شعراء أهل البيت عليهم السلام - تجليات الطف في جسد منهك

عــــدد الأبـيـات
42
عدد المشاهدات
3160
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
06/02/2011
وقـــت الإضــافــة
8:28 مساءً

يا شاطئ الوجدِ خان القلبَ زورقُهُ=ولم يعد غيرُه للحزن أُطلقُهُ لي دمعةٌ كلما فارت على جهةٍ=يرسو بها زورقي المكسور تُغرقُه لمَّا تفتَّح بابُ (العاشر) اندلقت=وقد أقامت سنينَ العمر تطرق بي مثلُ جيشٍ بأرض الطف روعها=جيشٌ على الخد جرارٌ رقرقه وفي فؤادي خدرٌ لا يزال لظى=من أشعل النار في الخيمات يحرقه وبين جفنيَ ماءٌ لم أكن أبدا=لو لم تُصَب قربة (العباس) أهرقه أنا مخاض دموعٍ أُجهضت عَنَتا=قد كانت الطفُّ بالأرزاء تَطلَقُه في كل ناحيةٍ مني نما غصُنٌ=لمّا يزل دمع (عاشوراء) يُورقه تصوغني (الطفُّ) حتى لم أعد أحدا=غيرَ الذي هذه الأرزاءُ تخلقه هنا (الطفوف) تجلت في ثرى جسدي=في كل عضو شهيدٌ ظل يُقلقهُ هنا أصيب (عليُّ بنُ الحسين) وقد=كان الحسينُ على جفنيَّ يرمقه تموجتْ كربلا وجداً على جسدي=لما مضى السبط من خديه يلصقه كل الكواكب قد خرت هنا وهنا=يؤمها القمر المفضوخ مفرقه لمّا هوى دونما كفًّ قذفتُ له=روحي إلى هذه الرمضاء تسبقه هنا الحسين وحيدا ظل في رئتي=إذا تصعّد فيَّ الحزنُ أشهقه ما الْتمَّ جيشٌ على العطشان في جسدي=إلا سعت كل أعضائي تُفرِّقه لم ينعقد كبدي إلا ليحرسه=يذود عنه زماناً راح يرشقه لو لا (المثلث) لم يقتصَّ من كبدي=لَمَا انتهى لحشا المولى يمزّقه هنا توزع سبط المصطفى وعوت=فيّ الرياح على جسمٍ تطوقه ما زارني أحدٌ لما غفا بدمي=إلا الذي مر بي في الليل يسرقه هنا دفنتُ حسيناً بعدما عجزت=أن تمنعَ الخيلَ روحي يوم تسحقه يا واصلا في الفدا أقصى العطاء ومن=مُدت إلى مطمح العشاق أعدقه لم يكذبِ االموتُ إلا حينما اعترضت=منك الجراحات .. خان الموتَ منطقه قد كنتَ وحدك لما سلَّ أسيُفَه=ولم يكن غير هذا النزف تمشقه هم وزعوك ولكن في القلوب فما=ضر البغاة أبا الأحرار لو فقهوا أشرقت في كل قلب كالصباح وما=مر الردى في فؤادٍ أنت تُشرقه ما كان يجري على وجه الحياة دمٌ=لو لم تُروَّ بما أعطيت أعرقه هناك أنت على جذب الحياة يدٌ=أنى يمد الفدا كفيه تغدقه ما كان أكرم من جرحٍ عرجتَ بهِ=ولا جراح أخيك الفاض مفرقه أعطى الوجود يديه وانثنى أسِفا=مذ جف من كفه ما كان ينفقه ما أبدع الجسد المجروح في نغمٍ=عن الفداء على الدنيا يموسقه قد كان أصدق راوٍي وهو منجرحٌ=لم يفتأ الملأُ الأعلى يوثِّقُه إن الحديث الذي يصغي الزمان له=هو الحديث الذي لا زلال يدفقه ما كان أصدق من جرح أبان به=وأصدقُ القول في مبناه أعمقه إن الجراحات إن قالت فقد صدقت=يا رُب أخرس بذَّ الكون منطقه تعوي الرياح ولا صوت هناك سوى=صوت الحقيقة من أشلاك تُطلقه مدت هناك لك العشاق أيديها=في محشرٍ تاه في الأزمان رونقه لما انفتحت على جرحٍ فتحت لها=الباب الذي ليس يقوى الظلم يغلقه يا أيها العبقُ المبذور في دمنا=لا بد كي تفرُعَ الأرواح تنشقه هذا أنا العاشق المفتون يتعبه=طول السرى والحنين الغمر يرهقه بيني وبينك آلاف الغيوم إذا=ما أرعد الشوقُ روحي رحت أبرقه تقودني نحوك الأرزاق أطلبها=وأنت أكبر ما في الدهر أُرزقُه
Testing