وحيُ الشُّعور إلى بُحورِكَ
سَاغِبُ والشِّعرُ يُغرَفُ مِنْ هَوَاكَ ويُسكَبُ
يـا مـن إذا مرَّ اسمُهُ في
خَاطِري تَـهـتَـزُّ رُوحــي بـالـحَنينِ
فـأكـتُبُ
إنــي أتـيـتُكَ والـعـيونُ
شَـوَاخصٌ لـبُـزُوغِ فَـجـرِكَ بـالـضِّيا
أتـرقَّـبُ
مـا انـفَكَّ يَجذِبني الحَنينُ
فأرتمي مـا بَـينَ أحـضانِ الـقَصيدةِ
أنـحَبُ
والـشَّوقُ يَـقتُلُني ويُـحرِقُ
خَافِقي فـالوَصلُ صعبٌ! والتَّصبُّرُ
أصعَبُ!
أشـتـاقُ قَـبـرَكَ يــا عـليُّ
وريـحَهُ والـقلبُ فـي جَـمرِ الـنَّوى
يَتَقلَّبُ
هــذا جــوارُكَ يــا حِـمـاً
لـجـوارهِ أتُرَى على طَلَبي جوارَكَ
مَطلَبُ؟
لا لـن يَـطيبَ بِغَيرِ قربِكَ
خاطري لا لــن يَـلـذَّ بِـغـيرِ مَـائِكَ
مَـشرَبُ
يــا ثـاويـاً تُــربَ الـغـريِّ ويــا
لـهُ تـربٌ ثَـوَى فِـيهِ الـجَبينُ
الـكَوكَبُ
بــلـدٌ إذا شُّـــدَّت إلــيـهِ
رَوَاحــلٌ شَــدَّتْ بِـرُوحِـي والـفُؤادُ
مُـعذَّبُ
نَـجَـفُ الـوَصـيِّ وحُـبُّـهُ
عُـمـرَانُها وبِــدُونِـهِ, كُـــلُّ الــبِـلادِ
خَـرَائِـبُ
كــلُّ الـبِـلادِ بِـهـا شُــرُوقٌ
لـلـسَّنا لَـكِـن بِــلا شَــكٍّ سَـنـاها
يَـغـرُبُ
إلا الــغـري فـــإن فِـيـهـا
حَـيـدَراً نــورٌ تَـهـيمُ بِــهِ الـعُيونُ
فـتُسْلَبُ
هــذا عـلـيُّ عَـلَى الـجَميعِ
مُـقدَّمٌ إلا الـــذي ضَـمَّـتْهُ فَـخـرَاً
يـثـرِبُ
وهُـمَـا لَــدَى الـتَّكوينِ نُـورٌ
وَاحِـدٌ والـكَـونُ دُونَـهُـمَا مَـسَـاءٌ
غَـيـهَبُ
قَــابـانِ بَـيـنَـهُمَا الـجـليلةُ
فـاطـمٌ وهِــيَ الـتـي كـانَـتْ لـكُلٍّ
أقـرَبُ
ومُـحمَّدُ الـدِّينُ الـقَويمُ مِنَ السَّما وعَـليُّ فـي فَـهمِ الـدِّيانَةِ
مَـذهَبُ
ومُـحـمَّدُ الـقُـرآنُ يَـنـطِقُ
صَـادِقَاً وعَــلـيُّ قُــرآنٌ يَـجـيءُ
ويَـذهَـبُ
ومُـحـمَّدُ الـتَّـكليفُ يَـنـزِلُ
وَاجِـبَـاً وعَــلـيُّ تَـطـبيقٌ لـمـا
يَـسـتَوجِبُ
ومُـحـمَّـدٌ لـلـجَـيشِ كَــانَ
قِـيـادَةً وعـلـيُّ جَـيـشٌ لـلإشَـارةِ
يَـرقَـبُ
يَمشي ومَوجُ المَوتِ في
خُطُواتِهِ مَــنْ مـثـلَه مَـوجَ الـمَنَايا
يَـركبُ؟
قُـطبُ الـكريهَةِ وهيَ دَارَتْ
