يَــا مَــن تَـوحَّـد فـي الـفؤادِ
هَـواكَ يَــــا عِــلّـةَ الإيــجـادِ بـــل
لَـــولاكَ
لَـــولاكَ مَـــا بَـــرأ الإلـــهُ
خَـلـيـقَةً إذ كُــنــت غــايـتَـهُ وكـــان
مُــنَـاكَ
بـضَـريـحكَ الـفِـردَوسُ حَــلَّ
وَإنَّــهُ قَـــد ضَـــمَّ فــي أكـنـافهِ
الأفـلاكـا
أوَ ذَا مَــــزَارٌ أمْ يُــطَــافُ
بـكـعـبـةٍ وَدَّ الـحـطـيمُ بـــأنْ يــكـونَ
فِـنـاكَ
هَـــذا ضَـريـحُكَ أمْ لِـربِّـك
عَـرشُـه سَـبـعُ الـطّـباق بــه غَـبـطْنَ
ثَــراكَ
وَبـفـضل قَـبـركَ كَـربـلاءُ
تـقـدَّست وَتــعـطَّـرت كُــــلُّ الــبــلادِ بـــذاكَ
وَعَـلـى الـعَـوالم قَــد وُهِـبتَ
ولايـةً تُـعـطـي وتـمـنع مــا تـشـاء
يــداكَ
مَــا ضَـرَّنـي قَـولُ الـمقصِّرةِ
الأُلـى عـــــدّوا غـــلــوّاً أن أجِـــــلَّ
ولاكَ
غَـمَـر الــوَرى طُـرَّاً نـوالُك واغـتدى يَـهـمي غِـيـاثاً مــنْ غَـمـام
سـمَـاكَ
وخُـلِقتَ مـن أزكـى وأطـيب
طـينةٍ بــيــديـه ربُّ الـعـالـمـيـن
بـــــراكَ
وعـلَـيكَ أغْــدقَ مـن عـميم
عـطائه لــــم يُــعـطِـهِ رُســــلاً ولا أمْــلاكـا
يَــــا نـــورَ ربِّ الـعـالـمين
وظِــلَّـه مَــــنْ رَام يَــنـظـرَ لــلإلــهِ يَـــراكَ
مــا لــذّ لـي فـرضُ الـصَّلاةِ
أقـيمُه حــتّــى أعــفِّــرَ جـبـهـتـي
بــثـراكَ
إنـــي إذا حـــلَّ الـصّـيـام
وشـهـره مــا طــاب لــي لـولا أذوقَ
ظَـماكَ
نَـطـقَت بـفضلك ألـسنٌ
وتـخرّست أخـــــرى تَــــودُّ إحــاطــةً
بــثَـنـاكَ
قـد غـرّد الـذّكر الـحكيمُ بمدحكَ
ال سَّـامي, وذا الـشَّرف العظيمُ
كفاكَ
يـــا تــالـي الــقـرآنِ حـــقَّ
تـــلاوةٍ بـبـديـع وصـــفٍ مَــا تَــلاهُ
سِــواكَ
فـتَـلوتَ مــن آيـاتـه فــي يــوم
أن ســارت بـرأسك فـي الـبلاد
عِـداكَ
مــا فـرَّقـوك عــن الـكـتاب
وإنّـمـا قـــد فــارقـوه بـسـفـكهم
لِـدِمـاكَ
فـعـليكَ طَـرفـي لا يـملُّ مـن
الـبُكا والـقـلبُ فــي حُــرَقٍ يـديمُ
عـزاكَ
يـا عُـظْمَ رُزئـكَ في السَّماء
وحزنَهُ فـنـعـاك ربُّـــك والــرَّسـولُ
بـكـاكَ
مــا حــالُ أمِّــك فـاطمٍ يـومَ
الّـذي جـــاءت وأنـــت مُــضـرَّجٌ
لــتـراكَ
لـطَمَتْ على الصَّدر المهشَّم
ضلعُه حــيـن الّـــذي ذاك الأثــيـمُ
عَــلاكَ
فَـجَـمعتَ يــومَ الـطّـفِ كُــلَّ
رزيّـةٍ فَــورثـتَ أُمَّـــكَ والــوَصـيَّ
أبَـــاكَ
فـبـضلعها مـنـك الأضـالـعُ
كُـسِّـرت والـسّهم فـي وَضَـح الـجبين
رمـاكَ
اللهُ مــــا صَــنـعَ الـمـثـلَّث
وقــعُـه فـهـويتَ إذ أوهــى الـمصابُ
قُـواكَ
أرويـت مـن دمـك الـطّفوف
ورملَه لـيتَ الـطّفوفَ مـن الفرات
سقاكَ
أنـا يـا حـسينُ بـجودِ عـطفكَ
طامِعٌ عـــبــدٌ فَــقـيـرٌ عَــالــقٌ
بــرَجَــاكَ
وإلــيـك ارفــع ذا الـمـديحَ
مـعـطَّراً كـالـمسك يـعبق مـن أريـج
شـذاكَ
أزكى السّلامِ عليك يا شمسَ الهُدى وعـلى بـنيك الـطّاهرين
ضُـحاكَ(1)