دار الإمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادي (ع)
قـــــــــــــــــصــــــــــــــــة قـــــــــــصـــــــــــيــــــــــرة – الـــــــــــســـــــــــيــــــــــد جـــــــــــعـــــــــــفــــــــــر الــــــــــــــــفــــــــــــــــرزدق الــــــــــــــــديــــــــــــــــري:
حـيـن عــاد إلــى الــدار، جـلـس فــوق سـريـره، ووضــع ذقـنـه عـلـى كـفـيه، واسـتـغرق فــي الـتـفكير. فـتـحت زوجـتـه بــاب الـغـرفة وحـيـته، لـكـنه لــم يـجب. تـطلعت إلـيه بـتساءل:
مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك أبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ســـــــــــــــلــــــــــــــيــــــــــــــمــــــــــــــان؟
نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر إلــــــــــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــا وأجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب:
لا أعــــــــــــلــــــــــــم يــــــــــــــــــــــــا ســــــكــــــيــــــنــــــة، أشــــــــــــعــــــــــــر وكــــــــــــأنّــــــــــــي فــــــــــــــــــــــــي بــــــــــــئــــــــــــر عــــــمــــــيــــــقـــــة.
بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان الانـــــــــــــــــــــزعـــــــــــــــــــــاج عـــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــى مـــــــــــحــــــــــيــــــــــاهــــــــــا، وقـــــــــــــــــــــالــــــــــــــــــــت:
مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا فـــــــــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــــــــت الـــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــــارحـــــــــــــــــــــــــة؟
ألــــــــــــقـــــــــــى بــــــنــــــفــــــســـــه عــــــــــــلـــــــــــى الــــــــســـــــريـــــــر، وأخــــــــــــــــــــــذ بـــــالـــــتــــطــــلــــع إلــــــــــــــــــــــى الــــــــســـــــقـــــــف...
لـــــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــــد كـــــــــــبـــــــــــســــــــــنــــــــــا دار الإمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام عـــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــي الـــــــــــــــــــــهــــــــــــــــــــادي.
مــــــــــــــــــــاذا؟... نـــــــــــــــــــدّت عـــــــنــــــهــــــا قــــــــــويـــــــــة مــــســــتــــنــــكـــرة، إلـــــــــــــــــــى درجـــــــــــــــــــة شـــــــــــــــــــدّت انـــــتـــــبـــــاهــــه...
مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا امـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأة؟!
مــــــــــــــــــــــــــا بــــــــــــــــــــــــــي؟! وهـــــــــــــــــــــــــل مـــــــــــــــــــــــــا قـــــــــــــمــــــــــــت بـــــــــــــــــــــــــه أمـــــــــــــــــــــــــر عـــــــــــــــــــــــــادي؟!
نــــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــن نـــــــــــــــكــــــــــــــبــــــــــــــس دورهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل لــــــــــــــيــــــــــــــلــــــــــــــة!.
تــــــكـــــبـــــس دور بــــــــنــــــــي هــــــــاشـــــــم، ولــــــــيـــــــس دار الإمـــــــــــــــام الــــــــهـــــــادي!.. ويــــــــلـــــــي... مـــــــــــــــاذا ســـــيـــــحـــــدث لــــــــنـــــــا؟
تــــــــــطـــــــــلـــــــــع إلـــــــــيـــــــــهـــــــــا، ثـــــــــــــــــــــــــــمّ أدار بـــــــــوجـــــــــهـــــــــه إلـــــــــــــــــــــــــــى الـــــــــجـــــــــهـــــــــة الــــــمــــــقـــــابـــــلـــــة...
أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا أقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم بــــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــلـــــــــــــــــــي.
لــــــــــــكــــــــــــنـــــــــــك لا تـــــــــــــــــــــــــــــــــــدرك عــــــــــــاقــــــــــــبـــــــــــة مـــــــــــــــــــــــــــــــــــا تــــــــــــــــــقـــــــــــــــــوم بــــــــــــــــــــــــــــــــــه؟
قـــــفـــــز مــــــــــن عـــــلـــــى ســـــريـــــره بــــحـــركـــة مـــبـــاغــتــة. إســـــتــــدار إلـــيـــهـــا وقـــــــــد تـــــبــــدّى الـــغـــضـــب والانـــــزعــــاج عـــــلــــى وجـــــهــــه...
كـــــــــــــــنــــــــــــــت أعـــــــــــــــلــــــــــــــم أنـــــــــــــــــــــــــــــي لـــــــــــــــــــــــــــــن أجـــــــــــــــــــــــــــــد الــــــــــســــــــــلـــــــــوى لـــــــــــــــديــــــــــــــك.
أنــــــــــــــــت تــــــعـــــلـــــم أنــــــــــــــــي أكــــــــثــــــــر الــــــــنــــــــاس عــــــنـــــايـــــة بــــــشـــــأنـــــك... ألــــــــســــــــت زوجــــــــتــــــــك وأمّ عــــــيـــــالـــــك؟!.
وقـــــــف عــــنـــد الـــنــافــذة، وعــيــنــيـه تـــرقــبــان حــــركـــة الــــشـــارع. فــيــمــا وضـــعـــت رأســـهـــا عـــلـــى الــخــزانــة وراءهــــــا واســتــغـرقـت فــــــي الــتـفـكـيـر.
أيــــــــــــــقــــــــــــــظــــــــــــــهـــــــــــــا مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن هــــــــــــــواجــــــــــــــســـــــــــــهـــــــــــــا قـــــــــــــــــــــــــــائـــــــــــــــــــــــــــلا:
هــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل حـــــــــــــــــــــــــــضّـــــــــــــــــــــــــــرت طـــــــــــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــــــــــام الإفـــــــــــــــــــــــــــطـــــــــــــــــــــــــــار؟
إنـتبهت عـلى صـوته، فـغادرت الـغرفة. فـيما أدار بـطرفه فـيها. لا شـيء يـدل عـلى يـسر الـحال. فـقير لـو تـوقف مـعاشه لـمات عـياله جـوعا. أتـستحق هـذه الدريهمات كلّ هذا العناء؟!.
أطــلــت زوجــتــه بــمـائـدة الــطـعـام. حــــاول أن يــــزدرد الـلـقـيـمات، لــكــن شـهـيـتـه لــــم تــكــن حــاضــرة. إكــتـفـى بــكــوب الــلـبـن، ثـــم أبــعـد جـسـمـه عـــن الـمـائـدة...
أخــــــــــبـــــــــرنـــــــــي بــــــــــــــمــــــــــــــا شــــــــــــــاهــــــــــــــدت فــــــــــــــــــــــــــــي بــــــــــــــيــــــــــــــت الإمـــــــــــــــــــــــــــام الــــــــــــــهـــــــــــــادي؟
لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا تـــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــولـــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــن ذلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك؟
لأنـــــــــــــــك لــــــــســـــــت عــــــــلـــــــى مـــــــــــــــا يــــــــــــــرام.. أنــــــــــــــا أعـــــــرفـــــــك.. لـــــــقـــــــد حــــــــــــــدث لــــــــــــــك أمــــــــــــــرا مــــــــــــــا.
أشــــــاح بــوجــهــه عــنــهــا. لـــكـــن ســكــوتـهـا والـــهـــدوء الـــــذي يــشــمـل الــغــرفـة، ضـــاعــف مـــــن إحــســاسـه بــالـحـاجـة إلـــــى الإفـــضــاء بـــمــا فـــــي قــلــبـه...
لــــــــــــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــــــــــد رأيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت الإمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام الــــــــــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــــــادي؟
شــــــــــــــــــــــــــاهـــــــــــــــــــــــــدتـــــــــــــــــــــــــه بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأمّ عـــــــــــــــــــيـــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــيــــــــــــــــــك؟
بــــــــــــــــــلـــــــــــــــــى. لــــــــــــكــــــــــــنـــــــــــه كـــــــــــــــــــــــــــــــــــان فـــــــــــــــــــــــــــــــــــي وضـــــــــــــــــــــــــــــــــــع غــــــــــــــــــريـــــــــــــــــب؟
مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا تــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي؟
عـــــــنــــــدمــــــا كـــــبـــــســــنــــا الــــــــــــــــــدار، تــــــوقــــــعــــــت أن أجــــــــــــــــــد الـــــــــريـــــــــاش الــــــوثــــــيــــــرة، والأثــــــــــــــــــاث الــــــفــــــاخــــــر؟
فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا وجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدت؟
وجــــــــدتـــــــه مــــلــــتــــفـــاً بـــــــــــــــرداء صـــــــــــــــوف، وهـــــــــــــــو يــــــــقـــــــرأ الــــــــقـــــــرآن. وقــــــــــــــد نـــــــصـــــــب لــــنــــفـــســـه قـــــــبـــــــرا...
بالله عــــــــلـــــــيـــــــك لا تــــــــكـــــــمـــــــل. أجـــــــــــابـــــــــــت وقــــــــــــــــــــــد ســـــبـــــقــــتــــهــــا عـــــيـــــنــــيــــهــــا إلــــــــــــــــــــــى الـــــــبـــــــكـــــــاء...
مـــــــــــــــــتـــــــــــــــــى ســــــــــــيـــــــــــتـــــــــــوب الله عـــــــــــلـــــــــــيـــــــــــك مـــــــــــــــــــــــــــــــــن هـــــــــــــــــــــــــــــــــذا الـــــــــــعـــــــــــمـــــــــــل؟
ومـــــــــــــــــــــــــــــــــــا حـــــــــيـــــــــلـــــــــتــــــــي يـــــــــــــــــــــــــــــــــــا امـــــــــــــــــــــــــــــــــــرأة.. مــــــــــــــــــــــــــــــــــا حـــــــــيـــــــــلــــــــتــــــــي؟!.
أجهش في البكاء هو الآخر. حين دخل طفل لا يتجاوز الثالثة من عمره. فتح له ذراعيه، فألقى بنفسه بين أحضانه. رفع عينيه إلى زوجته، فأنزلت عينيها الى الأرض واكتفت بالبكاء في صمت.
تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
الــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت 4/2/2012