شعراء أهل البيت عليهم السلام - عبور الكنايات

عــــدد الأبـيـات
45
عدد المشاهدات
2914
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
23/06/2011
وقـــت الإضــافــة
3:12 مساءً

ما بينَ ذِكْركَ وانْعِتاقِيَ خُنْصرُ = فَافْتَحْ لِقَلْبِيَ بَابَ وَصْلِكَ,أَعْبُرُ واضرِبْ بِضَوئِكَ بَحْرَ غَيْهَبِيَ الّذِي = يَنْشَقُّ مِنْ وهَجِ البَهاءِ فَيُسْفِرُ واسْلُكْ بِرُوحِيَ فِي رُؤَاكَ لِتَنْجَلِي = بَيْضَاءَ لا سُوءٌ بِها أو مُنْكَرُ حتّى أَجُوز البَرْزَخَ المُفْضِي إلى =مَلَكوتِ ذَاتِكَ حيثُ ذاتُكَ مِشْعَرُ أُزجي الكِنايات التي بِمَجَازِها = كَيْنونةُ المَعْنى بِفِكْرِيَ تُمْطِرُ وأُصِيخُ لِلأَمْلاكِ بِاسْمِكَ تَرْتَقِي = وأرى فَكُلّيَ فِي التّراقِيَ مِحْجَرُ وكَأنّما انْكَشَفَ الحِجَاب صَبِيّةٌ = حَوراءَ كانَتْ بِالسّنا تَتَسَتّرُ فَدَنَوتُ واقْتَرَبَتْ تُسَوّلُ لِي الرّؤَى = تَمْشِي على رِمْشِي هُنَاكَ وتخْفرُ أَرْخَتْ جَدَائِلَهَا لِتَرْفَعَني بِهَا = لِلْمُنْتَهَى حيثُ الجَلالُ الأَكْبَرُ وبَزَغْتَ تُشْرِقُ آيَةً كُبْرَى فَلا = فَهْمٌ يُؤَوّلُهَا ولا تَتَفَسّرُ ما سِرُ نُوركَ ذلكَ القُدُسُ الّذي = يَغْشَاهُ مَا يَغْشَى ولا يُتصَوّرُ العَارِفونَ, بِكُنُهِ ذَاتِكَ حُيّرُوا = قُلْ لِي فَدَيْتُكَ كَيفَ لا أَتَحَيّرُ؟ عَايَنْتُ مِنْ مَعْنَاكَ بَعْضَ رَوائِعٍ = في العالَمِ العُلْويِّ كانَتْ تُسْطَرُ لا اللوحُ أَحْصَاهَا ولا القَلمُ انْتَهَى = مِنْ عَدِّ أفْضالٍ تَفِيضُ وتَزْخَرُ حتى تَجَارَتْ فِي فَمِي نَهرًا مِنَ = البَوحِ السَماوِيِّ الَذي يَتَكَوثَرُ فإذا الشَفَاهُ المُقْفِراتُ نَمَا بِها = حَقْلٌ يُنَدّيهِ الغِنَاءُ الأَخْضَرُ وإذَا الحَنَايَا الجُرْدُ فَي ضَنَكِ المحُولِ= على امْتِدادِ خَواطِرِي تَتَشَجّرُ وغَديرُ حُبّكَ بَايَعَتْهُ الرّوحُ = فَانْفَتَقَتْ يَنَابِيعُ الوَلا تَتَفَجّرُ وبِكُلّ بِركَةِ فِكْرَةٍ فِي جَنّةِ = الأَحْلاَمِ تُيْنِعُ وَسْطَهَا نَيْلُوفَرُ حتىّ غُصُونُ قَصَيدَتَي لَمّا ادّلَتْ = الدُّرُ نَثْرُ عُذوقِهَا والجَوهَرُ فَقَطَفْتُ مِنْهَا دُرّةً وإذَا بِهَا = شَمْسٌ بِعينِ حَقِيقَتِي تَتَكَوّرُ وتَفُوحُ رَائِحَةُ الحِكَاياتِ التي = مَا أَنْ تَمُرُّ بِثَغْرِهًا تَتَعَطّرُ أيُّ التّفَاصيلُ الأَثيرَةُ تَنْتَقِي = مِنْ كُلّ رَاوِيَةٍ لَدَيْهَا مَصْدَرُ مِنْ أَيْنَ تَبْدَأُ والجِهَاتُ تَنَاسَلَتْ = تَمْتَدُّ فِي أُفُقِ العَلِيِّ وتَكْبُرُ يَا سْورَةَ الإِنْسَانِ تَشْهَدُ هَلْ أَتَى: = في الدّهْرِ مِثلكَ لا ترَ , وتُذَكِّرُ منذ ارتَضاكَ الربّ من قبل الدُّنا = مازَالَ يَتْلُوكَ الزّمَانُ فَيَفْخَرُ مازالَ وَجْهُ اللهِ حِيْنَ تَمَخّضَتْكّ = الكَعْبَةُ العَذْراءُ فِيكَ مُنَوّرُ وجَمالُ رُوحِكَ لا يُضَاهَى حِينَما = انْبَلَجَتْ تَلامَعُ في الوُجُودِ وتُزْهِرُ فإذا نَظَرْتُ إلى جَميلٍ إنّمَا = هو مِنْ جَمَالِكَ يَسْتَبِينُ ويَظْهَرُ وتَرَقّبَتْكَ الأَرْضُ طَيفَ رَبِيعِهَا = حينَ اسْتَبَدّ بِها الخَريِفُ الأَبْتَرُ فَأَتَيْتَ تَحْمِلُ ذا الفُقَارِ مُمَهِّدًا = تَجْتَثُ أشْوَاكَ الضّلالِ وتَبْتِرُ فَإذا تَهَيّأَتِ افْتَرَعْتَ يَبَابَهَا = بِالخَصْبِ تَحْرثُ فِي النُّفُوسِ وتَبْذرُ بَعْضُ النّفُوسِ تَألّقَتْ بِثِمَارِهَا = والبَعْضُ مِنْهَا عَاقِرٌ لا تُثْمِرُ أما الّذِينَ تَألّقوا يَا حَبّذَا = تِلكَ العَنَاقِيدُ التي تَتَجَوْهَرُ وأُولوا العَقائِمِ مِنْ بَوارِ نُفوسِهمْ = ذَبُلُوا وبَعْد الإصْفِرارِ تَحَجّرُوا يا أيُّهَا النَّبَأُ العَظِيمُ تَسَاءَلَتْ = عَنْكَ ارْتِيَابَاتٌ تَزِلُّ وتَعْثَرُ فَأَتَتْهُمُ مِن ذِي المَعَارِجِ آيَةُ = تُعْشِي العُيونَ فَمَالَهُمْ لَمْ يُبْصِرُوا ؟! أمْ مَالَهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا صَوتَ الهُدّى: = " أَنْتَ الوَلِيُّ ..وأَنْتَ أَنْتَ مُؤَمَّرُ" لا طائِرٌ يَرقى إليكَ وإن عَلا = والسّيْلُ عنكَ بِأنْجُمٍ يَتَحَدّرُ وسَعَيْتَ تَبْنِيَ ما تَهَدّمَ مُصْلحًا= باللهِ قُلْ لِيَ كَيْفَ سَعْيُكَ يُكْفَرُ؟ يا نَبْضَةَ الطُّهْرِ التي ارْتَمَسَتْ بِهَا = أدْرانُ كُلّ جَوَانِحِي تَتَطَهّرُ يَا وَمْضَةَ الوَجدِ التي سَكَرَتْ بِها = روحِي بِغَيْرِ وَمِيضِهَا لا تَسْكَرُ يَا عَبْقَةَ الفِرْدَوْسِ مِلءَ مَنَاسِمِي = مَا أَنْ أَشّمّ عَبِيرَهَا أَتَحَرَّرُ يا سَيِّدِي لَكَ قَادَنِي العِشْقُ الَذِي = مُذْ لَمْ أَكُنْ شَيئًا..يُكَنُّ ويُضْمَر فَوَجَدْتُ بَابَكَ مُشْرَعًا فِي خَافِقِي = وعَبَرْتُ مُذْ عَبَرَتْ فَمِي " يَا حَيْدَرُ"
Testing