= ما خاب مَنْ سَلَكَ العلى ما خابا وخففتَ نحوَ المَكْرُمات كأنما= طيراً أراك يؤمُها طَلّابا جبلا من الثقل الذي قد حزتَهُ= منها فكنتَ المُثقَلَ الوثّابا ضدان قد جُمعا فَكانا واحدا= بالعابد الغفار قلتُ تحابا ضدانِ راحا يبحثانِ عن الذي= يحويهما ولَهُ رِضاً قد آبا أكرمْ بِمَنْ طَلَبَ العُلى في سَيرِهِ= أكرم بمن طلب العُلا فَأَصابا ونعى بك الناعي المكارم يا أبي= يا ليتني قد كنت قبلُ ترابا عجبا إلى تلك الجبال بما حوتْ= تخفى بأشبار هناك مآبا هذي الجموع المُثكلات من الأذى= تنبيك عمّا نابها مذ غابا تنبيك أي كرامة قد أمّها=ومدى المحبة في القلوب أصابا ومدى اتساع مداه في أخلاقه=شمل الجميع بلطفه فَأطابا ليس الرجال إذا رأيتَ مصابة= حتى الصغير رأيتَ فيه مُصابا فترى الوجوم على الوجوه كآبةً= ثُكِلَ الجميع مشايخاً وشبابا حتى النصارى واليهود تَجَمَّعوا= وسط الجموع استُقطِبوا استقطابا والصابئون تراهمُ في وسطهمْ= قد أعربوا عن حزنهم إعرابا لما نعى الناعي عُلاه إذا بِهِمْ= قِطَع إلى قطع تُضَمُ سحابا والأرض من فيض الدموع نمتْ عُلاً= تلك الرعاية أنجبت إنجابا من كل حدبٍ ينسلون كأنهم=طير يفرّ وقد أتى الأصحابا وترى العدو مع العدو كأنما= هذا المقام أعادهم أحبابا قم يا أبي حَيّ الجموع فما أتتْ= إلا إليك تريد منكَ جوابا أتردها ؟ وهي التي إن أقبلت=يوما إليك تحيطها ترحابا لا لم تُعَوّدْ أن تجئَ ولا ترى= منك البشاشة جيئة وذهابا ما عُوِّدَت إلا الجواب ببسمة= ذهبتْ بها كلّ الهموم ذهابا وتريهمُ ودا به لو وازنوا= تلك الجبال لما علته قبابا جبل من الإحسان يُقبِل باسما= فيزيد شهدا فوهُها ورضاباعجبا إلى تلك الجبال بثقلها= تأتي إليك تحسهنّ سحابا قَبَس لكل المؤمنين بما حوتْ= ولكل شيطانٍ تريك شهابا ويحس قلب الوافدين بِنَشوَةٍ=تنبي الفؤاد بأنه ما خابا الوافدون عليه يوما إنهمْ=لا يشعرون بكونِهِمْ أغرابا الوافدون عليه سلْهُمْ أيُّهُمْ= قد رُدّ مِن بعد المجئ مُخابا فتزف بشراها إلى الدهر الذي=لازال يشكو من بنيه ذئابا و بشارة في مقلتيك إلى الذي=لولا البشارة ما يقر لُبابا مِن حاجة تهوى به في ساحق=لولا ك لم يَعرف لها أبوابا تُبنى على كسر الضمير جميعُها= لولاك لم يَعْرِفْ لها إعرابا تختار ما يُعطي الخجول شجاعة=وتَزيد ما يُعطي الضليل صوابا تختار مِن وسط العقود أواسطا= وتفيض في قحط السنين سحابا وحسُنتَ في كل الصفات وطالما= كان الخيال بمثلك الغلابا تُعطي وتَمنح لا تمن على الفتى= ولرب مُعْطٍ يستحيل عذابا ولَأنتَ مثل الطائعين إلى المُنى= ماذا تَمنَّى تَمتثِلْهُ مُجابا حتى ولو ماء الحياة بكأسه=سيفيض منه ولو رآهُ غرابا يا مَن منحتَ الكلَّ مِن أثمارِها=مِن دون مَنٍ قد يُزيل ثوابا لا ترتجي إلا الإله وقُربَهُ= لا تبتغي من جاهها ألقابا ومنحتَ حتى قيل انك حاتم= بل قيل جاوزت الكريم وطابا إذ حاتم يُعطي الذي في كفه= إذ تستدين وتمنح الطلابا فَلِمَنْ أقول بأنني متردد= وأخاف من هذا المديح حسابا ؟ وأخاف أني لو ذكرت مآثرا= أنَّ الغريب يَظنُّني كذابا مَعْ أنني مهما أقول مقصر=أين السها والحاملات ترابا ؟ أين الحرير على النعيم وأهله= من كل مَن بليت هناك ثيابا ؟ ما كان مَن مَدَحَ السحابَ مبالِغا=كلا ولا مَن يمدح الأطيابا فَسلِ العراق ودجلة عن مائه=ودع الجميع فما يقول كِذابا فهو الذي أدرى به مِنْ غيره=فسل القريب ودع لِذا الأغرابا فَلِدجلةً طعمُ الفرات وكلها= تعطيكَ مِن طيب البلاد لُبابا أرهقتَ ظهري إذ كسرتَ قوائمي= فَنَهضتُ من ثقل المصاب مُعابا لا أستطيع تحملا في داخلي=وأريد من فرط المصاب صوابا أين المؤمل يا حسين أقولها= من لب قلب من أسى قد ذابا ها قد تجمع في فؤادي كلما=أخشاه من هذي الحياة حرابا أبوابه نزفت دماءا كلها=وكأنما قد أصبحت مرزابا أأبي وما أحلى صدى قولي أبي= لا ليس إلا عندها أتصابى الله أعلم ما يثير بداخلي= من ذكريات ٍ قد تُعيدُ شبابا أترى مَدى هذا الكلام وبُعْدَهُ= فبه ستصفيك الحياة شرابا وبه ستكتشف الحياة وسرها= ونسيمها يبدو به جذابا فأبي وأمي والحياة هنا أبي= والسر أمي إن نطقتُ صوابا فأبي وأمي الرافعانِ إلى السما=سببا يزيد من الهدى أسبابا وأبي و أمي المُجليان على المدى= مِن قلبنا مهما يكون ضبابا وأبي وأمي البانيان عقيدة= في القلب تزداد المدى إغرابا وأبي وأمي منهما نسب نمى= ويَزيدنا بِهِمُ العُلى أنسابا وأبي وأمي المطعمان لنا الغذا=بولاء مَنْ في حبه قد ذابا العابدون المخلَصون كما هُمُ= حقاً أقول الطاهرون ثيابا وأبي وأمي الوافِدانِ على الذي= إنا له وإليهِ قابا قابا في كل عِرْقٍ منهما تسبيحة=لو رُتلتْ فوق الرميم لَآبا أصعبْ به من موقف يوما إذا= ناديتُ يا أبتي وخبتُ جوابا خَشُنَتَ ولمّا زاد في مأساتها= هذا المصاب بقتْ تلحّ غُلابا فأصاخ لي النعش الذي قد ضمّه= فوق الأنامل إذ علا وَ أجابا كل ابن أنثى عالما أو جاهلاً= قد كان لا يأتي الهدى مُرتابا لابد أن يطأ التراب بخده=حتى و إن كفر الفتى أو تابا من بعد طولٍ للسنين بما حوتْ= غابوا بهاتيك القبور غيابا لعبت على الوجه اللطيف نميلةٌ ٌ= وأتتْ على ذاك الجمال فَذابا وَإذا بقى الجسم الممدد ساعةً= هجم الذباب , فّمّنْ يقيهِ ذبابا ؟؟ لا تعجَبنْ فالجسم ماض للثرى=والروح تصعد... أين ؟ لستُ مُجابا أٌنظر إلى تلك القبور وكن بها= في لحظة و ارفعْ بذاك حجابا فهنا قبور ضُمَّ فيهنّ العدى= وهنا قبور ضمَّتِ الأحبابا والقبر جنب القبر يصرخ بالذي= يحتال أين المالِكون لُبابا ؟ فَجميعنا نحوَ القبور مصيرنا= إنّا إليها الصائرون ترابا وستنتهي كل الحياة لِكونِها= خُلِقَتْ كذالك فَلْتَكُنْ توّابا وتحس أن العمر راح جميعه=مهما أقمتَ وعشت , راح سرابا إما تكون الجنة المأوى إذا= عمّرته بالمكرمات وكنت فيه مثابا أو تُحرَقنّ بنارها وشنارها= وتزاد في يوم الجزاءِ عذابا فاعمل لِيومِكَ صادِقاً متنسكا=واسلك سبيل الطيبينَ شرابا بمحمدٍ تأتي الإلهَ وآلِهِ= أبوابِهِ لا تُخطِأِ الأبوابا فَهُمُ إلى اللهِ الوسيلةُ فابتغي= تلك الوسيلة لا تكنْ مرتابا متمسكا بهمُ وبالنور الذي=جاء الرسول به فكان كتابا كن فائزا بالمكرمات وكن بها= والمؤمنين ولن تكون مُخابا متقابلين على الأسرة في غد ٍ=والحور في جنّاتِهِمْ أترابا ولَهُمْ بها ما يشتهون وهم بها=متنعمون لهم بها ما طابا
Testing