شعراء أهل البيت عليهم السلام - خفقات قلب جريح.. في محراب النور

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
2113
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/11/2010
وقـــت الإضــافــة
7:59 مساءً

1
تشرئب الشمس من بطن التراب
لتصعد للمآذن!
تحيك من ثوبها الذهبي حبًا
ليحتضن المدائن!
و تغزل من شعرها المجدول ألقاً
لينزل للجنائن!
تعلو ثم تعلو.. لتلحق بالنور
المُصفى من الضغائن!
فترمقه بحزنها المجبول
بكل أسرار المفاتن!
و تهمس بقلبها النازف عشقاً
و تهتف بجرحها المكبوت قهرًا:
ذكراك دهري
يا نور المنن!
ذكراك عمري
يا زهر الزمن!
ذكراك تحيي السناء
يا محيي السنن!
ذكراك تفني الفناء
يا مفني الفتن!
ذكراك روح الضياء
يا أبا المحن!
ذكراك دمع السماء
يا أبا الحسن!!

2
هو صرخة القلب تزهر أنساماً
على مرّ العصور!
هو دمعة السَّحَر تسيل أنواراً
على مدّ الدهور!
هو نشوة النجم يحملها الغمام
إلى عمق البحور!
هو قبلة النور يطبعها اليمام
على خدّ الصخور!
هو ومضة الأسرار
هو نبضة الثوار
هو قبضة الأحرار
ترفعها الريحُ
لتفتت بها الليل القهور!
فيه تاه الكلام..فيه حار الأنام
و استنار الظلام
من نظرته!
فيه هام الهيام..فيه ضجّ الغرام
و استقرّ السلام
من هيبته!
له غنّى الوجود..له مال الوجود
راح فيه يجود
من مهجته!!

3
جئت أطرق بابك يا مولاي توسّلا
جئت أطلب عفوك يا مولاي تذللا
جئت عندك أهوي
و من غيرك يأوي
ضرّاء فقير طامع!
جئت عندك أذوي
و من غيرك يروي
حرّاء سقيم جائع!
جئت عندك أبكي
و من غيرك يبكي
لبكاء يتيم ضائع!
جئت إليك أشكو يا مولاي مذلتي
جئت إليك أشكو يا مولاي مهانتي
فقد أعمتني الدهور
و سلبتني الغَرور
كل أصالتي!
و تركتني أغور
ببحر شقاوتي!
مولاي أنا العاجز عن ثنائك
كيف أثني عليك!؟
مولاي أنا القاصر عن لقائك
كيف أمشي إليك!؟
آتيك لكي تسير بي
و أنا أسير يديك!!

4
من مثل علي يتعبد..
من مثل علي يتهجد..
صوته في الكون يتردد..
و صداه الأمجد يتمدد..
في كل زمان يتجدد!
و به الأعمار تتولّد!
من مثل علي يتألق..
و له الأستار تتمزق..
من مثل علي يتصدق..
و له الأحجار تتشقق..
حقّه بالحقّ يتحقق..
كالفيض الدائم يتدفق!
أي مهد هو مهده..
أي كعبة!
تريه ما لم يره أحد
أي سرّ هو سرّه..
أي رهبة!
ترعب النسر و الأسد
أي سيف هو سيفه..
أي ضربة!
تضرب كصعقة المدد
أي ولد هم ولده..
أي نخبة!
تفوق الكمّ و العدد
من مثل علي يدعو
ليضيء الليل جلالا!
من مثل علي يسمو
ليحيل الحلم منالا!
من مثل علي يعلو
ليخيط الجرح هلالا!
و الله لقد جاز..
صراط العزة فد جاز!
و تجاذبت الأفلاك فوقه
و تعانقت الأنوار عنده
و الله لقد حاز..
خلود القربة قد حاز!
و تزاوجت الأكوان تحته
و تزاحمت الأزمان قربه
أشهد أنه قد فاز..
بربّ الكعبة قد فاز
أي فوز هو فوزه!!

5
يئن الليل نازفاً
.. و يجمع أشلاءه!
يئن الليل زاحفاً
..ويعضّ آلامه!
بكاك الطفل في مهده..
بكتك الرياح
بكاك الشيخ في قبره..
بكتك البطاح
بكاك النور في كهفه..
بكاك الصباح
و نادت بك الجراح:
هذي الثكالى يا علي
من يسكّنها؟!
هذي اليتامى يا علي
من يهدهدها؟!
هذي الصحاري يا علي
من يعانقها؟!
و كل ما فيها جراح
و كل ما فيها نواح:
راح.. من كان يبرئها
يئن الليل هائماً
..و يمحو أشلاءه!
يئن الليل حائراً
..و يشنق أحلامه!
يئن الليل راكعاً
أيا هذه الدنيا اركعي..
إن علياً قد ركع!
أيا هذه العلياء قعي..
إن علياً قد وقع!
أيا ليلة القدر اطلعي..
نورُ علي ٍقد طلع!
و كبّرت في الترب أضلعه
و هلّلت في الغيم أدمعه
و حلّقت في الجوّ شهقته:
أنا الكوثر..وحامي المعبر!
أنا الجوهر..و ساقي الكوثر!!
أيها النور اتقد!
في مثوى علي و انتفض!
ضد كل الناكثين
ضد كل القاسطين
ضد كل المارقين
و استردّ
حقّ كل البائسين
صوت كل الصامتين
خبز كل الجائعين
حطّم التاريخ الذي اعتاد الهوان
حطم القيد الذي اعتقل الزمان
حطم السجن الذي اختطف الرجاء
حرّر النور و أحلام الضياء!!
أيها الجهل انحسر
أيها الكفر انكسر
أبها الظلم اندحر
في قبر علي.. و اندثر!
Testing