لا يـنـقضي أبــداً وجــدي
وأحـزاني أبـكي وقـد سـال مـن عينيَّ
عينانِ
والـنفسُ مـني فـي وجدٍ وفي
كمدٍ كـأنَّ لـيس لـها في الوجد من
ثاني
أكــادُ مــن ألــمٍ تـكـوى بـه
كـبدي أحــن مـثـل حـنـين الـوالـه
الـعاني
أو كـالسفينة فـي لـج الـبحار
غدت تــجـري ولـكـنها مــن غـيـر
ربَّــانِ
جـرَّت بـها عـافيات الـريح
فانقلبت تـسـيـر هـائـمة مــن غـيـر
سـكَّـانِ
أو أنـهـا كـعـطاش الـهـيم
قـاطـعةً عـــرض الـسـهولِ لآكــامٍ
ووديــانِ
هـذاك دأبـي وذا حـالي أقـلب
مـن وجـــدٍ لــوجـدٍ وأحـــزانٍ
لأحـــزانِ
مـــا شـفَّـني لــذة الـدنـيا
وزيـنـتها وكـيـف أبـكـي نـعـيماً زائــلاً
فـاني
كـــلا ولا زبــرجـاً فـيـهـا
ومـنـتـزهاً فــيــه تــســرح لـلـمـهوم
عـيـنـانِ
ولا مــبـانٍ أراهــا شـاهـقاتٍ
وقــد ســـارت عــلَّـواً بـأشـكالٍ
وألــوانِ
فـفـاتني حـسـنها الـزاهي
وبـهجتها فـصـرت أقـرع سـني مـثل
نـدمان
لـكن شجانيَ ما أشجى البتولة
من جـور الـليالي فـأضحى دمعها
قاني
تـبـكي بـلـهفة قـلب شـفّهُ ألـم
ال فــراق و الـوجـد و الـتـذكار
حـرّان
تـصيح : يـا والـدي يـا مـن ألـوذ بـه فـي الـنائبات إذا مـا الـهم
أضـناني
يــا ولــدي كـنتَ بـدرًا يـستضاءُ
بـه فغبت فاستوحشت أهلي و أوطاني
و الـبدر إن غـاب عمّت وحشةٌ
أبدا مـن الـظلام و هل للبدر من
ثاني؟
إنــي تـمـنيت أن الـمـوت
عـاجلني و أن يـومـي قـبـل الـيـوم
وافـانـي
يــا والــدي ضـاقت الـدنيا
بـرحبتها عـليَّ حـتى فـقدت الـيوم
سـلواني
لـما مـضيتَ فـصبري صـار
منعدمًا و انـهـدت الـيـوم بــالأرزاء
أركـاني
فـلـو تـرانـي بـيـن الـبـاب
صـارخة و حــيــدر حــالــه و الله
أبــكـانـي
أبــكـي مـكـسـرة الأضـــلاع نـادبـة أيـن الـذي فـي بـيوت الـعزّ
ربّـاني
حـتـى وقـعـت بـحـر الـحزن
بـاكية مـغـشّـىً عـلـيَّ بـأعـتاب و
تـربـانِ
قـد خر مني جنيني من حشا
كبدي و الـعصر بـالباب أرزانـي و
أضناني
و قــد مـضوا بـكفيلي فـي
حـمائله يـقـاد لـيـس لــه حــامٍ و لا
حـانـي
فـقـمت مـسـرعةً أبـكـي
مـولـولة من خلفهم قد هَمَتْ بالدمع أجفاني
و صحت : خلّوا ابن عمي لا أبًا
لكم أو لا سـأشكو إلـى الـجبار
أحـزاني
ردّوا إلـــــيّ بــأحـقـاد
تـسـوقـهـمُ و ســوط قـنـفد بـالـمتنين
ألـوانـي
أبـاه قـد لـطموا عـيني و ما
رحموا حـالـي ولا حــال أبـنائي و
صـبياني
فـلو تـراني أئـن الـيوم مـن
أسـف عـليك و الـعين يـجري دمـعها
قاني
لـساءك الـيوم مـا لاقـيت مـن
ألم جـرى عـليّ و صـرتَ الـيوم
تنعاني
يـا فـاطم الـطهر يا من كان
والدها خـير الـبرية مـن قـاص و من
داني
جـلّت رزايـاك فـالتاعت لـها
كـبدي لـما عـراك ووجـدي الـيوم
أضناني
فـسوف أبكيك دوماً ما حييتُ
على طـول الـمدى وتـسحُّ الدمع
عيناني
ثـــم الـصـلاة عـلـيكم دائـمـاً
أبــداً مـا سـار يـطوي الـفلا سارٍ
بركبانِ