شعراء أهل البيت عليهم السلام - رأى العز بالموت فاختاره

عــــدد الأبـيـات
29
عدد المشاهدات
2249
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
20/08/2011
وقـــت الإضــافــة
3:28 مساءً

رأى العز بالموت فاختاره الشيخ محمّد علي اليعقوبي تناسى ببابل أوطارهُ=فتىً أرضح الشيب أعذارهُ أمن بعد ما جاوز الأربعين=يطاوع باللهو أمّارهُ إذا ما الشباب انطوى سفره=فخلَّ الهوى واطوِ أسفارهُ فما أنا من بعدها ذو هوىً=يقاسي من الحبِّ أطوارهُ يناجي نجوم الدجى ساهراً=وكان ينادم أقمارهُ إذا ما صفا عيشه برهةً=أناخ له الدهر أكدارهُ فدع ذكريات الصبا إنني=ذكرت الحسين وأنصارهُ قضوا ظمأ حول ماء الفرات=فلا فجَّر الله أنهارهُ فلله يوم لسان الزمان=يردَّد للحشر أخبارهُ أطلَّ على الكون في نكبةٍ=بها طبّق النَّوحُ أقطارهُ إذا رام نسيانه العاملون=أهاج المحرَّمُ تذكارهُ تردَّت ثياب العلا هاشم=واُميُّ اكتست في الوغى عارهُ(1) عشيَّة قد نهض ابنُ الطليق=من المصطفى طالباً ثارهُ أيملك شرُّ عبيد الأنام=خيارَ الأنام وأحرارهُ فأدرك في قتل أبنائه=وسبْي ذراريه أوتارهُ بنفسيَ ثاوٍ بحرِّ الهجير=ثلاثاً سوى الوحش ما زارهُ ومذ خيَّروه الردى والهوان=رأى العز بالموت فاختارهُ تلفَّع طمر الثنا والدماء=إذ ابتزَّت القوم أطمارهُ وصدر نشا فوق صدر النبي=به أودع الله أسرارهُ غدا لخيول العدى حلْبة=تُعفي السنابك آثارهُ وبيت تذبُّ الظبا دونه=وتمنع سمر القنا جارهُ تسامى بمن فيه حتّى غدت=جميعُ الملائك زوّارهُ فغودر بالطفَّ نهب العداة=وقد هتكوا منه أستارهُ وفرَّت كرائمه خيفة=فرار القطا عاف أوكارهُ تلفُّ الضلوع على أكبدٍ=بها شبّ زند الأسى نارهُ وسيقت إلى الشام نحو اللئام=تعاني من السير أخطارهُ وليس لديها سوى ناحلٍ=به أنشب السقم أظفارهُ تعاين بالرمح رأس الحسين=فتذري من الدمع مدرارهُ إذا ضلَّ بالليل حادي الظعون=تتبّع في السير أنوارهُ محمّد عليًّ اليعقوبيُّ النجف
Testing