شعراء أهل البيت عليهم السلام - برهان من ربّ الحب

عــــدد الأبـيـات
45
عدد المشاهدات
2643
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
15/09/2010
وقـــت الإضــافــة
9:53 صباحاً

قَلبي كَلِيمُ حَكَايا العِشقِ والصُّحُف = عَينايَ فاقرَأ بِها أَسرارَ مَنْ شُغِفُوا بِكُلِّ نُقطَةِ ضَوْءٍ آنَسَتْ لُغَةً = خَضراءَ مِنْ وَحْيكَ الرَّقْراقِ تَغْتَرِفُ أُعَتِّقُ الشِّعْرَ في بُستانِ ذَاكِرَتي = وَمِنْ رَحِيقِ زُهُورِ الحُبِّ أَرْتِشفُ وهامَتي مِثلَما الأَعذاقِ شامِخَةٌ = رغْمَ الجُرُوحِ التي يَنْدَى لَها السَّعَفُ مَعِي سَمَاواتُ مَجْدٍ أنتَ مُلهِمُها = وَشَمْسُها لَكَ بالأَفْضَالِ تَعْتَرِفُ فَأيُّ ألحَانِ دِفْءٍ كُنتَ تَنْسِجُها = وَأيِّ مَجْدٍ عَظِيمٍ كُنتَ تَلْتَحِفُ مُحمَّدٌ يا رَسولَ الحُبِّ إنَّ بِنا = شَوْقٌ جَمُوحٌ تَجارَى فَوقَ ما نَصِفُ يَا حامِلَ الدَّعْوَةِ الأَسْمَى لِتُوْقِدَها = فَجْراً جَدِيداً عَلَى أَعتابِهِ نَقِفُ حِراؤُكَ القَلْبُ، صَوْتُ الوَحْيِ يَسكُنُهُ = ومِنهُ أَسرَابُنا للهِ تَزْدَلِفُ غَرَستَ بَذْرَ الهُيَامِ المُستَدِيمِ بِهِ = حَتَّى تَفتَّقَ عَنْهُ العِشْقُ والكَلَفُ كأنَّما الشَّمسُ تَطفو فَوْقَ راحَتِهِ = وَمِن أَزاهيرِهِ الحَمرَاءِ تَقتطِفُ مَنَحْتَهُ رَوْضةً بِالعِلْمِ وارِفةً = علَى مَساحَاتِها الأرواحُ تَعْتَكِفُ وفي شَواطِئِها تَصحُو لآلِئُها = تَبُثُّ للغَيْمِ ما يَحْكِي بِهِ الصَّدَفُ جَمالُ رُوحِكَ بِالآياتِ مُكتَنِزٌ = وفي مَدَى حُسنِكَ الأَبصارُ تُخْتَطَفُ وَالقلبُ هذا الذي لامَسْتَ أنجُمَهُ = تُعِيدُهُ هانِئاً إِنْ مَسَّهُ اللهَفُ يَخْضَوْضِرُ اللَّحنُ في أجواءِ فَرحَتِهِ = كَأنَّ سِحْراً بَدِيعاً فِيهِ يُقتَرَفُ سَقَيْتَ أحلامَهُ العطشَى بَلاغَتَها = حَتَّى تَفَتَّحَ في قامُوسِها الهَدَفُ نَحوَ الكمالاتِ قَدْ مَدَّتْ سَلالِمَها = تَقْفُو خُطَى الحُبِّ فِي ما كانَ يَحْتَرِفُ أَجْرِ احتِرافَ فُنُونِ الصَّفْحِ في زَمْنٍ = مَسْتُورُ أحقادِهِ لِلْخَلْقِ يَنكَشِفُ وازرَع خُزامَى الحَنانِ العَذْبِ فِي نُطَفٍ = لِمِثْلِ إِحسَاسِها فَلتُعْقَدْ النُّطَفُ زَنابِقُ الرَّحْمَةِ الأَيْقَظتَ بَسْمَتَها = زِيدَتْ لَها فِي فُؤادِ العاشِق الغُرَفُ هذي دُمُوعُكَ إنْ سالَتْ لِحادِثَةٍ = تَضُمُّها بِالدُّموعِ الأَعْيُنُ الذُّرُفُ النَّاسُ يُنْعَتُ بِالأخلاقِ مَعْدِنُهُم = وأنتَ أنتَ بِكَ الأخلاقُ تَتَّصِفُ عَلَّمْتَهُمْ أَنْ يَظَلَّ النَّبْضُ مُؤْتَلِفاً = مَهما تَنَوَّعَت الآراءُ واختَلَفُوا يا أحكمَ الناسِ مِنهاجاً وأَحلمَهم = ما كُنتَ فظاً وحاشَى مثلكَ الصَّلَفُ إِليكَ رُوحُ السَّجايا العَذْبَةِ انتَسَبَتْ = عَلَى سَناها يُغَنِّي الفَجرُ والسَّدَفُ بِكَ التَقَتْ أروَعُ الآياتِ في جِهَةٍ = يُضِيئُها النُّبلُ وَالإِيثارُ والشَّرَفُ هناكَ شَفَّتْ زوايا الأرضِ لَهفَتَها = حيثُ الجِهاتُ إلى مَسرَاكَ تَنْعَطِفُ لِلواقِفِين علَى أطرافِ حَيْرَتِهِم = تَلُفُّ أجسادَهُم دِفْءً إذا ارتَجَفُوا والعازِفِينَ علَى أوتارِ أَدمُعِهِم = يُضَمِّدُونَ بِماءِ الوَرْدِ مَنْ نَزَفُوا في القُدسِ سَالَت قَوافِينا لِتَكتُبَنا = وَجْهاً بَدا كالمَقامَاتِ التي عَزَفُوا وَجْهٌ يُخَبِّئُ في مِرآتِهِ وَطناً = سُكَّانُهُ مِنْ صَمِيمِ القَلبِ قَد هَتَفُوا ما لَحظةٌ كانكِسارِ الحُلْمِ مُؤلِمَةٌ = علَى ضُلوعِ ثَراها يَربِضُ الأَسَفُ عُدْ أيُّها الأَمَلُ المَنذُورُ شَاطِئُهُ = إِلَى وِئامٍ لَذيذٍ مِنهُ نَرتَشِفُ حُرُوفُنا شَفَّ نَبضُ الأرضِ صَرْخَتَها = كما بُيُوتٍ بَكَت أشلاءَ مَن قُصِفُوا ما أصعَب العَيشَ والأيامُ مُطْفَأةٌ = وَرَملُ أفكارِها لِلرِّيحِ يَنجَرِفُ شَوكُ المَسَافَاتِ يُدْمي العابِرين بِها = والليلُ قَبلَ انتِصافِ الليلِ يَنتَصِفُ عُدْ واختَبِرْ طِينَة الصِّدقِ التي احتَرَقَتْ = حتَّى تَشَظَّى بِتنُّورِ الأَسَى الخَزَفُ عُدْ خَلِّصْ الأرض مما بات يُقلِقُها = مِنَ السُّمومِ التي يَسري بِها التَّرَفُ رَفِيفُ نَورسِ أفكاري يُسامِرُني = أنا الذي كُلَّ يَومٍ فيكَ أكتشِفُ سِراً يَزيدُ جنُونَ العِشقِ في لُغَتي = والحِسُّ يُنبِئُ عَن أسرارِهِ الرَّهَفُ يا لذَّةَ المَثَلِ الأعلَى لِرَوْعَتِها = كُلُّ اندياحٍ بِطَعمِ الحُبِّ يَنْصَرِفُ يا مَنْ إذا ما شَمَمْنا عِطْرَ تُرْبَتِهِ = تَلُوحُ مَكَّةُ لِلوِجدَانِ والنَّجَفُ سَلَكْتُ رُوحي بِجَيْبِ المِيمِ فالتَمَعَتْ= بيضَاءَ يُسري بِها للجنَّةِ الأَلِفُ يا سيِّدي شَوقُها الحَرَّاقُ مُحتَشِدٌ = حَيْثُ الدُّمُوعُ مَعَ العُشَّاقِ تَأْتَلِفُ
Testing