حَولَهُ وبـقُطرِهَا أمـسَى يَصُولُ
ويَضْرِبُ
قَــدْ كَــانَ يَـقلِبُ لـلجَنَاحِ
جَـنَاحَهَا والـقَـلـبُ مِـــنْ حَـمَـلَاتِهِ
يَـتَـقَلَّبُ
مـا بَـينَ كَـفّيهِ الـفَوَارِسُ
كَالدُّمَى تَــهـوي ومَـيـدَانُ الـمَـنَايا
مَـلـعَبُ
طَـلِقُ الـمُحيَّا والـسُّيوفُ
عَـوابِسٌ والـحَـربُ عَــنْ جَـنبيهِ نَـارٌ
تَـلهَبُ
عـينَاهُ سَـهْمٌ فـي القُلُوبِ
يُصَوَّبُ والـصَّوتُ صَـاعِقَةٌ إذا مـا
يَـغْضَبُ
مَــنْ كَــانَ نَـازَلَـهُ فـإمّـا لـلـثرى
يَــهْـوِي صَـرِيـعَاً أو عَـريِّـاً
يَـهـرُبُ
مــا كَـانَ مِـنْ خَـبَرِ ابـنِ ودٍ
بَـعدَهُ إلا دِمَـــــاءٌ لـلـتـرائِـبِ
تَــشْـخَـبُ
وَلَــقَـدْ تَـحَـدَّتْهُ الـيَـهُودُ
ومَـرحَـبٌ فـانْـدَكَّ حِـصْـنُهُمُ وجُـدِّلَ
مَـرْحَبُ
بـطلٌ بِـهِ مَـثَلُ الـشَّجَاعَةِ
يُـضْرَبُ قَـتَّـالَـهَا سَـمَّـتْـهُ قِــدْمَـاً
يَــعـرُبُ
حَـمَلُوا عَـلَيهِ الـحِقْدَ مِلْئَ
قُلُوبِهِمْ وفُــؤُادُهُ عَــنْ كُــلِّ حِـقْدٍ
أَرحَـبُ
خَـسِئوا بـأنْ يَـجِدُوا عَـلَيهِ
نَـقِيصَةً هَـيـهاتَ يُـلـقى فِـي عـليٍ
مَـثْلَبُ
رَفَـعَ الـجَليلُ عَـلَى الخَلَائِقِ
قَدْرَهُ عَـجَـبَاً لَــهُ كَـيفَ الـعَدَاوَةُ
تُـنْصَبُ
وَرَأَى الـطَّـلِيقُ بَـأنْ يُـغيِّبَ
فَـضْلَهُ والـشَّمْسُ بـالغُرْبَالِ لَـيسَ
تُـغَيَّبُ
فـاكتَالَ فـي عِدلِ الضَّغِينَةِ
شَتْمَهُ فَـــوقَ الـمَـنَابِرِ والـمَـنَابِرُ
تَـنْـحَبُ
وَهُـوَ الَّـذي تَـهْوَى الـمَنَابِرُ
صَـوْتَهُ إمـا اعْـتَلاها في الجَحَافِلِ
يَخطبُ
فـيَـسُـحُّ بِــالـدُّرَرِ الـثَّـمِينَةِ
مُـزنُـهُ ريَّــاً إذا وَعِــيَ الـضَّميرُ
الـمُجْدِبُ
أفْـدِيهِ مَـنْ مَـلَئَ الـوُجُودَ
مَـعارِفَاً ولَـهَ العُلُومُ لَدَى المَنَاسِبِ
تُنْسَبُ
سِـحْـرُ الـفَصَاحَةِ فِـي بَـدَيعِ
بَـيَانِهِ وشَذَى المَعَانِي فِي البَلَاغَةِ
أَطيَبُ
وَلَـتِلْكَ مِـنْ بَـحرِ الـفَضَائِلِ
قَطْرَةٌ فَـفَضَائِلُ الـكَرَّارِ لَـيسَتْ
تُـحسَبُ
هــذا عـلـيٌّ فــي الـوُجُودِ
وجـدتُهُ عَـجَـبَاً, بِـهِ كُـلِّ الـعَجَائِبِ
تُـعجَبُ